تتوفر حظيرة النقل على مستوى الخط الرابط بين بلديتي سي مصطفى وزموري في بومرداس، على حافلات هشة ومهترئة، لا يصلح معظمها لنقل آمن وسليم للمواطنين بسبب انعدام أدنى شروط الأمن والسلامة بها. إضافة إلى تلويث البيئة والمحيط الحضري، تضم الحظيرة المذكورة عشرات العربات القديمة التي تعود إلى الثمانينيات، حيث تبدو في وضعية جد متدهورة، الأمر الذي يجعلها تُصدر ضجيجا ودخانا كثيفا يلوث البيئة والمحيط، بالإضافة إلى تصاعد الغبار داخل العربات لوجود فتحات في الأرضية. كما أصبحت هذه الفتحات الموجودة في الأرضية هاجسا يعكر حياة المسافرين بسبب خطر السقوط في أي لحظة. وزيادة على انعدام شروط الراحة بهذه العربات، اشتكى مستعملو هذا الخط من تجاوزات السائقين الذين جعلوا المسافرين رهائن داخل هذه العربات، بسبب طول التوقف الممل في المحطات، كما لا يكتفي السائقون حتى يجعلوا الحافلة مكتظة عن آخرها. وبسبب هذا الاكتظاظ وبشهادة سكان المنطقة ومستعملي الخط المذكور، فقد تم سقوط العديد من المسافرين من أبواب هذه العربات التي شبهوها ب”الأكواخ المتحركة” لافتقارها لأدنى شروط الأمن والسلامة، حيث كان آخر المصابين طفلان أحدهما أصيب بكسور، والآخر فقد ذاكرته بصفة مؤقتة نتيجة السقوط العنيف الذي تعرض له. وقد عبر مستعملو هذه الحافلات عن استيائهم من وضعية النقل العمومي بالمنطقة، والتجاوزات التي تحدث أمام مرأى السلطات المعنية، سواء محلية أو ولائية. كما طالبوا بضرورة تشديد الرقابة التقنية على هذا القطاع، مع ضرورة العمل على تجديد حظيرة النقل العمومي، خصوصا بعد الوضعية الكارثية التي آل إليها القطاع بالولاية. التهيئة منعدمة بمحطة نقل المسافرين في زموري عبّر سكان ومرتادو بلدية زموري، الواقعة على بُعد 15 كيلومتر شرق ولاية بومرداس، عن استياءهم الشديد جرّاء ما يعيشونه من أوضاع مزرية بمحطة نقل المسافرين التي تعرف تداخلا بينها وبين شبه السوق اليومي الذي يشغله الباعة الفوضويون لعرض سلعهم بطريقة غير شرعية. وأبدى جل من التقينا بهم في محطة نقل المسافرين بزموري، امتعاضهم من تغيير موقع هذه الأخيرة الذي كان بوسط المدينة، وتحويله خارج التجمعات السكانية بمحاذاة الطريق الوطني رقم 24. واعتبر البعض الآخر أن هذا الإجراء يشكل عبئا إضافيا على المواطنين، حيث تبقى الفئة الأكثر تضررا هي فئة المسنين الذين يعانون الأمرّين للالتحاق بالمحطة، بالإضافة إلى النساء اللواتي يجبرن على قطع كل هذه المسافة مشيا على الأقدام، ما يعرضهن إلى مشاكل عديدة في بعض الأحيان، خاصة العاملات منهن اللواتي يجبرن على الخروج من البيت في وقت مبكر والعودة في مساء كل يوم في أوقات متأخرة، ما يجعلهن عرضة لمخلتف الإعتداءات. وفي سياق آخر، عبر من تحدثا إليهم بالمحطة، عن استغرابهم من التداخل الحاصل على مستوى هذه الأخيرة والباعة الفوضويين الذين حولوا جزءا من المحطة إلى شبه سوق يومي، كما أكدوا أن المكان تحول، مع مرور الوقت، إلى مفرغة عمومية بسبب تراكم مخلفات التجار من أكياس بلاستيكية أو خضر وفواكه فاسدة، حيث أصبحت هذه القمامة تستقطب الحيوانات الضالة من قطط وكلاب نهارًا والخنازير ليلاً، ما يهدد سلامة وأمن المسافرين وتعرض مرتادي المحطة إلى عدة مخاطر، ناهيك عن الروائح الكريهة المنبعثة من المكان، مؤكدين أن هذا الوضع يزداد سوءا في فصل الصيف، إلى جانب تشويه الطابع السياحي للبلدية التي يقصدها العديد من السياح في موسم الإصطياف، ما جعل السياح يفضلون وجهات أخرى عن مدينة زموري السياحية. ونتيجة لمجمل ما يعانيه مرتادو محطة المسافرين وسكان زموري، يطالب هؤلاء الجهات الوصية بالتدخل العاجل من أجل إيجاد حل عاجل للوضع المزري الذي يعيشونه يوميا بسبب التداخل الحاصل بين المحطة والسوق اليومي والعمل على الفصل بينهما، وإيجاد موقع آخر يسمح بممارسة التجارة في إطارها القانوني. كما يأمل السكان أن تعمل السلطات المحلية على تقريب المحطة من التجمعات السكانية، وذلك لتخفيف الضغط والمعاناة. السائقون يتسببون في أزمة النقل ببودواو البحري اتجاه مدينة الرغاية يشهد قطاع النقل ببلدية بودواو البحري، هو الآخر، أزمة حادة وفوضى عارمة في وسائل النقل، وبالأخص على مستوى خط بلدية الرغاية، حيث يتسبب فيها تهور وجشع السائقين في ظل المنافسة الحادة وغير الشريفة للظفر بمزيد من الأرباح. بعد الشكاوي التي تلقتها ”الفجر” من قبل مواطني بودواو البحري ومستعملي هذا الخط، وقصد تبليغ الرسالة للسلطات المعنية، تنقلنا للميدان قصد الوقوف على حالة هذا الخط الذي سجل عدة تجاوزات. فخلال تواجدنا هناك رأينا إقدام سائق على الرجوع منتصف الطريق إلى مدينة الرغاية، وذلك بمجرد نزول الركاب الذين تبين أنهم لم يقصدوا آخر محطة، أي بودواو البحري.. في بداية الأمر كنا نظن أن هذه حالة استثنائية، لكن بعد لحظات فقط تبين أن هذا التصرف يميز كل السائقين ماعدا فئة قليلة، التي لا يمكنها أن تغطي احتياجات الخدمة، مقارنة بالعدد الهائل من مستعملي هذا الخط باتجاه مدينة الرغاية التي يتنقل إليها القاطنون بكثرة، من أجل العمل أو قضاء مختلف الحاجيات، حيث يشهد هذا الخط طلبا متزايدا من جهة المواطنين الذين يتوافدون بشكل يومي على مدينة الرغاية الواقعة على الحدود الغربية لبلدية بودواو البحري، إذ يفصل بين المدينتين حوالي 5 كيلومترات فقط. ولدى اتصالنا بمديرية النقل لولاية بومرداس، أكد لنا مصدر مسؤول أن الخط الرابط بلدية بودواو البحري مع نظيرتها الرغاية، يحتوي على حوالي 70 خطا مباشرا مرورا بالقاعدة العسكرية الواقعة بين البلديتين، وأن نصف هذه الخطوط مسجلة بولاية بومرداس، أما البقية فهي مسجلة لدى مديرية النقل لولاية الجزائر. وبالنسبة للتجاوزات التي يتسبب فيها السائقون، فأرجعها ذات المتحدث إلى عدم تحرك مديرية النقل، بسبب عدم تلقيها لشكاوي من قبل المواطنين، وهو ما يشجع هؤلاء السائقين على مواصلتهم لهذه الخروقات. .. وأزمة النقل تؤرق حياة مستعملي خط دلس باتجاه بومرداس يعانى المسافرون المتجهون من مدينة دلس، 50 كم شرق عاصمة الولاية، باتجاه مدينة بومرداس، من نقص حاد في وسائل النقل، ما خلف حالة من الفوضى وأثر بشكل سلبي على العاملين والموظفين ببومرداس، إذ يصل الكثير منهم إلى أماكن عملهم متأخرين. أضحت ظاهرة نقص وسائل النقل بدلس نحو مدينة بومرداس تحدث مع بداية كل الأسبوع، أين يكثر عدد المسافرين، بالإضافة إلى مساء كل يوم أين يكثر الإزدحام في المحطة البرية للمسافرين ومحطة الثانوية بوسط بومرداس. ويستقطب هذا الإزدحام المنحرفين الذين يغتنمون فرصة تدافع المسافرين أمام الحافلة، ما يجعلهم يفقدون ممتلكاتهم بسهولة أمام خفة أيدي المنحرفين الذين تفننوا في هذا النشاط الذي يبقى يهدد المواطن في وضح النهار. وإضافة إلى النقص الحاد في وسائل النقل بالمنطقة، فإن حركة الحافلات تتوقف ابتداء من الساعة الخامسة مساء، ما يضطرهم للتنقل بسيارات ”الكلوندستان” في أغلب الأحيان مع تحمل دفع مصاريف إضافية. وعن أسباب قلة حافلات نقل المسافرين بهذا الخط، قال أحد المسافرين إن الكثير من أصحاب هذه الخطوط من يتوقف عن العمل قبل الساعة الرابعة مساء، بالإضافة إلى تعطل بعض الحافلات الأخرى.. ليجد المسافرون أنفسهم في مواجهة هذا المشكل الذي أنهكهم. ونتيجة لهذه المعاناة، يناشد المسافرون عبر هذا الخط السلطات المعنية، التدخل قصد وضع حد لمعاناتهم التي طالت كثيرا، والتي أجبرت الكثير منهم على العودة إلى مساكنهم في ساعات متأخرة.