* 100 مريض يتوافدون يوميا على المصلحة كانت الساعة تشير إلى 21.20 دقيقة ليلا عندما زرنا نهاية الأسبوع المنصرم مصلحة تصفية الدم بمستشفى أحمد مدغري، بعد أن كثُر الحديث وسط الشارع السعيدي عن المعاناة الكبيرة التي يعيشها مرضى هذه المصلحة والتي أضحت حديث العام والخاص بسبب عديد الحوادث التي وقعت بها و كان آخرها وفاة امرأة داخل المصلحة بعد إخضاعها لعملية مستعصية... يعاني مرضى مصلحة "الدياليز' بسعيدة صعوبات كبيرة ومشاق عديدة سردها لنا بعض المرضى ومرافقيهم. * لا حارس ولا عون أمن دخلنا بنية زيارة مريض وفي غفلة من القائمين على المصلحة تفاجأنا في بادئ الأمر لعدم وجود أي حارس أو عون أمن بالمصلحة عند مدخل الباب أو داخل المصلحة رغم وجودها في مكان خال ومنعزل بداخل المستشفى تقل فيه الحركة وهو الإشكال الذي نبّه إليه من يتردد عليها وحتى المرضى. وعند تقدمنا إلى داخل الغرف لمحنا المرضى الذين تجاوز عددهم 32 شخصا ممددين على أسرة، مربوط مصيرهم بآلة تصفية الدم لمدة 4 ساعات، أما الأمر الذي جعلنا نقف في حيرة فهو النقص الفادح في التأطير الطبي وعدد المناوبين بحيث وجدنا طبيبة عامة وممرضة فقط تسهران على 32 مريضا في تلك الليلة موزعين على 32 جهاز تصفية. * طبيبة عامة وممرضة تسهران على 32 مريضا معاناة مرضى الدياليز كبيرة وفي مقدمتها التردد على المصلحة لثلاث مرات في الأسبوع حيث لا مفر من ذلك، أما المصلحة فلا تتوفر على العدد الكافي من الأجهرة رغم أنها تستقطب المرضى من كامل ربوع الولاية ما يجعلها تعرف ضغطا كبيرا. ناهيك عن الاختلالات الكبيرة الحاصلة على مستوى البرمجة حيث يقضي المريض في بعض الأحيان ساعات وأحيانا طوال اليوم في انتظار دوره، وفي ظل غياب الوسائل والآلات التي تبقى جد قليلة ولا تستوفي الطلبات الكثيرة للمرضى التي ازدادت قياسا بالسنوات الماضية. * مركز جديد بأولاد براهيم غير كاف ونتيجة الضغط الكبير الذي تعرفه المصلحة كان من الضروري إيجاد حل ما أدى إلى فتح مصلحة ثانية ببلدية أولاد براهيم تتكفل بالمرضى الذين يقطنون بالمناطق المجاورة لتخفيف مشقة التنقل عليهم من جهة ومن جهة أخرى لتقليص الضغط على المصلحة الأم. تستقبل مصلحة تصفية الدم بمستشفى مدغري أكثر من 100 مريض يوميا بمعدل 4 إلى 5 حصص وقد تتواصل حصص المعالجين إلى وقت متأخر من الليل إذا ما وقع عطب بحسب أقوال الطبيبة المناوبة، التي أكدت لنا أن دوامها ينتهي منتصف الليل ولكن بتعرّض آلتين للعطب يبقى مريضان ينتظران حصتهما التي ستمتد من منتصف الليل إلى غاية الرابعة صباحا وهو ما يتطلب بقاء الطبيبة في الدوام إلى غاية نهاية عملية التصفية. * أمل بفتح مصحات أخرى ورغم المشاكل العديدة والكبيرة والتي يبقى أبرزها النقص الفادح في الآلات وضيق المصلحة مع النقص الواضح في عدد الأطباء المختصين والمشرفين بحيث تضم المصلحة 4 مختصين فقط، بالإضافة إلى انعدام مخبر للتحاليل وأجهزة الكشف التي يكون لزاما أن تتواجد في المصلحة يبقى التدعيم في الأطباء المختصين وحتى الوسائل الطبية أمرا ضروريا للتقليل من المعاناة مع النظر في فتح مصالح جديدة بعد تلك التي تم فتحها بأولاد براهيم. وفي زيارتنا قابلنا ثلاث عينات من المرضى وأخذنا انطباعاتهم حول الأوضاع داخل المصحة فراحوا يؤكدون أن العمال داخل المصلحة الخاصة بمرضى الدياليز ينقسمون إلى مجموعات على مدار الأسبوع ، لكن فيما يخص مجموعتهم فأكدوا أن الطبيبة العامة والممرضة المشرفتين تقومان بدورهن وسط نوع من الأجواء العائلية والمعاملة الحسنة وخاصة الطبيبة قبلي التي أكد المرضى أنها متعاونة جدا ومتفهمة لكن يبقى الضغط ونقص الآلات يشكل عائقا لإتمام وإكمال العمل في الوقت المطلوب . نور الدين 58 سنة (مريض منذ سنتين): نتمنى تزويد المصلحة بعدد أكبر من الأجهزة عند اقترابنا من نور الدين البالغ من العمر 58 سنة وهو يخضع لتصفية الدم ويداه مربوطتان بالآلة أخبرناه أننا ننتمي إلى قطاع الإعلام وجئنا نتقصى صحة الأخبار التي راجت حول سوء المعاملة داخل المصحة فراح يؤكد أنه ومنذ تواجده بها منذ عامين لم يشهد أية مشاكل مع الفوج الذي يسهر على خدمته بل بالعكس الطبيبة متعاونة معه والممرضة كذلك ولكن يبقى الإشكال الوحيد في نقص الأجهزة فعند تعرض إحداها للعطب تختل البرمجة تماما مطالبا المسؤولين بتزويد المصلحة بعدد أكبر من الآلات وتوسيع القاعة التي لا تسع للعدد الكبير من المرضى. عبد الرحمن (28 سنة، يعالج منذ 8 أشهر): مرتاح للمعاملة عبد الرحمن الذي كان ممددا على السرير وعينيه صوب جهاز التلفاز المتواجد داخل القاعة راح يخبرنا عن المعاناة مع المرض مستسلما في الأخير لقضاء الله وقدره وهو الآخر أكد النقص الفادح للمعدات حيث قال أنه عند تعرض الأجهزة لأعطاب بآلة فالمشاكل تبدأ. مبديا ارتياحه للأجواء والمعاملة من القائمين على المصلحة.