في كل المناسبات و الأعياد الدينية تتحوّل الأسواق و المساحات التجارية إلى قبلة المتبضّعين فيقبلون على كل أنواع السّلع و المعروضات و يشترون بشراهة رغم الغلاء .و هذه السنة أيضا زادت حمّى التبضع ،فبعد مصاريف شهر رمضان و عيد الفطر و العطلة الصيفية و غيرها يتوجّه اهتمام الناس نحو محلات الأدوات المدرسية و الملابس و نقاط بيع الأضاحي تحضيرا للدخول المدرسي و عيد الأضحى المبارك اللذان لا يفصل بينهما سوى أسبوع واحد و برغم تدمّر المواطن الجزائري من غلاء المواد الاستهلاكية و ارتفاع نسبة التضخم و حديثه المستمر عن تدني القدرة الشرائية و بأن سنة 2016 كانت صعبة على الكثيرين فإن هذا الأمور لم تمنعهم من الإسراف في الاستهلاك ،فالغلاء المستمر للسلع هذا العام لم يغيّر من عادات مجتمعنا ،الشراء ثم الشراء و صرف ميزانيات كبيرة على كل شيء تلبية لاحتياجات و رغبات الأفراد فمن أرباب الأسر من يكلّف نفسه فوق طاقته اتّقاء لكلام الناس و منهم من يسعى إلى إدخال الفرحة و البهجة إلى قلوب الأبناء حتى و ان تطلب الأمر الاستدانة أو رهن المجوهرات الذهبية و حسب جمعيات حماية المستهلك فإن ما ستصرفه العائلة خلال هذين المناسبتين يتراوح ما بين 60 إلى 80 ألف دج ما بين الأدوات المدرسية و أضاحي العيد و مستلزمات النحر و غيرها .فالتلميذ الواحد يكلّف وليّه ما بين 8 آلاف إلى 10 آلاف دج أما كبش العيد فلا يقل ثمنه عن 30 ألف دج ،و بذلك سينفق ربّ الأسرة ميزانية معتبرة حتى لا يحرم عياله من حقوقهم و لا يفرّط في أداء السنّة النبوية الشريفة و لهذا السبب تشهد الأسواق و المساحات التجارية الكبرى و نقاط بيع الأضاحي إقبالا كبيرا جدّا للمتبضّعين ،ازدحام و تدافع بالأسواق اليومية و أمام أجنحة العرض بالمتاجر الكبرى كتلك التي فتحت أبوابها حديثا و منها على سبيل المثال المركز التجاري "أرديس" بحي النور و يكفي دخول سوق المدينة الجديدة لندرك بأن عادات المستهلك الجزائري لم تتغيّر في المناسبات و الأعياد فتنسيها المغريات و الإعلانات و الرغبة الجامحة في الاستهلاك التقشّف و التخطيط في إعداد ميزانية الأسرة .