قطاع الصحة بولاية مستغانم ورغم ما تحقق فيه من إنجازات وهياكل ومرافق في ظرف قصير وكذا توفر التغطية الطبية والشبه الطبية الكاملة فإن الحديث عنه يقودنا حتما الى ما ندرة بعض الأدوية في المصالح الاستعجالية التي يعاني المتوجهون اليها في الحصول عليها وهم في حالات صعبة كما تسجل التحفظات من طرف المرضى عن بعض السلوكات وطرق معاملة المريض وكل الاوضاع تتطلب ان تتكثف العناية والحرص على تحقيق حقوق المريض قبل كل شيء لترقية المعاملة الانسانية فالإمكانيات والأطباء وحدها لا تكفي إذا غابت المرافقة الصحية للمرضى الذي يقصدون يوميا المستشفيات والمصحات والعيادات الطبية بحثا عن العلاج أو الأدوية وهناك الكثير من المرضى نساء ورجال صادفناهم أمام مستشفى شي غيفارة بمستغانم وبعض المراكز الصحية في كل من ماسرة وعين تادلس وبوقيراط والكل لم يتحدث عن قلة الامكانيات أو انعدام الأطباء بل كل ما حدثونا عنه هو أنهم ملوا من الذهاب والإياب لدخول المستشفى قصد إجراء عمليات جراحية فكل مرة يحدد موعد آخر لدخول هذا المريض أو ذاك كما هو حال رجل أراد إدخال زوجته لإجراء عملية جراحية فتلقى عدة مواعيد لكن في النهاية لم تدخل زوجته المستشفى أما عن مرضى القصور الكلوي وخاصة بمستشفى سيدي علي الذي يستقبل المرضى من سيدي علي وعشعاشة وخضراء وسيدي لخضر فحدث ولا حرج فمعاناتهم كبيرة رغم أن القطاع قد حظي بعدة هياكل ومرافق جديدة ومنها 3 مستشفيات سعة كل واحد 60 سريرا بكل من عشعاشة وماسرة و بوقيراط مجهزة بأحدث المعدات الطبية مثل السكانير وأجهزة الاشعة المتنقلة والثابتة وأخرى للكشف المبكر عن سرطان الثدي فضلا عن التجهيزات المتطورة لقاعات العمليات والإنعاش والتخدير وكذا المخابر وأشار مصدر من مديرية الصحة والسكان أن مجموع التكاليف بلغت زهاء 180 مليون دج وبالرغم من التخصصات و تعيين الأطباء بهذه المستشفيات الجوارية التي لم يمض على تشغيلها أكثر من ثلاثة اشهر كما حظي القطاع ب43 طبيبا أخصائيا وفي هذه الحصة التدعيمية يوجد 4 أطباء أخصائيون في الأمراض العقلية وثلاثة 3 في الانعاش والتخدير وطب العمل والأمراض الصدرية وطبيبان اخصائيان في جراحة الكسور والجروح وجراحة الأعصاب والطب الداخلي تم توزيعهم على مختلف المستشفيات والعيادات والمصحات ومستشفى الأمراض العقلية بمدينة مستغانم وبالرغم من كل هذه الامكانيات والتجهيزات العصرية والأطباء العامين والأخصائيين فإنه يبقى غياب المرافقة الطبية للمريض سؤال يطرح نفسه بإلحاح و أين هو الخلل فلازال المرضى في هذه المناطق وغيرها يعانون من عدة مشاكل أولها نقص الأدوية وخاصة الحقن وما وقفنا عليه في مستشفى عين تادلس بمصلحة الاستعجالات أكثر من مرة ظاهرة فقدان الحقن بالمصلحة مما يدفع بالممرضين ان يطلبوا من المريضة أو المريض شراء الحقن والإبر من الصيدليات الخاصة خارج المستشفى على حسابه ثم العودة الى المستشفى وهذه الظاهرة اشتكى منها الكثير من المترددين على مصالح الاستعجالات في أغلب المستشفيات غير أن الإدارة تفند ذلك بتبريرات وهمية قادتنا جولتنا إلى مصلحة الاستعجالات التي كانت تعج بالمرضى فمنهم المصابون بحوادث مرور ومنهم الذين أصيبوا بأوجاع حادة اضطرهم التوجه إلى مصلحة الاستعجالات والمشكل الذي كان مطروحا أن هناك بعض المصابين كانوا في حالة حرجة غير انه طال انتظارهم للطبيب ولوحظ ان هناك بعض الادوية غير موجودة حسب ما صرح لنا به بعض المرضى انطباعات بعض المعنيين شهيناز ب 35 سنة مريضة بحساسية الجلد عين تادلس مللت من الذهاب والإياب عانيت ولازلت أعاني من المجيء والذهاب من أجل إجراء التحاليل الطبية قبل العلاج واستعمال الادوية اللازمة للمرض لكنني اصطدم دائما بنفس المشكل أما مخبر التحاليل معطل أو الاعوان المكلفون غير موجودين وأمس فقط ذهبت ورجعت خائبة بعدما وجدت الباب مغلقا ومن حقي إجراء التحاليل حسب ما طلب مني الطبيب الشارف بن عتو 40 سنة مريض بالأمعاء من مستغانم لا أقدر على الذهاب إلى طبيب خاص هذا اليوم الثاني وأنا آتي إلى عيادة لالة خيرة لإجراء فحص طبي وكل يوم أرجع دون إجراء الفحص ولا أقدر على الذهاب إلى الطبيب الخاص لكوني معوز وليس لدي أي مدخول وكلما تأخرت في الفحص تأخر العلاج وبالتالي تزداد معاناتي وأخشى أن تتأزم الأمور وتتضاعف تكاليف العلاج محمد بن وازعي 31 سنة من ماسرة ضرسي تؤلمني والمخدر مفقود أتردد منذ أيام على هذا المركز الصحي من أجل نزع ضرسي التي تؤلمني كثيرا ولم أتمكن لان المخدر والمسكن للألم غير موجود ولا أقدر أن أنزع بدون تخدير والمشكل أني ذهبت إلى ثلاثة مراكز صحية وقيل لي نفس الكلام فأين هي وفرة الدواء التي نسمع عنها بد رة سلوم 44 سنة من مستغانم أصبت بالأم حادة في المعدة ولم أحصل على العلاج بالمستشفى أصبت بالأم حادة في المعدة منذ يومين ولما ذهبت الى المستشفى من أجل الفحص قالوا لي انتظر دورك ولكن بقيت مدة طويلة في الانتظار ولم أجد من يوجهني ولما ذهبت ألى طبيب خاص فحصت ولكن بأغلى ثمن والأدوية غالية وهذا ما اضطرني في البداية للذهاب للمستشفى قصد الفحص والحصول على الدواء اللازم كل هذه الانشغالات حملناها إلى مسؤولي المستشفى غير أننا لم نتمكن من ملاقاة أي مسؤول يوضح لنا ذلك ولكن في الوقت الذي كنا بكواليس مستشفى مستغانم فوجئنا ببعض المشاكل الناجمة عن سوء التوجيه والإعلام للمرضى الذين يقصدون المصالح وفي انتظار افتتاح واستغلال مستشفى خروبة في مطلع السنة القادمة والذي يحتوي على 240 سرير لحل مشكل الاكتظاظ بمستشفى شي غيفارة تبقى الأزمة تكمن في حسن التوجيه ومرافقة المريض وليس في الامكانيات المتوفرة