لن أنسى هدفي الأول مع الأكابر الذي عزز حظوظ الفريق في البقاء تحولت بين ليلة وضحاها من مناصر إلى لاعب ضمن التشكيلة الأساسية لن أنسى مقولة بليمام "كرة القدم عرفتني بالرجال"هي العبارة التي رددها مهاجم مولودية وهران محمد هشام شريف (27 سنة) خلال الحوار الذي أجرته معه "الجمهورية" بقاعة تحريرها، أين نزل نجم مولودية وهران ضيفا رفقة مناجيره عبدو يونس. شريف هشام كشف العديد من الأشياء عن مسيرته فهو أحد خريجي مدرسة الحمري، وقبلها مديوني، والمفاجأة أنه تعلم أبجديات الكرة بمدرسة الخالدية، هذه الجمعية قد تكون مجهرية للكثير من الأنصار إلا أنها في الحقيقة بصمت على شهادة ميلاد أسماء كبيرة تصنع حاليًا أفراح فرق كثيرة بقسم النخبة.و تحدث شريف هشام خلال الحوار بدايته مع الساحرة المستديرة، والظروف العائلية التي لم تكن عائقًا في كتابة إسمه ضمن مجلدات الحمري، حيث وقفنا على مدى تعلق اللاعب بعائلته وخاصة أخواله الذين كانوا بمثابة السند ومرآة لمستقبله الزاهر. كما تحدث اللاعب في هذا الحوار عن علاقته مع أنصار الحمري التي يربطها البعض بعنوان المسلسل التركي "العشق الممنوع" ، والتي قد تكون أغرب علاقة بين لاعب ومناصريه في الرابطة الأولى وعلى مر تاريخ نادي المولودية، فتارة أعداء وتارة أخرى أحباب. وتحدث شريف هشام أيضا عن خبايا تعاقده فلم يمر الحوار دون أن يعرج على قصته مع المرحوم قاسم ليمام ثم محياوي مرورًا بجباري ثم بلحاج وكيف اتخذ قرار مغادرته وعودته إلى الحمري بعد موسم إعتبره بالناجح مع اتحاد البليدة، وخبايا هذه الصفقة، ليبدي رأيه حول قضية تسقيف الأجور والضمان الإجتماعي وكذا مجال وكلاء اللاعبين. و فيما يخص عائلته الصغيرة فحبه لأكرم وإبنته هما أجمل شيء في حياته يقول اللاعب. في البداية مرحبا بك بالجريدة التي لا زالت تحتفظ بأرشيف حول بداياتك مع الكرة ، هل لك بسرد القليل عن بداية مشوارك مع الساحرة المستديرة ؟ أعلم فجريدة "الجمهورية" هي أصلا جريدة لأنصار مولودية وهران، فتكتب بشكل يومي ومستمر عن أخبار الحمري، وأعلم أنكم تملكون أرشيفا عني، فعندما كنت صغيرًا كنت أقرأ الجرائد كلها من بينها "الجمهورية"، بدايتي لم تكن صدفة وإنما هو عشق راودني منذ أن كنت صغيرًا، ومداعبتي للكرة بدأت كأي لاعب في الحي، وأول إنخراطي في حركة جمعوية كان بنادي الخالدية، هذا الفريق الذي لن أنسى فضله فقد كان أول سطر في بداية مشواري الرياضي، لأتوجه بعدها إلى فريق مديوني وهران، وقصة تنقلي إلى مديوني يمكن القول أنها كانت صدفة، لأن فريق الخالدية لا يواصل تكوينه لغاية صنف الأصاغر، وعليه فكان لزامًا عليا مغادرته وبما أنني أسكن بحي كارطو فكان ملعب فريحة بن يوسف الأقرب لي رفقة زملائي، لنتوجه جماعة إلى فريق الحماما، قضيت موسمين ثم توجهت إلى مولودية وهران، ومن هنا أخذت مسيرتي الكروية منعرجًا آخر عند المدرب حسين عامر الذي قدم لي الكثير في مستهل مشواري مع الحمراوة، وممارستي للكرة صاحبها تألقي أيضًا في الدراسة. لكن المعلومات التي هي بحوزتنا تقول بأنك ضحيت بمستقبلك الدراسي على حساب كرة القدم، وبلعطوي هو السبب ، هل من تأكيد ؟ صحيح بلعطوي هو سبب تنقلي من مرحلة إلى مرحلة، وقبل أن أتكلم عن هذه النقطة، دعني أؤكد لك مرة أخرى أني كنت متفوق كثيرًا في الدراسة، وكانت لي أهداف كثيرة في المستقبل، سيما وأن عائلتي شجعتني بمعية خالي نور الدين لكحل، هذا الأخير كان بمثابة أخي وصديقي وأبي وخالي، فرغم أن عائلتي الصغيرة لم تكن على ما يرام، إلا أن أخوالي وجدي كلهم وفروا لي الدفئ وعوضوني في نقص الحنان العائلي، ولذا فكنت متفوقا في الدراسة، إلى غاية أن جاء بلعطوي، أتذكر كنت في السنة الأولى ضمن صنف الأواسط، فقد قام عمر بترقيتي رفقة عواج سيد احمد إلى صنف الأكابر، وحينها بدأت مشاكلي مع الدراسة، فكان لزامًا علي أن أتبع طريقًا واحدًا، إما الدراسة أو الكرة... أ لم تجد معارضة من العائلة ؟ ومن نصحك بترك الدراسة ؟ ألا تعتقد أنك خاطرت ورهنت مستقبلك الدراسي ؟ لا أخفي عليك فقد فكرت كثيرًا وعائلتي لم تمنعني من اتخاذ قرار مواصلتي لعب الكرة على حساب الدراسة، وكنت مجبرا على ذلك، فاللعب ضمن أكابر مولودية وهران ليس بالأمر الذي يتاح لك في كل مرة، فهي فرصة واحدة تأتيك وكان علي التضحية لإدراك أحلامي، ألا وهي صناعة المجد في كرة القدم وإسم في مولودية وهران، فتدريباتنا كانت في الصبيحة، وعندما استدعاني بلعطوي رفقة عواج فكان ذلك بمثابة أمنية تحققت لنا نحن الإثنين، وعليه اجتهدت أكثر حتى تكون تضحياتي في محلها، وقبل أن تتم ترقيتي فقد عانيت من لعنة الإصابات، ومررت بمرحلة فراغ في صنف الأواسط، وأول استدعاء لي ضمن الأكابر كان أمام مولودية العاصمة، لم أشارك فيه لتكون المباراة الموالية بدايتي الحقيقية مع الحمري، ففي ملعب العقيد لطفي بتلمسان، وامام مدرجات مملوءة بأنصار الحمري والوات، تم إقحامي من طرف بلعطوي في الشوط الثاني، وسجلت هدف التعادل بعدما كنا متخلفين بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد، لعبت وسط أرمادة من اللاعبين وكان لي الشرف أن أساهم في عودتنا بتعادل خدم المولودية كثيرًا من أجل ضمان البقاء في قسم النخبة. الموسم الموالي وقعت على عقد مع إدارة المولودية لمدة 5 سنوات وأول راتب لك كان ب 50 ألف شهريا هل هذا صحيح ؟ صحيح فلم يكن يهمني المال لأنني كنت من عائلة وفرت لي كل السبل حتى أنجح في مسيرتي الكروية، فخالي تفاوض في بداية الأمر مع الإدارة ونقل لي العرض الذي كان بعقد لمدة 5 سنوات وراتب شهري قدره 50 ألف دينار، وأتذكر أنه كنا 3 لاعبين أنا وبلايلي وعواج، وفي هذا الموسم كانت نقطة تحول كبيرة فمن مناصر يتنقل لمؤازرة الفريق في خرجاته، إلى قطعة أساسية ضمن تشكيلة الأكابر، أرسم البسمة في وجوه الأنصار وأهز المدرجات عند كل لقطة أضيعها، تارة أسمع الإشادة وتارة أخرى أسمع ما يندى له الجبين، لكني تعودت لأصبح ضمن الركائز في الموسم الموالي فقد سجلت في ثاني موسم 13 هدف في مستهل البطولة، ولا أنسى لقاء جمعية الشلف أين كنت هدافا وممررا وأخرجني المدرب حينها في الشوط الثاني بعدما تعرضت لإصابة كادت أن تصنع لي مشاكل كبيرة لأنني جازفت وأخفيتها عن الطاقم الطبي حتى لا يخرجني المدرب، وكم كانت حرقتي وأنا أغادر الملعب وزملائي يصارعون لتعديل النتيجة وسط استفزازات مناصري الشلف، وأنت تعلم القصة، فحينها كنت لا أزال بعقلية المناصر وليس لاعب محترف يفكر بمفهوم رياضي. تكلمت عن الأنصار، هذا يجعلنا نستفسر عن حقيقة علاقة شريف هشام مع أنصار الحمري التي قد ينطبق عليها عنوان مسلسل "العشق الممنوع"، فأنت محبوب تارة ومذموم تارة أخرى، والكثير من القصص تكلمت عن طيش لاعب حتى أصبحت علامة مسجلة لدى الأنصار، ما قولك في الموضوع ؟ وأنا هنا لأجيب عن جميع الأسئلة، فلا خوف علي بتواجد مناجيري يونس عبدو ... لا الحقيقة عكس ذلك، فالإشاعات أثقلت كاهلي، فكلام الأرصفة تسبب لي في مشاكل كبيرة مع أنصار الحمري، وأظن أن علاقتي تحسنت منذ دخولي القفص الذهبي، لتتوقف كل تلك الشائعات المغرضة التي كان يصدقها الأنصار، حيث اكتشفت مرة أنني في 3 أماكن في اللحظة نفسها، وكم عانيت كثيرًا صراحة فقد تأثرت وتحطمت معنوياتي، خصوصًا عندما كنا نعاني في البطولة بسبب النتائج السلبية، أتذكر مرة ضيعت الكرة نتيجة الضغط، واهتز كل الملعب يشتمني بأقبح العبارات، وقفت وبقيت أتأمل المدرجات وأقول في نفسي هل هذا جزاء تضحيتي لدرجة أنني غصت في تأملي لهم حتى اعتقد البعض أنني أتحداهم أو أستفزهم، في الحقيقة أنا إنسان مسالم لدرجة أنني لم يسبق لي وأن تعرضت لمضايقة في الشارع بل بالعكس. الآن أصبحت لك صفحة جديدة مع الحمراوة سيما وأنك هدافا للفريق، كيف كانت عودتك من البليدة ؟ باختصار أردت أن أخوض تجربة خارج بيتي، وكانت ناجحة إلى أبعد الحدود، وكنت على وشك تعاقدي مع مولودية بجاية، أو شباب قسنطينة، وفي الطريق إتصل بي رئيس اتحاد البليدة، وبعدما قدم لي عرضا مغريا فكرت في والدتي التي ترجتني أن أكون قريبًا ولا أمضي بقسنطينة، ليستقر قراري بالبليدة، وعودتي إلى الحمري كانت كمغادرتي لها، فقد كنت على وشك العودة في الميركاتو، إلا ان إدارة البليدة رفضت ذلك لأنهي الموسم وأعود إلى بيتي. ما تعليقك حول قرار تسقيف الأجور؟ وهل ترى أن حقوق اللاعبين مهضومة بغياب ضمان بعد نهاية مشوارهم الرياضي ؟ أنا أرضى أن يتم خصم جزء من راتبي من أجل الضمان الإجتماعي وأعتقد أن هذا يحدث فعلاً، وعلى إدارات الفرق تطبيقه، وفيما يخص تسقيف الأجور فهذا مستحيل، وإلا فلن تكون هناك بطولة وانتدابات وكل لاعب يتقمص ألوان مدينته فمن غير المعقول أن يكون أجر المدافع مثل المهاجم أو شاب مثل لاعب له خبرة طويلة في الميادين. ما رأيك في المناجرة في الجزائر ؟ هناك وكلاء لاعبين محترفين، وأنا أحمد الله أن لي يونس مناجير. ما تعليقك حول تصريح روراوة بأنه لا يوجد لاعب محلي كفء للعب في المنتخب ؟ أشاطره الرأي فلا يوجد مثل محرز أو بن طالب أو غولام في البطولة الجزائرية. ما رأيك حول تمرد "الخضر" على راييفاتش و حظوظ بلوغ المونديال ؟ لم يكن هناك تمرد على المدرب، فهذه إشاعات كل ما في الأمر أن التواصل لم يكن موجودًا و"الخضر" سيفوزون على نيجيريا. أتعس يوم في حياتك ... وفاة خالي رحمة الله عليه. أسعد يوم... مجيء إبني و إبنتي إلى الدنيا. ما هو حلمك ؟ إرضاء والدتي ورد الجميل لها. ذكرى لن تنساها ... مقولة بليمام عند ترقيتي إلى الأكابر عندما قال:"المولودية لن تفوز بالألقاب إلا بأبنائها" كلمة في الختام من 4 كلمات... كرة القدم عرفتني بالرجال .
Legende photo 2 هشام شريف رفقة مناجيره و صحفي "الجمهورية"