ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني على لبنان إلى 3583 شهيدا و 15244 مصابا    هولندا ستعتقل المدعو نتنياهو تنفيذا لقرار المحكمة الجنائية الدولية    الرابطة الأولى موبيليس: شباب قسنطينة يفوز على اتحاد الجزائر (1-0) ويعتلي الصدارة    ضرورة تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء وتكثيف الدعم لها لضمان تحقيق أهدافها    ندوة علمية بالعاصمة حول أهمية الخبرة العلمية في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة : عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    قريبا.. إدراج أول مؤسسة ناشئة في بورصة الجزائر    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    الفريق أول شنقريحة يشرف على مراسم التنصيب الرسمي لقائد الناحية العسكرية الثالثة    اجتماع تنسيقي لأعضاء الوفد البرلماني لمجلس الأمة تحضيرا للمشاركة في الندوة ال48 للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي    تيميمون..إحياء الذكرى ال67 لمعركة حاسي غمبو بالعرق الغربي الكبير    ربيقة يستقبل الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين    توقرت.. 15 عارضا في معرض التمور بتماسين    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الجزائر ترحب "أيما ترحيب" بإصدار محكمة الجنايات الدولية لمذكرتي اعتقال في حق مسؤولين في الكيان الصهيوني    هذه حقيقة دفع رسم المرور عبر الطريق السيّار    عطاف يتلقى اتصالا من عراقجي    توقيف 55 تاجر مخدرات خلال أسبوع    مكتسبات كبيرة للجزائر في مجال حقوق الطفل    حوادث المرور: وفاة 11 شخصا وإصابة 418 آخرين بجروح بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    أدرار: إجراء أزيد من 860 فحص طبي لفائدة مرضى من عدة ولايات بالجنوب    توقيف 4 أشخاص متورطين في قضية سرقة    بوغالي يترأس اجتماعا لهيئة التنسيق    الجزائر العاصمة.. وجهة لا يمكن تفويتها    سوناطراك تجري محادثات مع جون كوكريل    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    غزة: 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا ببيت لاهيا شمال القطاع    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الجزائر تتابع بقلق عميق الأزمة في ليبيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    التسويق الإقليمي لفرص الاستثمار والقدرات المحلية    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    شايبي يتلقى رسالة دعم من المدير الرياضي لفرانكفورت    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    ماندي الأكثر مشاركة    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مزاير: “تربيت يتيما، عشت طفولة محرومة وبائسة، عملت حمّالا في السوق وأجيرا في ورشات البناء حتى أعيل عائلتي”
نشر في الهداف يوم 29 - 03 - 2010

في حوار جريء، أجابنا الحارس البارع المثير للجدل هشام مزاير على أسئلتنا، وكشف الكثير من أسرار مشواره وتجاربه من مدرسة “برية” في تلمسان إلى مولودية وهران، مرورا بأندية وداد تلمسان، إتحاد العاصمة، شباب بلوزداد، وفاق سطيف وإتحاد عنابة، دون أن ننسى المنتخب الوطني، حيث ترك بصماته ولازال يصنع الحدث، وقد تنقلنا إلى منزل الحارس بتلمسان وحصلنا على حقائق يعترف بها لأول مرة إلى الصحافة.
“سرّار منحنا 1000 أورو مقابل الفوز على القبائل وحتى يُتوّج الوفاق باللقب”
“كدو عاملني بجهوية، فضل عليّ بن سالم وصلاح الدين لأنهما من العاصمة وجعلني أرفض تلبية دعوته إلى منتخب الأواسط”
“عبارة جيبو الذهب تاع نساء تلمسان حتى نساعدكم على البقاء..أثارت حميتي وجعلتني ألعب بقوة أمام الحمراوة حتى أحرمها من اللقب”
“دحلب وبتّاج تحصّلا على تحفيزات مالية من مسيّري قسنطينة، لكن بن عبد اللّه أيضا رفع رجله”
“كنت wanted في وهران مثل زاوي، خاصة بعد أن حرمنا المولودية من الكأس، لكن الصورة تغيّرت الآن والكل يُحبني“
“الشرطة الإيطالية تصوّرت أنني مع مراكشي وعزيزان وصاولة لصوص وطاردتنا في شوارع باري”
“إستغلوا سذاجتي، ولو كنت أعرف كنت سهّلت فوز المولودية ... أن يُتوج فريق جار من الغرب أفضل من تتويج قسنطينة”
في البداية نريد أن نشكرك هشام على استقبالك لنا في بيتك، ونسألك إذا كنت مستعدا للحديث وبصراحة عن كل الأمور التي ميزت مسيرتك الطويلة في كرة القدم؟
يجب التوضيح في البداية أنني لم أضع حدا لمشواري الكروي بعد، لا زالت أمامي سنوات أخرى وعلى أعلى مستوى، لكن ما عشته وما عرفته في السابق مستعد للحديث عنه بكل صراحة وأنت تعرفني جيدا، وتعلم أنني إنسان صادق وصريح ولا أقول الحقيقة مهما كانت الظروف.
نبدأ من البداية من طفولتك في أحياء تلمسان، ما هي الذكريات التي تحتفظ بها؟
أنا من عائلة متوسطة العدد لدي أربع شقيقات كلهن متزوجات ولدي شقيقان الأول أكبر مني والثاني أصغر، والأكبر عبد الله للإشارة كان لاعبا ممتازا والكل هنا يشهد له بذلك لم يكن حارسا مرمى مثلي بل صانع ألعاب من الطراز الرفيع، وأنا متأكد أنه لو واصل اللعب مثلي ما جاراه أحسن صانعي الألعاب في الجزائر لا عمور ولا غيره، أما شقيقي الأصغر محمد فكان حارس مرمى في بداياته لكنه لم يتقدم كثيرا في مشواره بسبب متاعب صحية كان يعاني منها في القلب، كنا نخشى عليه كثيرا وهو ما أجبره على التخلي عن ممارسة كرة القدم.
وكيف كانت ظروف عائلتك المادية خلال الطفولة؟
تربيت يتيما والدي فارقنا وأنا لم أتجاوز سن العاشرة، ووالدتي أخذت على عاتقها مهمة تربيتي رفقة إخوتي وكان الحمل ثقيلا عليها، لكنها كافحت لأجلنا ولن أنسى ذلك مادمت حيا لهذا أدين بالكثير لوالدتي وهو ما يفسر ارتباطي الكبير والوثيق بها.
هل تذكر يوم فقدت والدك؟
لن يمحى ذلك اليوم من ذاكرتي، كنت في العاشرة من عمري وأذكر أني تنقلت رفقة فريق المدرسة للعب مباراة، قبل أن يصلني الخبر عن طريق أحد الجيران الذي جاء يجري إليّ وأبلغني بالخبر المفجع، لقد شعرت أن الدنيا اسودت في عيني، بقيت أبكي من المدرسة إلى المنزل وهناك صدمت بالحقيقة المرّة، ما آلمني أن والدي -رحمه اللّه- فارقنا ولم يكن يُعاني من أي مرض، في ذلك اليوم التحق بعمله قبل أن يتعرض لأزمة قلبية نقل إلى المستشفى على جناح السرعة لكن القدر لم يمهله وفارق الحياة.
وكيف عشت تلك الفترة؟
كانت أياما عصيبة جدا، لقد كان والدي المعيل الوحيد للأسرة، كنا عائلة فقيرة وهذا ليس عيبا أتستر عليه، لقد عشت طفولة محرومة للغاية، الحاجة والفقر دفعاني للعمل في سن مبكرة جدا، بوفاة الوالد لم يكن لدينا أي معيل، وحرمتنا الإجراءات الإدارية المعقدة حتى من الحصول على تقاعد الوالد بعد وفاته، فلم يكن أمامي سوى العمل من أجل توفير ضروريات الحياة لأسرتي، عملت “حمال” في السوق القريب من منزلي، عملت في البناء رفعت الآجر والحديد والصخر، كنت أحصل على بعض المال وأمنح النصيب الأكبر منه للوالدة والباقي أحتفظ به، كانت فعلا أياما صعبة على طفل صغير في مثل سني لكني واجهت تلك الظروف بصبر.
ولما تتذكر تلك الأيام الصعبة وترى ما وصلت إليه ماذا تقول؟
لما أذكر الحرمان الذي ميز طفولتي أقول الحمد لله على ما وصلت إليه، عشت “زوالي” لكني لم أتغير بمجرد أن الله “فتحها علي“.
هل كانت ظروفك المعيشية الصعبة هي سبب عدم نجاحك في الدراسة؟
هذا أكيد، مابين العاشرة والخامسة عشرة كنت أشتغل أكثر مما أدرس، لم يكن بإمكاني التركيز على الدراسة، لا أقول إنني كنت تلميذا نجيبا لكن لما أرى شقيقاتي اللواتي أكملن دراستهن، أقول إنني كنت قادرا على الذهاب أبعد من مستوى السنة الأولى ثانوي، للأسف وضعية الأسرة حتمت علي رفقة شقيقي الأكبر التوجه للعمل ولو على حساب الدراسة، أذكر أنني قررت بعد انتقالي للثانوية التوقف نهائيا، غبت تماما ولم أحضر ولا حصة منذ انطلاق الموسم الدراسي، فتم استدعاء والدتي التي أقنعت مدير الثانوية بمبررات غيابي وسمح لي بالعودة لكني قلت لها لن أعود، ولن أدرس مجددا وسأركز على العمل.
ألم تندم على هذا القرار بعد ذلك؟
أبدا، قراري جعلني أتفرغ للعمل ولكرة القدم بالدرجة الأولى، ولولا ذلك ما وصلت للمكانة التي أنا عليها حاليا، ولو كنت درست ما حققت شيئا في حياتي، في بلادنا لا يمكنك فعل الكثير بالدراسة لدي العديد من الأصدقاء لديهم شهادات ليسانس “دايرين طابلة تاع دخان” وربما لا يملكون حتى ثمن فنجان القهوة.
يعني أنك كنت منذ البداية مؤمنا بأن كرة القدم كانت السبيل الأمثل لتحسين وضعك المادي؟
لم أكن أفكر بهذه الطريقة في تلك السن، صحيح أنني كنت أبحث فقط عن كسب المال لكن من خلال العمل بالدرجة الأولى، لم أكن أرى في ممارسة كرة القدم سبيلا لتحسين وضعي المادي، بدليل أنني توقفت في وقت من الأوقات عن اللعب حيث انضممت حينها لوداد تلمسان، وحوتي الذي يعمل الآن في الطاقم الفني يذكر ذلك جيدا وكيف كنت أتهرب من المسيرين، الذين بحثوا عني وتنقلوا باستمرار لمنزلي من أجل إقناع والدتي وقالوا لها: “ابنك لديه مستقبل كبير ويجب أن لا يضيعه هكذا”. كنت أتهرب باستمرار منهم ولا أنفي أنني طالبتهم بالحصول على المال وأنا لم أتجاوز بعد فئة الأصاغر، كما حدث عشية التنقل لمواجهة مولودية وهران ذات مرة، الحمد لله على كل حال “طحت ونضت” اجتهدت ووصلت في الأخير.
القاعدة عندنا أن حارس المرمى هو المنصب الذي كان دائما يسند للاعب الأضعف، هل اخترت هذا المنصب على هذا الأساس؟
كان خياري أنا، كانت حراسة المرمى تستهويني منذ صغري ولعبت دائما حارسا في مباريات “الحومة“ التي كنا نجريها يوميا، لكني لعبت في فريق المدرسة التي انتميت لها في منصب مدافع أوسط مساك لكن المنصب لم يكن يستهويني، وفي إحدى المرات لاحظ أحد جيراني وخفتي في القفز فأعلم مدرب الألعاب الرياضية في المدرسة وأكد له أني أصلح حارسا، وهو ما تم بالفعل وتحولت لحراسة المرمى.
من كان قدوتك في تلك الفترة؟
نصر الدين دريد كان قدوتي في تلك الفترة، كنت معجبا بما كان يفعله خاصة في “مونديال“ المكسيك 1986 وكنت دائما أسعى لتقليده، بعدها صرت متأثرا بحارس الدنمارك “بيتر شمايكل“ الذي كان ملهمي في الكثير من الأمور، وكنت متأثرا كثيرا به ومنذ أن كنت في فئة الأشبال.
هل كانت بدايتك من مدرسة وداد تلمسان مباشرة؟
لا، بدأت من فريق مدرسة مسقط رأسي في حي برية واسمها محمود أباجي، وقد دأبت هذه المدرسة على أن تكون الأفضل ما بين مدارس إقليم تلمسان ككل لم تكن أي مدرسة قادرة على مجاراة مدرستنا، وأذكر أننا وصلنا للمباراة النهائية وواجهنا خلالها ناديا من مغنية في الملعب الجديد بيروانة (العقيد لطفي حاليا) كان ذلك موسم 1989/1990 وجرت تحت أنظار مسيري الوداد، لقد كان حدثا هاما بالنسبة لي اللعب لأول مرة على العشب الطبيعي وفي ملعب كبير، بعد نهاية المباراة اقترب مني مسيرو الوداد وقدموا لي استمارة طلبوا مني أن أقدمها لولي أمري حتى أنضم للوداد وهو ما قمت به، وفي اليوم الموالي قدمت لهم الاستمارة فحصلت على الفور على حذاء من النوع الجيد علامة “بوما“، في تلك الفترة كان هناك اهتمام كبير بالفئات الصغرى.
ربما شعرت بأنك حققت حلمك بالانضمام للوداد
فرحت بحصولي على حذاء “بوما“ في تلك الفترة لم أكن أعرف الوداد كثيرا، ولم أكن أشجعه ولا أشجع أي ناد آخر، توقيعي للنادي هو الذي جعلني أهتم بالفريق الذي أذكر أنه كان ينشط في القسم الثاني، بعدها صرت أتابع المباريات لكن لأنهم كانوا يطلبون منا أن نعمل ملتقطي الكرات.
هل بقيت مباراة معينة راسخة في ذهنك تابعتها بصفتك ملتقطا للكرات؟
لم أكن أحب أن أشتغل ملتقط كرات، واستمر الحال حتى لما صار المنتخب الوطني يتنقل إلى تلمسان للعب مبارياته سنوات 1992 و1993، كنت وقتها في فئة الأشبال واعتبرت تعييني ملتقط كرات حطا من قدري، لهذا وافقت أن أكون مع المجموعة التي تم اختيارها لا لشيء سوى للحصول على البدل الجديدة التي وزعت على ملتقطي الكرات، لكن بمجرد ما بدأت المباراة وأعتقد أنها كانت إما أمام كوت ديفوار أو غانا، حتى اختفيت عن الأنظار وتحولت إلى المدرجات لمتابعة اللقاء منها.
هل كنت تتصور نفسك وأنت في تلك السن أن يأتي وقت وتصير أحد الفاعلين في الملعب مع المنتخب الوطني؟
لمعلوماتك في تلك السن تدربت مع المنتخب الوطني، كان ذلك حين عرض مسيرو وداد تلمسان على مدرب حراس المنتخب آنذاك مهدي سرباح معاينتي وكنت لا أزال في فئة الأشبال، فطلب حضوري لأجد نفسي مع ثلاثي الحراس الدوليين آنذاك، عاصيمي، حنيشاد وآيت زڤاش، تدربت معهم بصفة عادية ويومها قال لهم سرباح: “إن هذا الحارس سيكون له شأن“.
من هو أول من تنبأ لك بالذهاب بعيدا في مشوارك وتصير أحد أبرز حراس الجزائر في العشرية الأخيرة؟
صدقني كنت أثق في نفسي وفي إمكاناتي منذ أن كنت صغيرا، كنت دائما أقول إنني حارس ممتاز وسيأتي الوقت لأصبح من بين الأفضل في الجزائر، لقد كنت موهوبا فعلا أذكر أنني كنت أقدم مباريات كبيرة جدا مع الأشبال، في وهران أمام المولودية كنت “نبلعلهم وحدي” في بلعباس ومعسكر، حيث طلب المدرب الأول الذي لا أذكر اسمه من مسيري الغالي التعاقد معي في تشكيلة الأكابر، رغم أنني كنت لا أزال في فئة الأشبال.
كل لاعب يلقى الدعم والعناية في بداياته، فمن هو الشخص الذي تدين له الآن بالكثير لما وصلت إليه؟
يوجد مدربي في فئة الأشبال بومديني الذي لم يبخل علي بنصائحه، لا يمكنني أن أنسى بهمان الذي أطلب له الشفاء وبن يلس اللذين ساعداني كثيرا.
متى تلقيت أول دعوة للأكابر مع الوداد؟
أذكر أن ذلك جاء بعد أن أنهيت موسما قويا مع أواسط تلمسان، كنت في البيت لما جاءني سائق النادي وطلب مني انتظاره في الغد حتى ينقلني إلى الملعب الجديد كي أشرع في التدرب مع الأكابر، وأذكر أنني لم أكن راغبا في ذلك فلم أفعل، في المساء جاءني عمراني وكان مساعدا للمدرب مهداوي وأكد لي أني صرت يومها لاعبا مع الأكابر وطلب مني الإلتحاق بالتدريبات، أخضعني إلى التجربة وبعد أن نلت رضاه قرر ضمي إلى الفريق الأول، عكس كثيرين لم يشكل ذلك بالنسبة لي حدثا كبيرا، كان الأمر عاديا جدا حتى وإن وجدت نفسي بين عشية وضحاها أتدرب مع أسماء كبيرة مثل بن يحيى ومنصوري، اندمجت بسرعة كنت “ندخل في القلب” بسرعة والكل رحّب بي.
الوداد كان يضم في تلك الفترة الحارس الدولي عاصيمي، ألم تكن ترى أن حظوظك في اللعب شبه منعدمة؟
لم يكن عاصيمي وحده، كان معنا صاولة أيضا، لكني لم أكن أفكر بتلك الطريقة، رفعت التحدّي وقلت في نفسي بأن العمل والاجتهاد سيكفلان لي التفوق حتى بوجود مثل هذه الأسماء التي ذكرتها، أنا بطبعي لا أدخر جهدا في التدريبات والكل يشهد لي بذلك، إلى درجة أن عاصيمي وهو يرى جديتي في العمل، قال لي “واش راك حاب تديلي بلاصتي” ولكم أن تسألوا عبدوني لما كان زميلي في اتحاد العاصمة لما كان يقول للزملاء “لما أرى مزاير في التدريبات المورال يطيحلي” هذا لتأخذ فكرة عن الجدية التي أتحلي بها في التدريبات وهذا منذ أن بدأت ممارسة كرة القدم.
أكيد أن سعادتك كانت لا توصف بأول منحة تحصل عليها مع أكابر الوداد؟
أول منحة إمضاء حصلت عليها في الوداد قدرت بثلاثة ملايين سنتيم لا أقل ولا أكثر، والطريف أنني تحصلت عليها على ثلاثة أقساط، مليون لكل قسط مقابل أجرة شهرية لم تتجاوز 2000 دينار، وهذا جاء بعد أن علم مسيرو الوداد بوضعيتي الاجتماعية الصعبة وأني يتيم الأب ولا أملك مصدر دخل، وهذا تحقق خلال الموسم الثاني لي مع الأكابر (موسم 1995/1996)، لكني كنت سعيدا بما حصلت عليه وسعيدا لأني تمكنت من تخفيف الأعباء عن الأسرة ومساعدة الوالدة في تسيير أمور البيت، في الموسم الثالث ارتفعت منحة إمضائي لسبعة ملايين، وفي الموسم الرابع حصلت على 25 مليون سنتيم.
هل تذكر أول دعوة حصلت عليها وأول مباراة لعبتها مع الأكابر؟
ما شجّعني في بداياتي مع الأكابر أنني وجدت نفسي في قائمة 18 بديلا لعاصيمي فور ترقيتي لهذه الفئة، كان ذلك عشية التنقل إلى الشلف لمواجهة الجمعية، يومها فزنا بهدفين وسجل بن زرڤة هدف الانتصار والشلف كانت تضم آنذاك أسماء كبيرة مثل بن سحنون وبن علي، وأول مباراة لعبتها أساسيا كانت في البليدة بملعب براكني، البليدة وقتها كانت تضم أسماء كبيرة مثل المرحوم حموش، شامبيط، قاسي السعيد وغيرهم، قدمت مباراة كبيرة برغم أننا انهزمنا في نهاية المطاف بهدف وحيد، بعدة نهاية المباراة جاء إلي أحد مسيري الوداد سليمان في حالة عصبية، تخوفت أن يكون يريد الاعتداء علي بسبب الهزيمة لأجده يسلم علي ويعانقني ويقول “خسرنا المباراة لكننا ربحنا حارسا ممتازا“.
وما هي برأيك المباراة التي أخرجتك إلى الأضواء؟
الأمر لم يكن سهلا بوجود عاصيمي، مع ذلك كنت شاركت خلال 15 مباراة خلال الموسمين اللذين قضاهما معنا في تلمسان، بعدها غادرنا وجلب مهداوي بن طلعة لتعويضه، لكني استغللت الفرصة جيدا وفرضت نفسي والمباراة التي أخرجتني للأضواء كانت أمام نصر حسين داي بملعب زيوي وكان بأرضية ترابية، كان ذلك موسم 1996/1997 ، قدمت مباراة كبيرة جدا، كنا متقدمين في النتيجة والنصرية ضغطت علينا بقوة وتصديت لعديد الأهداف المحققة وحتى ركلة الجزاء التي صفرها الحكم ونفذها مغراوي تصديت لها أيضا، هذا قبل أن ينزل جلطي بديلا ويحرز الهدف الثاني من هجوم معاكس سريع، بعد نهاية المباراة حاورني التلفزيون وأذكر أن الصحافي سألني عن ركلة الجزاء فأعلمته أنني مختص في التصدي لها منذ الصغر.
ومتى بدأت علاقتك مع المنتخب الوطني؟
في فئة الأواسط، المدرب كدو كان مدربا للمنتخب.
أكيد أنك فرحت كثيرا بتلك الدعوة؟
في البداية نعم، لكني بعد ذلك لم أكن أرغب في العودة إلى المنتخب، ورفضت بعدها تلبية الدعوة ولم أكن لأعود لولا تدخل مسيري الوداد الذي أقنعوني بأن رفضي التنقل إلى منتخب الأواسط سيكلفني والنادي العقوبة من الفدرالية.
ولماذا كنت ترفض الإلتحاق بالمنتخب؟
لما رأيته من المدرب جمال كدو الذي لم يكن عادلا في معاملته للاعبين، وقتها كنت أنا وحارس المولودية بن سالم، وحارس إتحاد العاصمة صلاح الدين، وكدو كان يميل لهذين الحارسين لأنهما من العاصمة مثله، رغم أنني كنت أفضل منهما بكثير، كدو وضعني على الهامش ولم يمنحني فرصتي تماما، لقد كانت الجهوية سائدة في ذلك المنتخب، أغلب اللاعبين من العاصمة، ولاعبو الغرب أو الشرق لم يحصلوا على فرصتهم، رغم أنهم كانوا الأفضل، والنتيجة هزيمة على أرضنا أمام غينيا وتلقى بن سالم هدفا عن طريق مقصية في مباراة لم أكن فيها حتى الحارس البديل، ما حدث لم يمح من ذاكرتي بدليل أنني ذكرت بها كدو في أول مناسبة التقيته بعد أن انضممت لاتحاد العاصمة.
كانت لديك مشاركة مع المنتخب الوطني للآمال في ألعاب “باري” (إيطاليا) المتوسطية 1997 ونريد أن تحكي لنا بعض الطرائف التي ميزت تلك الألعاب لاسيما بوجود لاعب مثل مراكشي معك؟
لم نكن سيئين خلال تلك الدورة، تعادلنا مع منتخب تركيا الذي لعب بعد ذلك نصف نهائي مونديال اليابان 2002، وقدمنا أمامهم مباراة كبيرة وتعادلنا هدفين في كل شبكة، تعادلنا أيضا مع سلوفينيا وليبيا والمباراة الأخيرة لم أشارك خلالها، وودعنا بذلك المنافسة من الدور الأول، لكن الأجواء داخل الفريق كانت رائعة والذي لا أنساه كان يوم هربنا من مقر الإقامة في باري وقفزنا من سورها ، كنت أنا، مراكشي، صاولة وعزيزان الرباعي الذي كان يسمينا المدرب أكسوح القراصنة الأربعة، قفزنا من فوق السور باتجاه شاطئ البحر وهنا لمحنا رجال الشرطة الإيطالية الذين تصوروا أننا لصوص، لم نجد ما نفعله سوى الهروب وتحول الأمر لمطاردة بوليسية لغاية المدينة ثم هربنا مجددا لمقر الإقامة وقفزنا مجددا وتحولت لغرفتي التي كنت أتقاسمهما مع بونقجة وكأن لا شيء حدث، كان موقفا طريفا فعلا.
من هنا بدأت صداقتك مع مراكشي؟
لا، قبل ذلك بكثير، مراكشي أعرفه منذ الفئات الصغرى لما كنا نواجه فريقه تيموشنت، وكنا سويا في مختلف تشكيلات الغرب لدى الفئات الصغرى، لقد كانت عشرة طويلة استمرت لغاية المنتخب الأول، لا أقول إننا نملك العقلية نفسها أو أسلوب التفكير لكن العشرة الطويلة قبل كل شيء.
ونحن نشاهد صور ألبومك الخاص لمحنا صورك في الشجار الكبير الذي حدث بين لاعبي الوداد ومولودية وهران في المباراة الأخيرة من موسم 1996/1997 والتي انتهت بالتعادل وحرمتم بالتالي “الحمراوة“ من التتويج بلقب ذلك الموسم، لماذا هذه الحساسية بين الفريقين وما الذي دفعكم للعب بذلك الحماس أمام المولودية في تلك المباراة رغم أن نتيجتها لم تكن تعنيكم لا من قريب ولا من بعيد؟
بالنسبة لي المباراة كانت تبدو عادية مثل بقية المباريات لكن عشية اللقاء جاء إلينا مسيرو الفريق وقالوا لنا إنها مباراة مصيرية ولا بد من الفوز بها بأي ثمن للأخذ بثأر قديم من المولودية... المسيرون أخبرونا في الفندق عشية تلك المباراة أن المولودية رفضت مساعدة الوداد بشكل ينجيها من السقوط الذي كان مصيرها سنة 1988 على حساب فريق القل، إن لم تخني الذاكرة، ويومها رفض مسيّرو المولودية مساعدة فريقنا وقالوا لمسيرينا “أجلبوا لنا كل حلي والذهب تاع نساء تلمسان حتى نساعدكم على البقاء” هذا ما رواه مسيّرونا عشية تلك المباراة، الكلام الذي أثار في نفوسنا الحمية والرغبة في الثأر للإهانة التي كنا تعرضنا لها قبل سنوات، وهو ما يفسر الإرادة التي لعبنا بها تلك المباراة.
وحرمت “الحمراوة“ من التتويج باللقب؟
كان خطأ ولو يعود بنا التاريخ لذلك اليوم لكنت تركت الكرة تمر وسمحت للمولودية بالفوز والتتويج، لقد تم خداعنا، مسيرو الوداد لم يفعلوا ذلك سوى لأنهم كانوا أخذوا تحفيزات مالية من مسيري شباب قسنطينة الذين كان ينافسون المولودية على اللقب، والأمر امتد لبعض اللاعبين مثل دحلب وبتاج اللذين تحصلوا على أموال من مسيري قسنطينة دون علمنا، في وقت رحت أنا ألعب بكل قوة وحماس الأمر الذي كلفني الطرد في نهاية المباراة، هذا ما آسف عليه كثيرا لأني لو كنت أعلم تلك الحقيقة التي اكتشفتها لاحقا لكنت تركت لاعبي المولودية يسجلون ويفوزون، أن تفوز المولودية وهي فريق جار من الغرب كان أفضل من أن يفوز بها فريق بعيد من الشرق.
من أخبرك بالحقيقة؟
أحد اللاعبين أخبرني لاحقا بالأمر، لقد استغلوا سذاجتي ورحت أتشاجر مع لاعبي مولودية وهران “ونربح في العيب“ حتى طردت مع عصمان، لكن على الجميع أن يعرف بأنه ليس لاعبي تلمسان لوحدهم من تلقوا حوافز مادية من شباب قسنطينة، فلقد علمت بعد ذلك أن بعض لاعبي مولودية وهران أنفسهم تم شراء ذممهم مقابل رفع الأرجل في تلك المباراة.
هل لديك أسماء؟
أولهم الحارس بن عبد اللّه، لقد تلقى أموالا من مسيري شباب قسنطينة، بدليل الطريقة التي تلقى بها هدف علي دحلب، لهذا يجب أن لا نلوم لاعبي الوداد على ما فعلوه يومها، ومن يُلام في المقام الأول الرئيس آنذاك والرئيس الحالي، قاسم ليمام هذا “الطلاّب” الذي لو كان قد حفز لاعبيه ومنحهم مستحقاتهم يومها لما حدث ما حدث.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فعام بعد ذلك ساهمت في حرمانهم من لقب ثان، كأس الجمهورية التي أحرزتها مع الوداد على حسابهم بهدف علي دحلب، أليس كذلك؟
يومها قدمت مباراة كبيرة بشهادة عمراني الذي عانقني بحرارة بعد المباراة، لقد كنت إنسانا مطلوب حيا أو ميتا في وهران في تلك الفترة، كنت Wanted، مثل زاوي حاليا، لكن الحمد للّه الصورة تغيرت تماما الآن، تجاوزنا الماضي وعلاقتي بأنصار المولودية أكثر من رائعة والكل يحبني في وهران خاصة بعد مساهمتي الكبيرة في عودة النادي إلى القسم الأول.
بما أنك ذكرت تلك المباراة التي حفز فيها مسيرو شباب قسنطينة فريقك التوقيف مولودية وهران، هل شاركت بعدها في مباراة مرتبة لفائدة فريق ما أو حصلت على حافز مادي مقابل تسهيل مهمة فريق آخر؟
لم يسبق لي أن شاركت في مباراة مرتبة وهذه الحقيقة، لكني بالمقابل شاركت في مباراة حصلت فيها على حافز مادي من فريق منافس، حدث هذا لدى مواجهتنا مع مولودية وهران في آخر مباراة من موسم 2006- 2007 أمام شبيبة القبائل، سرار حفزنا مقابل الفوز على الشبيبة بملعبنا 19 جوان، وهو ما حققناه بفضل رأسية بوكساسة في مرمى شاوشي، يومها جاءني بعض المقربين من الشبيبة وطلبوا مني تسهيل مهمتهم حتى يتوجوا باللقب على حساب الوفاق لكني رفضت، بالمقابل وبعد الفوز حصلنا على أكثر من ألف يورو من طرف سرار نظير الفوز الذي حققناه.
يبقى تتويج الوداد باللقب العربي سنة 1999 من أهم المحطات الكروية في مشوارك، ما هي أهم الذكريات التي تحتفظ بها من تلك المشاركة المميزة جدا؟
أعتقد أن أهم عامل ساهم في تتويجنا بذلك اللقب كان استخفاف الأندية المشاركة ووسائل الإعلام بنا لدى وصولنا إلى السعودية، تلمسان كانت ناديا مغمورا بالنسبة لهم، والكل رشحنا للعودة أدراجنا بمجرد نهاية مباريات الدور الأول، قررنا الرد على كل هؤلاء فوق الميدان، بدأنا الدورة بتعادل مع الشباب السعودي، ثم فزنا على النادي الإفريقي بهدف وحيد لقندوسي وكان عمروش يلعب للإفريقي وقتها، المباراة الثالثة كانت أمام المحرق البحريني وفزنا أيضا، في الدور نصف النهائي تفوقنا على الوصل الإماراتي بهدفين مقابل هدف واحد تصديت يومها لركلة جزاء، وهذا قبل أن نواجه الشباب السعودي في المباراة النهائية التي قابلنا فيها الشباب السعودي مجددا وفزنا أداء ونتيجة وبثلاثية كاملة وأهدينا الجزائر أول لقب عربي في بطولة الأندية الأبطال، كانت ذكرى رائعة، كنا مجموعة ممتازة وشكلنا فريقا قويا فعلا وبالنسبة لي الكأس العربية كانت أهم وأغلى لقب في مشواري، خاصة أنني توجت خلال الدورة بلقب أفضل حارس.
-----------------------------
تكتشفون في الجزء المقبل من الحوار
الأسباب الحقيقية وراء إبعاده رفقة بورحلي من طرف ماجر في المنتخب الوطني
كيف عاش مباراة فرنسا والذكريات التي يحتفظ بها عنها
الحقيقة الكاملة وراء إبعاده من حراسة مرمى المنتخب عشية مباراة الكاميرون
كيف ندم على تجربته مع الوفاق وكيف تم توريطه في قضية هتك عرض فتاة هناك
يكشف حصريا ل “الهدّاف“ عن النادي الكبير الذي سيلعب له الموسم المقبل
تفاصيل حياته الخاصة الصاخبة والتغيير الذي عرفه بعد زواجه ومولد إبنته فردوس.
رأيه في المنتخب الوطني الحالي وأحقيته رفقة عبدوني بالعودة إليه
تجربته الصعبة في عنابة ورأيه في منادي، عمراني وحوامد.
بالإضافة إلى العديد من الأسرار والمفاجأت لن تجدوها سوى في “الهدّاف”، ترقبوه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.