منذ تأسيسه سنة 1933 جلب فريق اتحاد بلعباس أنظار العديد من عشاقه خاصة و انه ضم في صفوفه العديد من الأبطال الذين حملوا السلاح في وجه الاستعمار الفرنسي الغاشم موازاة مع اندلاع الثورة التحريرية المجيدة،فسطع نجم كرة القدم بمدينة سيدي بلعباس أو "باريس الصغيرة" Petite Paris كما كان يطلق عليها من قبل الاستعمار حتى تأهل فريقان من المدينة الواحدة ، الاتحاد الإسلامي لمدينة سيدي بلعباس المشكل من الشبيبة الجزائرية و ليزبون بلعباس فريق المعمرين إلى الدور النهائي من منافسة شمال إفريقيا لكن هذه المقابلة النهائية لم تعرف النور أبدا إلى يومنا هذا بسبب النداء الذي أطلقته منظمة حزب جبهة التحرير الوطني لكل الجزائريين بالإضراب و المقاطعة سنة 1958. و بعد الاستقلال عرف فريق اتحاد بلعباس أحلى أيامه و عصره الذهبي منذ سنة 1965 إلى غاية أواخر السبعينات تحت قيادة الرئيس الرمز و الأسطورة المرحوم الدكتور عبد القادر حساني حيث تمكن هذا الأخير من جلب خيرة اللاعبين على غرار اللاعب الكبير المغربي بن مبارك بعد مفاوضات مراطونية بين الطرفان في العاصمة الفرنسية باريس و كذا الثلاثي التونسي حنية،سنوسي و الحارس عتوقة هذا الأخير الذي لم يدم بقائه في اتحاد بلعباس سوى أسبوع واحد بعدما تعرض إلى الاستفزازات من قبل بعض العناصر العباسية حيث كشف في هذا السياق لاعب الوسط حمزة الملقب "بتسمية أبي" أنه كان يتعمد إثارة غضب الحارس عتوقة عن طريق تبليل ملابسه الرسمية بالماء و رميها خارج غرف الملابس تضامنا مع زميله الحارس فلاح الذي كان مهددا بالجلوس على كرسي الاحتياط و رغم هذا فقد حقق فريق المكرة في هذه الفترة عدة نتائج ايجابية جعلت منه يلقب بقاهر الأندية العريقة.مرحلة أخرى مثيرة في مسيرة النادي العباسي كانت سنة 1991 تاريخ موعد أول لقب وطني للاتحاد ألا و هو كأس الجمهورية في عهدة الرئيس الشرفي الحاج حسناوي الذي كان دائما وراء الخضراء بعد صعودها إلى القسم الوطني الأول سنة 1987 بفضل ارمادة من اللاعبين يتقدمهم كل من نور الدين بوحجر،تلمساني عبد القادر،حفاف رضوان،بن عبد الله عبد السلام،مني زقاي،بوهني لخضر ،هواري زبير ،بوكلال ،مزيان،برحمة سيد احمد،و آخرين تركوا بصماتهم مدونة بأحرف من ذهب للأجيال الحالية و القادمة خاصة و انه بعد هذا الانجاز العظيم سقط الفريق إلى القسم الوطني الثاني، لكن وقفة المرحوم الملقب بكويطة جعلته يرتقي مجددا إلى المستوى العالي و في ظرف وجيز موسم واحد فقد ليعود من حيث آتى موسم 1993/1994 و مكث بحظيرة الدرجة الثانية إلى غاية يومنا هذا الكل في بلعباس يذكر الرئيس الأسطورة الدكتور عبد القادر حساني الذي استطاع في ظرف وجيز كيف يعيد للمكرة مجدها الضائع خاصة بعد فترة الاستعمار و كان له الفضل في عدة انجازات أهمها دخول الفريق العباسي الاحتراف الذي تنادي به الفدرالية الجزائرية حاليا فكان أول فريق يتنقل بالطائرة و أول نادي يجلب لاعبين محترفين من خارج الوطن على غرار اللاعب الكبير بن بارك الذي كان يلقب بالجوهرة السوداء العباسية ، كما أطلق المرحوم الدكتور عدة شعارات أهمها للعب على البطولة و الكأس لكن هناك أطراف كانت تعمل معه و لا تحب الخير للفريق وساهمت كثيرا في عرقلة مشواره و قد استطاع الرئيس حساني في سنة 1966 أن يرسل فريق اتحاد بلعباس بكامل التعداد إلى مدينة ليفربول لحضور كأس العالم التي أقيمت آنذاك في انجلترا و يأتي في الرتبة الثانية رجل الأعمال المعروف على الساحة الوطنية حسناوي عكاشة الذي استطاع و بفضل المساعدة التي كان يتلقاها من المؤسسة الوطنية للصناعات الالكترونية " ايني " أن يشكل فريقا متكاملا استطاع أن يصعد إلى حظيرة الكبار موسم 1987 و يتحصل أيضا على أول و آخر لقب له منذ التأسيس وكأس الجمهورية و على حساب من ؟ شبيبة القبائل التي كانت منتشية بفوزها بكأس افريقية و أنهى رفقاء الحارس بن عبد الله اللقاء لصالحهم بنتيجة (2/0) و منذ ذلك التاريخ لم يعد يذكر اسم اتحاد بلعباس إلا في المواعيد الرياضية و بلماراس السيدة كأس الجمهورية . وبعد سقوطه موسم 1993/1994 تراجعت شعبية اتحاد بلعباس بشكل رهيب حتى أن جميع الأنصار هجروا المدرجات بسبب اكتفاء الرؤساء الذين تداولوا على كرسي الرئاسة آنذاك بلعب ورقة البقاء ضمن هذا المستوى الذي فقد هو الأخر هيبته بسبب الصيغة المعتمدة آنذاك بتشكيل الأقسام الثلاثة (وسط،شرق،غرب). هذه المعادلة أخذت منعرج آخر و تغيرت مع مطلع سنة 2000 لما تربع مدير الخليفة الحاج غانم زوبير على كرسي الريادة حيث تمكن هذا الأخير و على مدار أربعة سنوات من إحياء كرة القدم من خمولها و إعادة البسمة للآلاف من الأنصار الذين لم يتناسوا فريق المدينة العباسية اتحاد بلعباس، حيث جلب أحسن اللاعبين و المدربين و صنع أفراح العباسيين مدة أربعة سنوات رغم أن الفريق لم يتمكن من الظفر بورقة الصعود.المتتبعين لمشوار المكرة طول هذه السنين و صفوا عهدة الحاج غانم زوبير والثروة المالية للخليفة بالمميزة و فترة إحياء الأمجاد ،أما الحاج زوبير فقد صنف كثالث أحسن رئيس يتربع على عرش بيت المكرة بعد الدكتور عبد القادر حساني و رجل الأعمال الحاج حسناوي . نقطة سوداء واحدة دونت خلال هذه الفترة أن الفريق كما قال احد المناصرين "وصل إلى العين لكنه لم يشرب" بمعنى انه لم يحقق طموحات الأنصار التي كانت تصبوا إلى الظفر بتأشيرة الارتقاء إلى حظيرة الكبار. ثم طويت صفحة الرئيس الحاج غانم زوبير الذي اختفى عن الأنظار دون أن يقدم التقرير المالي و الأدبي أمام أعضاء الجمعية العامة،هذه الأخيرة التي فبركت شخصية الرئيس بغداد بن عيسى موسم 2005/2004 ، وتم تزكيته بالإجماع . أول موسم للاتحاد في بطولة القسم الوطني الثاني الممتاز بصيغته الجديدة التي تضم 18 فريقا و بقيادة رئيس مغمور يدعى بن عيسى، فكان الموسم كما تنبأ له العارفين بخبايا الكرة المستديرة بسيدي بلعباس سوء الانتدابات ،تسيير عشوائي و بوادر الانهيار التام لاتحاد بلعباس هذه المرة و في سابقة لم تحدث مع النادي من قبل و لأول مرة منذ صعوده إلى القسم الأول لم يسقط الفريق إلى القسم ما بين الرابطات فكان موسم 2005/2004 الأسود للمكرة و لجميع محبي الخضراء حيث دقت طبول الحزن على سقوط النادي إلى المستويات السفلى. ضغط الأنصار و السلطات المحلية دفع الرئيس بغداد بن عيسى إلى التراجع عن فكرة الاستقالة و التعهد أمام الجميع بإعادة اتحاد بلعباس إلى مكانته الأصلية ثم الانسحاب،فكان موسم 2005/2006 شاقا جدا على نادي المكرة الذي حقق المبتغى و عاد من حيث أتى و غادر مباشرة بعدها الرئيس بن عيسى عرش الزعامة تاركه للرئيس عايدة بلقاسم الذي تولى أمور المكرة بدعم كبير من أنصار اتحاد بلعباس الذين كانوا يرون فيه الشخص المناسب و كذا السلطات المحلية.حاول عايدة إحداث ثورة داخل البيت العباسي على مستوى جميع الأصعدة حيث قام بإسناد العارضة الفنية للمهندس عبدي الجيلالي و تدعيم مكتبه المسير بكل من شعيب،بروان،و آخرين، لكنه انفرد فيما بعد بسياسة أحادية التسيير ما جعل الفريق موسم 2006/2007 يسجل عدة نتائج سلبية أدت إلى سقوط الفريق إلى القسم ما بين الرابطات غير أن قضية الاحترازات آنذاك المعروفة بقضية الرغاية و بوسعادة أنقذت عدة رؤوس من المحاسبة،حينها طالب الجميع عايدة بالرحيل مع مطلع موسم 2007/2008 لكن هذا الأخير تعنث و فضل البقاء لموسم آخر على رأس العارضة الإدارية و أدى اتحاد بلعباس موسم متذبذب لتنتهي مغامرات الرئيس عايدة مع الاتحاد في جوان 2008 . وبالرغم من أن القوانين واضحة بشأن الرؤساء المستقيلين غير أن فن التلاعب بالقانون من قبل بعض الأشخاص المعتادين على تحديد هوية رئيس المكرة كل موسم نصبوا مرة أخرى الرئيس الحالي بغداد بن عيسى على رأس إدارة اتحاد بلعباس حيث صنع هذا الأخير الفرحة و الاكتئاب في نفس الوقت في نفوس كل الأنصار،و ظاهرة غريبة من نوعها لعب النادي العباسي موسم 2009/2008 من اجل الصعود بتشكيلة تتشكل من الكهول الذين توقفت بطارياتهم موازاة مع مباراة وداد تلمسان برسم الجولة (13) من البطولة و أخذت النتائج العد العكسي بتسجيل الإخفاقات المتتالية. ليصعد ناديين قطعوا تأشيرات الصعود من بلعباس في صورة مولودية وهران و وداد تلمسان و اللذان فازا على المكرة بعقر داره و أمام جمهوره. مع بداية كل موسم يجد فريق اتحاد بلعباس نفسه مضطرا إلى جلب العديد من اللاعبين سواء من الأندية الهاوية أو حتى الأسماء التي جفت عروقها في الأندية الكبيرة و أرادت أن تقيم لنفسها أيام راحة و استجمام بإحدى الحمامات فكان هذا الموسم خلافا عن سابقه تماما بعد أن تيقنت إدارة الرئيس بن عيسى التي دخلت عالم الاحتراف من بابه الواسع و أرادت جلب لاعبين مغمورين بعد أن كانت تضن نفسها ستلعب في القسم الهاوي . شرعت الفدرالية الجزائرية لكرة القدم قانون الاحتراف باشرت إدارة المكرة بقيادة رئيسها بن عيسى إلى إجراءات فورية للدخول في هذا العالم و ذلك بتكوين ملف يستطيع بفضله منافسة الأندية الكبيرة لكن العائق الوحيد هو عزوف رجال الأعمال و أصحاب المؤسسات الكبيرة عن تقديم المساعدة و تدعيم رأسمال الشركة التي أنشأت تحت اسم " الشركة ذات الأسهم لاتحاد مكرة بلعباس" و اكتفى الرئيس رفقة حاشيته القليلة من ضخ ما قيمته 200 مليون سنتيم فقط و تكوين مجلس إدارة مع المحافظة على القاعدة التي تكون عليه النادي و انطلقت التحضيرات بوتيرة بطيئة جدا وتولى المدرب يوسفي قادة مهام تدريب المكرة خلال فترة التحضير لانطلاق الموسم الرياضي الحالي و بدأ فترته التحضيرية بنسق بطيء جدا و نتائج سلبية كبيرة عجلت بإدارة بن عيسى إلى عقد اجتماع معه و وضع النقاط على الحروف بتنحيته نتيجة عدة أمور أولها عدم رضا الأنصار بهذا المدرب الذي ليس له باع طويل في بطولة القسم الثاني بحكم انه درب فقط فرق تنشط في الأقسام الدنيا و كذا عدم قدرته على السيطرة على المجموعة التي هو في الحقيقة من جلبها إلى اتحاد بلعباس كما كان البرنامج الذي سطره بعيد عن المستوى بشهادة جل اللاعبين الذين بدأوا يشتكون الضغط و الإرهاق البدني قبل حتى انطلاق البطولة. وفي ظل هذه الظروف استنجدت إدارة المكرة بالتقني المستغانمي عصمان عبد الرحمان الذي استطاع في ظرف وجيز من فرض منطقه بتسطير برنامج عمل طويل المدى و حقق نتائج جد مرضية رفقة اتحاد بلعباس بفرضه للانضباط ، العمل و الصرامة و استطاع في فترة قصيرة من افتكاك مرتبة الوصيف وراء الرائد شباب قسنطينة و لو نقص الخبرة و الإرهاق الكبير الذي عان منه ليحتل النادي نتيجة البرمجة العشوائية للرابطة الوطنية ليحتل الفريق إحدى المراتب الثلاثة الأولى. ويمتاز الخط الخلفي لاتحاد بلعباس هذا الموسم بوجود لاعبين استطاعوا رغم نقص التجربة من فرض كلمتهم في الفريق على غرار كل من عبدلي محمد الظهير الأيسر و بلعيد محمد الأمين الظهير الأيمن بالإضافة إلى محوري الدفاع خالي زكريا و موفق اللذان شكلا جدار منيع من خلال التفاقم على حارسهم و قائد التشكيلة زايدي مصطفى و يتقدم الدفاع خط وسط من قوي يعرف كيف يتحكم بالكرة في صورة طالبي مهدي، و المحنك مشرفي بالإضافة إلى مقداد و قبايلي اللذان يساهمان كثيرا في تنشيط الخط الهجومي الذي يملك لاعبين يعرفون جيدا كيف يقتنصوا الأهداف مثل رأس الحربة بلغوماري الذي يعد هدافا للبطولة الوطنية المحترفة في قسمها الثاني بفضل الأهداف الثمانية التي وقعها في مرمى الخصوم و ذلك بمساعدة كل من الجناح الطائر راجع عبد القادر الذي يقدم عدة كرات على طبق لزملائه موازاة مع العمل الجبار الذي يقوم به اكتشاف هذا الموسم حميش بفنياته الجيدة و تحكمه الكبير في الكرة. ورغم المشاكل التي اعترضت طريق اتحاد بلعباس إلا انه استطاع أن يقهر عدة أندية على غرار شباب باتنة و نادي بارادو كما عاد من خارج الديار بفوز من المحمدية أمام السريع المحلي و هو يحتل الآن قبل جولتين من ختام مرحلة الذهاب المرتبة السادسة رفقة ناديين و برصيد 20 نقطة جمعها من 06 انتصارات ، تعادليين داخل الديار و خمسة انهزامات واحدة منها داخل الديار أمام شباب قسنطينة الرائد الحالي للبطولة ، سجلت القاطرة الأمامية 14 هدفا و تلقى الخط الخلفي رفقة زايدي و باهي 11 هدفا أي بمعدل فارق الأهداف + 3.