دعا الخبير الاقتصادي عبد الحق لعميري إلى تأسيس هيئة إستراتيجية للتكفل بالتخطيط لمشاريع الشباب، عن طريق إشراك جميع الهيئات في هذا المشروع. وقال لعميري في الندوة التي احتضنها مركز الدراسات الإستراتيجية لجريدة الشعب حول موضوع الشباب، أن النهوض بهذه الفئة يستدعي مشاركة جميع الأطراف من مجتمع مدني وأحزاب سياسية ومنظمات بهدف التشاور حول الطريقة التي يمكن من خلالها إيجاد الحلول للأزمات التي يعاني منها الشباب، كما طالب من المؤسسات المالية والاقتصادية إلى لعب دور إيجابي وفعال في دعم مشاريع الشباب وتفادي البيروقراطية التي تقع فيها العديد من هذه المؤسسات. وفي نفس الصدد شدد لعميري على ضرورة توجيه النقاش وبطريقة جيدة التي تضمن فعالية العنصر الشاب الذي يعتبر البديل الحقيقي لاقتصاد النفط، كما انتقد المنظمات والأحزاب التي توجه خطابها إلى الشباب الجزائري، حيث أن المطلوب في نظر الخبير الاقتصادي هو تأسيس هيئة وطنية إستراتيجية للتكفل بالتخطيط لهذه المشاريع، بحيث تتشاور هذه الهيئة مع مختلف الفاعلين من منظمات وأحزاب ومجتمع مدني لاقتراح الحلول للمشاكل التي يعانيها الشباب، فضلا عن التفكير في المشاريع التي تلائم الشباب. من جهة أخرى طالب المتدخل من الشباب الجزائري تشخيص المشال التي يعاني منها والبحث عن الحلول التي تقترح فيما بعد على الجهات الوصية، مضيفا أن تأسيس مشاريع شبانية رائدة لا يمكن أن تحقق نتائج ميدانية إلا في حالة ما إذا أسس الشباب الجزائري حلما يناضل من أجله، مثلما هو الحال بالنسبة للشباب الماليزي الذي أسس حلما لنفسه أصبح اليوم يترجمه ميدانيا، وربط لعميري يبن نجاح المشاريع التي يؤسسها الشباب وبين نجاح المشاريع الاقتصادية في مختلف القطاعات بالنظر إلى نسبة هذه الفئة في المجتمع الجزائري والتي تفوق 75 في المائة. من جانبها تطرقت الخبيرة سعاد العرباوي إلى دور الشباب في بناء الأمة والحفاظ على مقوماتها، كما حملت الحكومة مسؤولية خلق مشاريع لهذه الفئة، بالإضافة إلى إشراك المنظمات الوطنية وكل أطياف المجتمع المدني في تأطير هذه الفئة، وفي نفس المجال أجمع المتدخلون على ضرورة منح الأولوية للشباب في توزيع المشاريع، والقضاء على البيروقراطية والعراقيل التي يتعرض لها في الإدارات العمومية.