أكد الخبير في الموارد البشرية الدكتور عبد الحق لعميري، أهمية الاستثمار في تكوين الرأسمال البشري، بهدف بعث تنمية اقتصادية شاملة، معتبرا أن إدماج الشباب في الحركية الاقتصادية التي تشهدها الجزائر ضرورة ملحة، غير أنه ربط نجاح العملية بتكوين نوعي للشباب، من خلال برامج فعالة وبطرق علمية. وتطرق الدكتور خلال محاضرة احتضنها، أمس، »مركز الشعب للدراسات الإستراتجية« إلى إشكالية إدماج الشباب في الحركية الاقتصادية، معتبرا أن تقدم أي بلد ونجاحه يستدعي إشراك فئة الشباب في كل القطاعات الانتاجية، دون غض الطرف عن استمرارية تكوينهم، وذلك وفق التخصصات الأكثر إنتاجية، لافتا إلى ضرورة تكوين علاقة وطيدة بين مؤهلات الشخص، ومتطلبات المنصب في سوق العمل. من جانب آخر أكد الدكتور لعميري، أهمية الاستثمار في الكفاءات البشرية، أو ما اسماه ب »الذكاء البشري«، باعتباره جزء مهما في تحقيق أهداف التنمية، حيث اقترح أنشاء مؤسسات تعمل على تكوين الرأسمال البشري، قائلا »إن إنشاء 2000 مؤسسة في هذا المجال بإمكانها حل المشكل الذي يعاني منه سوق الشغل في الجزائر«،كما تطرق إلى أهمية الاستفادة من تجارب بعض البلدان الناجحة اقتصاديا، مثل ماليزيا بولونيا والصين وفي سياق حديثه، اقترح ضيف مركز الشعب للدراسات الإستراتيجية، وضح خطط استشرافية بطريقة علمية، للبحث في كيفية تطوير الاقتصاد الوطني، وقال في ذات الصدد »الدول الناجحة هي التي استطاعت الاستفادة من جميع كفاءاتها، وهي التي كونت هيئات تحوز على أحسن الذكاء البشري«، وهي العملية التي تستدعي حسبه - إشراك الشركاء الاجتماعيين، والنقابات، بالإضافة إلى أرباب المؤسسات والأحزاب السياسية. وبعد أن أشار إلى أن عملية التنمية »كلّ متكامل«، اعتبر لعميري، أن توظيف الثقافة المحلية بشكل سليم في العملية التنموية بشكلها الواسع، سيكون له وقع ايجابي على إدماج الشباب، حيث أعطى مثالا على التجربة اليابانية، التي تمكنت من تحقيق أهدافها الاقتصادية بفضل تعاملها الايجابي مع ثقافتها المحلية، وفي ذات الصدد قال الدكتور »سنقع في مشكل كبير إذا لم يستطع شبابنا التأقلم مع واقعهم وثقافتهم«. وفي سياق ذي صلة، تحدث الدكتور عن أهمية آليات إدماج وتشغيل الشباب، وعلى وجه الخصوص الصندوق الوطني للتأمين على البطالة والوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب، التي مكنت -على حدّ قوله- من خلق مناصب شغل إنتاجية جديدة، غير أنه شدّد على ضرورة مرافقة هذه الآليات ببرامج تكوينية لفائدة المستفيدين من قروض تشغيل الشباب، بهدف تحقيق الغايات المرجوة منها.