نظمت دار الثقافة لوهران أول أمس بديار الرحمة مسرغين حفلا فنيا بمناسبة المولد النبوي الشريف، حيث استضافت من ولاية سيدي بلعباس فرقة الشيخ «رضوان بن صاري» التي قدمت نوبة « السين» و أطربت الحضور بروائعها الأندلسية . و تعتبر جمعية «الشيخ رضوان بن صاري» التي يترأسها قويدر بن صاري، حفيد عميد الموسيقى الأندلسية الشيخ رضوان بن صاري،و رئيس جمعيته الثقافية الأندلسية التي أصبح لها صيت داخل وخارج الوطن بفضل مشاركاتها في المحافل الثقافية، حيث أدت دورها في إبراز الثراء الموسيقي و الفني الجزائري بامتياز. الفرقة التي تأسست سنة 2008 لا تقتصر فقط على الحفلات الفنية التي يعرض فيها اللباس التقليدي الأصيل لعديد من مناطق الوطن، بل تشمل تقديم المحاضرات بالمعاهد الموسيقية قصد التعريف بالفن الأندلسي ومدارسه الثلاث، فضلا عن شرح طبيعة الموشحات و تنوع الأوزان، و الحديث عن تاريخ بعض الآلات الموسيقية ذات الخصوصية الجزائرية ك « القويطرة» وهي الآلة التي قال بأنها تصنع الحدث في كل مرة يعزفون عليها في حفل فني خارج الوطن، كونها غير معروفة في المشرق وحتى دول المغرب العربي، وتصنف كموروث وطني أصيل، بالإضافة إلى ذلك تهدف المحاضرات التي يقدمها رئيس الجوق عادة إلى إبراز الفرق بين طريقة العزف على بعض الآلات الشهيرة كالقانون و الرباب في بلدان المشرق و الجزائر، فضلا عن تسليط الضوء على التنوع الثقافي الجزائري و إعطاء صورة مشرفة عن الموسيقى الكلاسيكية الراقية التي تزخر بها الثقافة المحلية. من جهة ثانية يعد الحفاظ على التراث الأندلسي العريق، من بين أبرز أهداف جوق الجمعية المتكونة من 35 عازفا تتراوح أعمارهم بين 11 و 45 سنة من بينهم 9 أصوات نسائية، حسب ما أشار إليه احد المشاركين في الحفل الفني ، كما تسعى الجمعية الثقافية إلى مدّ جسر التواصل الثقافي بين الأجيال و تقديم المزيد من العطاءات الفنية في الحقل الأندلسي، باعتبارها جمعية نشطة تسعى للحفاظ على التراث وتلقينه للأجيال التي تعنى بالفن الأندلسي، مع التركيز على عامل البحث في التراث الأندلسي ،باعتباره بحرا لا حدود له.