أغلب العرب يختزلون الثقافة و الفن الجزائري في أغاني الشاب خالد أكد قويدر بن صاري، حفيد عميد الموسيقى الأندلسية الشيخ رضوان بن صاري، و رئيس جمعيته الثقافية الأندلسية ، بأن مشاركات الجمعية في المحافل الثقافية خارج الوطن و تحديدا بالدول العربية، بينت جهل عربي كبير للثراء الموسيقي و الفني الجزائري، إذ يختزل غالبية العرب الفن في الجزائر في الشاب خالد و الشاب مامي فقط، و يندهشون من مستوى ما تقدمه الجمعية لدى كل مشاركة جديدة. رئيس جوق الجمعية الثقافية الأندلسية الشيخ رضوان بن صاري لسيدي بلعباس، أوضح على هامش حفل فني ساهر قدمه مؤخرا جوقه ضمن فعاليات المهرجان الوطني للموسيقى الأندلسية المالوف المقام بقسنطينة، بأن معظم الحفلات التي قدمها الجوق في محافل دولية كمهرجان جرش بالأردن و مهرجان دبي للتسوق، بالإضافة إلى حفلات بتركيا ،و بلدان أخرى، ساهمت في التعريف بالموروث الثقافي الأندلسي الجزائري، على اعتبار أنه غير معروف بالنسبة لشريحة واسعة من الجمهور العربي، نظرا للاختلاف الكبير بين طابع العزف الشرقي و الطابع الأندلسي المغاربي، فضلا عن ضعف تسويق هذا اللون الفني تجاريا و حتى إعلاميا. و أكد قويدر بن صاري، أن مشاركات الفرقة التي تأسست سنة 2008، لا تقتصر فقط على الحفلات الفنية التي تغتنم لعرض اللباس التقليدي الأصيل لعديد من مناطق الوطن، بل تشمل كذلك تقديم محاضرات بالمعاهد الموسيقية للتعريف بالفن الأندلسي و مدارسه الثلاثة، فضلا عن شرح طبيعة الموشحات و تنوع الأوزان و الحديث عن تاريخ بعض الآلات الموسيقية ذات الخصوصية الجزائرية كالقويطرة، وهي الآلة التي قال بأنها تصنع الحدث في كل مرة يعزفون عليها في حفل فني خارج الوطن، كونها غير معروفة في المشرق وحتى دول المغرب العربي، و تصنف كموروث وطني أصيل، بالإضافة إلى ذلك تهدف المحاضرات التي يقدمها رئيس الجوق عادة، إلى إبراز الفرق بين طريقة العزف على بعض الآلات الشهيرة كالقانون و الرباب، في بلدان المشرق و الجزائر، فضلا عن تسليط الضوء على التنوع الثقافي الجزائري، و إعطاء صورة مشرفة عن الموسيقى الكلاسيكية الراقية التي تزخر بها الثقافة المحلية. من جهة ثانية يعد الحفاظ على التراث الأندلسي العريق، من بين أبرز أهداف جوق الجمعية المتكونة من 35 عازفا تتراوح أعمارهم بين 11 و 45 سنة من بينهم 9 أصوات نسائية، حسب ما أشار إليه قائد الجوق قويدر بن صاري، بالإضافة إلى ذلك تسعى الجمعية الثقافية إلى مد جسر للتواصل الثقافي بين الأجيال و تقديم المزيد من العطاءات الفنية في الحقل الأندلسي ،باعتبارها جمعية نشطة تسعى للحفاظ على التراث وتلقينه للأجيال التي تعنى بالفن الأندلسي، مع التركيز على عامل البحث في التراث الأندلسي ،باعتباره بحرا لا حدود له.