استعراض 4 حالات لأطفال من مناطق الوطن أثناء الثورة التحريرية تناول المتدخلون في اليوم الدراسي الذي نظمته مؤسسة طيبي العربي أمس بد ار المعلم بسيدي بلعباس حول « الذاكرة والنسيان : الطفل في زمن الحرب « معاناة هذا الانسان الصغير الذي لا يملك القدرة على الدفاع عن نفسه ولا حتى الحصول على أبسط الحقوق خاصة في ظل الأزمات والكوارث والحروب وما ينجر عنها من آلام وآثار سلبية وخيمة على حياته النفسية والجسمية لن تمحوها الأيام والسنون. ولعل المداخلة التي جلبت اهتمام الحضور وأثرت فيهم جميعا تلك التي ألقاها المؤرخ والباحث في الأرشيف عبد القادر هني الذي استعرض 4 حالات لأطفال تعرضوا الى الظلم والاضطهاد أثناء الثورة التحريرية. فالأولى وقعت بمنطقة القبائل عندما أباد جنود الاحتلال قرية بكاملها تضم 200 فرد ولم ينج منهم سوى الطفل الذي أطلق عليه فيما بعد اسم مكسيم كيلار الذي وضع داخل ثكنة عسكرية وألبس الزي العسكري رغما عنه وتكفلت به ممرضة وغداة الاستقلال نقل مع العسكريين الى فرنسا وعمره 8 سنوات على أساس أنه حركي وهناك ظل يبحث عن أصوله ولما كبر تزوج من فرنسية وأنجب معها بنتا هذه الأخيرة جاءت الى الجزائر للبحث عن أصول أبيها وتوصلت الى تأليف كتاب أسمته» الطفل الجندي من الأخضرية « . الحالة الثانية تتعلق بطفل من القنادسة نواحي بشار أصبح فيما بعد يحمل اسم (بيار رابحي ) كان عمره 3 سنوات لما تبنته عائلة فرنسية بسبب الفقر المدقع ودفعت به ليزاول العمل الشاق بداخل المنجم وفي سنة 1962 أخذته معها الى فرنسا وأدخلته الدين المسيحي فشب هكذا على المسيحية لكنه فيما بعد تعرف على عائلته وأراد العودة الى الجزائر غير أن والديه تبرءا منه بسبب اعتناقه للمسيحية لينكب على دراسة الزراعة البيولوجية الطبيعية وهو اليوم خبير دولي شهير في هذا المجال تستفيد بلدان العالم من خبرته المتميزة. والثالثة طفل من نقاوس منطقة باتنة يدعى سعيد فردي أبيدت عائلته بكاملها وعمره 8 سنوات أخذ الى فرنسا غداة الاستقلال ولم يتجاوز سنه 12 ليجد نفسه مع الحركى فانتابه الخجل ولما كبر ألف كتابا بعنوان «طفل في الحرب « يروي قصة حياته حول فيما بعد الى فيلم ناجح من طرف المخرج كريستوف روجيا. هذا وتواصل تقديم المداخلات عن معاناة الطفل في زمن الحرب من جانب الفقر ومازال هناك الملايين من الأطفال الذين يعانون من ويلات الحروب الدائرة رحاها في فلسطين وسوريا واليمن وليبيا وفي مناطق أخرى من العالم ما يؤثر تأثيرا بليغا على حياتهم النفسية والجسدية.