تشهد ولاية غليزان في السنوات الأخيرة إقبالا للفلاحين على زراعة أشجار الزيتون لاسيما عقب اجراءات الدعم التي أقرتها الدولة خلال المخطط الخماسي السابق للتحفيز على توسيع وتجديد بساتين هذا النوع من الأشجار المثمرة. وبفضل هذا الاهتمام المتزايد أضحت مساحات أشجار الزيتون بالولاية تتدعم سنويا بحوالي 500 هكتار استنادا الى مديرية المصالح الفلاحية التي أشارت الى أن الأراضي المخصصة للزيتون ارتفعت من 3460 هكتار سنة 2000 الى حوالي 7900 هكتار حاليا. ومواصلة لهذه الجهود شرع خلال الموسم الفلاحي الجاري في عمليات غرس 511 هكتار من أشجار الزيتون من قبل المزارعين على مستوى 47 منطقة منتشرة عبر 17 بلدية وذلك بدعم ومرافقة من طرف مديرية المصالح الفلاحية ومحافظة الغابات. وتمثل المساحة المستهدفة الحصة الأولى من برنامج غرس 15 ألف هكتار في الفترة الممتدة من 2010 الى 2014 سطر في اطار برنامج التجديد الاقتصادي الفلاحي الريفي حيث تستفيد جميع بلديات الولاية ال 38 من هذا البرنامج بمساحات غراسة تفوق 200 هكتار لكل بلدية لاسيما بالمناطق المؤهلة أكثر لمثل هذه الزراعات على غرار يلل وعين طارق وجديوية ووادي ارهيو وزمورة وفق ذات المصدر.ولتجسيد هذا البرنامج تقوم مديرية القطاع وبالتنسيق مع المعهد الوطني للأشجار المثمرة والمعهد الوطني لصرف المياه والسقي بخرجات ميدانية لدى المستفيدين من الغراسات لتحليل التربة والمياه واعطاء الارشادات اللازمة لاقامة البساتين الجديدة للزيتون خاصة بالمستثمرات التي تتوفر على مصادر المياه الضرورية كما هو الحال بالمحيطات المسقية لسهلي "مينا" و"الشلف السفلي". ويستفيد الفلاحون الذين يقدمون على زراعة الزيتون من دعم الدولة في مجالات السقي عن طريق التقطير وانجاز الأحواض المائية وتجهيز وحفر الآبار وكذا اقتناء الشتلات مع العلم أن الولاية تعد ست مشاتل تنتج سنويا حوالي 100 ألف شجيرة زيتون استنادا الى مديرية المصالح الفلاحية. كما تتوفر غليزان أيضا على 18 وحدة لتحويل الزيون (مصبرة-معصرة) أنجز معظمها في اطار البرنامج الوطني للتنمية الفلاحية الذي خصص دعما لانجاز مثل هذه الوحدات بنسبة 30 بالمائة من التكلفة الاجمالية. وشكلت هذه الوحدات عاملا مشجعا آخر لاقدام فلاحي المنطقة على هذا النوع من الزراعات الذي يدر عائدا ماليا على العائلات وخاصة بالمناطق النائية مثل عين طارق وحد الشكالة وسوق الحد وأولاد يعيش. يذكر أن ولاية غليزان حققت هذا الموسم الفلاحي انتاجا يفوق 430 ألف قنطار من الزيتون معظمه من نوع "سيقواز" وذلك على مساحة منتجة تقدر بحوالي 7800 هكتار أي بزيادة ألفين هكتار عن الموسم الماضي وهي من الغراسات الجديدة التي دخلت مرحلة الانتاج وفق ذات المصدر. وقد تم تحويل حوالي 20 ألف قنطار من المحصول الى زيت الزيتون كما سوق البعض من انتاج الولاية الى معامل تحويل وتصبير الزيتون بالولايات المجاورة مثل معسكروالشلف استنادا الى رئيس مصلحة تنظيم الانتاج والدعم التقني بمديرية المصالح الفلاحية.ومن جهة أخرى سمحت حملة جني الزيتون باستحداث حوالي 12 ألف منصب شغل موسمي في جانبي الجني والتصبير يضيف ذات المصدر.