عرفت مدينة تلمسان جوهرة الغرب الجزائري في المدة الأخيرة زيارات و اسعة لمواطني الجزائر العميقة التي استهوتهم هذه المنطقة الفتية في جغرافيتها و العظيمة بتاريخها الذي ترك شواهد شامخة و بصمات خالدة تعد مقصد السياح و مفخرة سكانها . و لقد تفرق زوار تلمسان شتاتا في الكثير من الجهات التي تتسم بمنظر خلاب و جداب ومناظر طبيعية تستهوي الزوارالذين قصدوا عاصمة الزيانيين لأول مرة في حياتهم . إن العدد الكبير للأمكنة الخاصة بالنزهة و الفسحة و الترويح عن النفس لكثيرة و جميلة جمال موقعها و لا يستطيع أي كان تهميش واحدة منها لأن الرغبة تكمل جهة بجهة آخرى ،لذا وجدنا الزوار من خلال عملنا الميداني بغابة تلمسان وبكهوفها و مرة بمعالمها .فالألاف شدوا الرحال بهضبة لالاستي التي ارتبط اسمها بالولية الضالحة الزاهدة ابنة الشيخ عبد القادر الجيلالي البغدادي و التي إستقرت بتلمسان و عاشت فيها أثناء القرنين السادس و السابع الهجريين الموافقين ل(12و 13ميلادي )و أضحى الناس يتقربون من مدفنها و ضريحها لما شاع حولها من حكايات نسجت عن شخصها من ناحية فوائد دعائها الصالح لإتيان الذرية و الزواج و كلها معتقدات تدخل في زخم الثقافة الشعبية التي ذاع صيتها داخل الولاية و خارجها ووصلت الى أسماع القاطنين بأصقاع العالم العربي و الأجنبي من أبناء الجزائر الأمر الذي جعل الزوار القادمين من كل حدب يعتبرونها عادة للزيارة و التبرك بكرماتها و في نفس الوقت للتمعن في المنظر الغابي للهضبة المتشبعة بالهواء العليل و النقي و البساط الأخصر الذي يزين أفق تلمسان الذي يرتفع عن المدينة ب 1150متر . لقد أعجبت العائلات التي أتت من كل مكان للإستمتاع بالراحة بشتى النقاط السياحية و التي حددتها مديرية السياحة و يختارها الزائر اما بمحض ارادته أو عن طريق الدليل الذي أعده الديوان الوطني للسياحة بالتنسيق مع هذه الآخيرة و المتكون من (86) صفحة تحوي أهم المعالم الأثرية التي لها صدى عند الأشخاص الغرباء عن الولاية و منها قصر المشور و أسوار المنصورة و أقادير و حوض مبدة ( الصهريج الكبير ) و الحدائق العمومية و الوريط وقبب الأميرة الزيانية و أضرحة الأولياء الصالحين المنتشرة بغرب و جنوب و شرق و شمال مدينة تلمسان و التي فاق عددها المائة ومنها ما هو مقبور بالمنازل القديمة كما أن الزوار من المواطنين الفضوليين و فئة مثقفة اغتنمت فرصة العطلة الربيعية و راحت تتجول بين أحضان المساجد العتيقة و الموصلات الصغيرة العريقة المبنى المتواجدة بالأزقة و الدروب الضيقة المحادية لسوق القيصرية فالدليل اذن الذي وفرته مصالح الديوا ن السياحي وضعت به أيضا معلومات وافية و هامة تساعد و تسهل التجوال بالأماكن التي تتجه اليها مختلف الشرائح الإجتماعية بدون استثناء حتى أن منهم من يعتمد على الإرشاد لضمان الراحة الأكيدة و المؤمنة في يومية الزائر . و لسرد تفاصيل النزهة لضيوف تلمسان حاولنا اعطاء كل ذي حق حقه بالمواقع ففي منصورة وجدنا الموطنين يعجون بجوانب الأسوار و الصومعة الشامخةالتي يبلغ طولها 4000متر و التي شدت انتباه عائلات مصطفاوي و حمري و عايدي و لزعر و كذا قسري و مولاي الزراي من ولايات تبسة و تيبازة ووهران و عين الدفلى و سكيكدة والجلفة و غيرها من المناطق الصحراوية القريبة من ولاية تلمسان كالنعامة و بشار التي لم يترك مواطنيها الفرصة للنزول لعا صمة الزيانيين الذين كانوا برفقة أبنائهم و ذويهم معبرين عن فرحتهم بما تزخر به تلمسان من رموز حضارية و مناظر طبيعية تأخت مع الشواهد و المعالم و التي قالوا عنها أنها حقا تركة حضارية تستحق الزيارة و التمعن فيها و كشفها للأبناء خاصة و الجيل الصاعد عامة من أجل الإستعناء عن السياحة الخارجية التي ينساق نحوها عدد كبير من شبابنا مع مطلع كل عطلة صيفية و أضافت العائلات المذكورة أن النزهة توحي بالتغيير في الشخصية الذاتية وتمحو الأثار النفسية السلبية واردفت عائلة آخرى أنها لأول مرة تقصد تلمسان بعدما سمعوا عن منظر جمالها و حسن أهلها و قيمة فنها و رموزها الثقافية و بهاء عمرانها . كما عرفت الحديقة المقابلة للأثار دخول مميز للأسر التي مثلت مجموعات و حجزت لنفسها بساطا أخضر افترشته فبدت بذلك جلسة رائعةكسرت روتين الكراسي و الطاولات التي يلتمس الواحد منا في هذه القعدة التقليدية التي أشار في شأنها بعض الشخاص أنها لا تعوض اطلاقا ( باعتبار تربيعة الرجلين) لم يبق لها وجود في الوقت الراهن و في زمن العصرنة حسب الحاج محي الدين من عنابة الذي نزل ضيفا على صهره وظفر بهذه الفرصة ليتجول بتلمسان بكل راحة .أما الهضبة فأضحت محجا لما تيسر بها من مرافق للراحة لا سيما و ان الغابة المواجهة للمكان المخصص للتسلية و ضع بها طاولات من الرخام مما سهل الإقبال على ذات الناحية التي بها ميرادور يطل على الساحل الإسباني عن طريق التقاطه بجهاز تليسكوب يتهافت عليه الموطنون . النزهة لم تخل كذلك من مغارة بني عاد ببلدية عين فزة التي يستطلع فيها المواطن الزائر لعجائب كهف أخذمن البعد التاريخي الكثير و من خلق الله الأدق خصوصا و أن طوله يبلغ700متر تحت الأرض و من شأن المتمعن أن يحلل النظرة الخاصة به بتصفح البصر و البصيرة معا .هذه المغارة تتمتع بكامل شروط الدخول اليها بسلاليم تقوم بمعاينتها الجماعة المحلية التي تحاول دوما توفير الأحسن لكسب السياح المحليين والذين يصل تعدادهم في العام الواحد 15ألف سائح و قد أخذ التلاميذ من الأطوار الثلاثة حصة الأسد في الفرجة بالمغارة التي كانت بالنسبة للبعض محل بحث علمي مكلف من قبل المؤسسات التربوية في العطلة . و بهذا شهدت تلمسان دخول غير معهود ليس له سابقة من ناحية البحث عن مكان للنزهة وضرب الملل داخل الوطن. والأمر يحتاج للمزيد من التقصي و الإفصاح عن ألأماكن الخفية ليس بتلمسان فقط و انما بكافة ال48ولاية لأن التقصير في حق جهة يعد تهميش لا إرادي لا يمكن التعامل معه لأنه اذا غابت الغابة الخضراء بصحرائنا الشاسعة فتوجد الكثبان الرملية الذهبية التي تصنف هي الآخرى كفضاء سياحي رحب عند غير سكانها فهل لا تزال السياحة الخارجية تستهوي الجاحدين ؟