نزل عشية أول أمس الجمعة وفد عربي رفيع المستوى إلى تلمسان بمعية خليدة تومي وزيرة الثقافة التي رافقتهم في زيارة رسمية إلى المعالم الأثرية المتواجدة بالمدينة، فكانت البداية بمركب سيدي بومدين الولي الصالح حارس عاصمة الزيانيين الذي أخذ عنه فكرة عامة من قبل الوفد المتكون من ستة عشرة دولة عربية إسلامية مثلها سفراء ووزراء قطاع الثقافة العرب والذين جابوا المرافق التابعة للمركب كمسجد أبي الحسن المريني والمدرسة الخلدونية المجانبة له التي تم تصنيفها مؤخرا إلى ملحقة لمركز المخطوطات بعدما تم ترتيب كافة الأجنحة والغرف الصغيرة الضيقة التي خصصت لترفيف الوثائق والكتب القديمة للفقه والسيرة ونجد منها صحيح البخاري لمحمد بن إسماعيل لبخاري للزاوية التجانية بقمار وتبنيه الأنام في البيان لعلوم المقام نبينا (صلى الله عليه وسلم) لعبد الجليل بن محمد بن أحمد بن عظوم العمري المرادي القيرواني المتوفي عام (960 هجرية/155م) من مكتبة الهامل ويتوفر بهذه الملحقة التي وقف عندها ضيوف تلمسان على هامش الإستعراض الشعبي الذي نشطته قافلة الحضارة الإسلامية تأهبا للإفتتاح الرسمي لتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية التي انطلقت نهار أمس السبت، أين تمعنوا في زخم التراث المادي التاريخي الديني الذي بحوزة الجزائر عامة وتلمسان خاصة وتابعوا زيارة المدرسة من خلال المعرض الخاص بنفس مجال المخطوطات كالعقيدة السنوسية بالأمازيغية من مكتبة الموهوب، ببجاية وتراجم الوفيات لأحمد بن الحسن القنفد القسنطيني من نفس المدينة التي تجمعها علاقة وطيدة في التحضر مع تلمسان إلى جانب مخطوطات أخرى لعلم الفلك لعبد الرحمان الأخضري (939 هجرية - 1533م) ومحمد بن الموهوب بن الحبيب في أواسط القرن (13ه - 19م). وتفحّص الوفد مخطوط الطب من مختصر منظومة الفارسي الصقلي التونسي أحمد بن عبد الله التونسي السلام وناسخه محمد بن الموهوب بن البشيك بالإضافة إلى مخطوط الهامل وكذا أدعية وأذكار من دلائل الخيرات لعبد الرحمان بن عفان الجزولي السنوسي أبو زيد بالزاوية الحملاوية وجامع الصحيح المسلم بن الحجاج بن مسلم بزاوية الهامل. وتنقل الوفد إلى قصر المشور الذي أعيدت أشغاله على نمط الدولة الزيانية ومتحف البلدية القديمة التي أضحت متحفا للتاريخ الذي جمع مناطق تلمسان ببني سنوس المعروفة بالحصير الأحمر ومسيردة بالفخار وإلى جانب هذا الموسيقى وآلاتها كالربراب التي ترجع إلى عام 1935 والنخاس وعرج الوفد العربي المتكون من إيران وماليزيا وأفغانستان وتونس وفلسطين وغيرهم إلى متحف سيدي بلحسن متحف المخطوطات.