تقدم لزوار الصالون الدولي للسياحة والأسفار والنقل المنظم بوهران عروض سياحية "مغرية" لاكتشاف المناطق الصحراوية الخلابة للوطن غير أنها تبقى هذه الوجهة صعبة المنال بالنسبة للسياح المحليين. ويقف الزائر للأجنحة المخصصة لعرض المنتوج السياحي الصحراوي مشدوها أمام نماذج اشهارية تبرز جمال الطبيعة الصحراوية وعادات سكانها الأصيلة عن طريق صور تزينها جمل قصيرة ورنانة لعلها تستقطب أكبر عدد من الزبائن. ومهما تنوعت العروض المقترحة من قبل وكالات السياحة والأسفار وتفنن أصحابها في جلب الزبون فإنها تكون صعبة المنال للسياح المحليين الذين يتوقون الى زيارة أحد المناطق الصحراوية لبلادنا والتعرف على تراثها الثقافي الأصيل على حد تعبير العديد من زوار هذا الصالون الذي سيتواصل الى غاية يوم الجمعة القادم. وعلى الرغم ما تقدمه الوكالات من "إغراءات" لاستقطاب السياح المحليين من أجل الاستمتاع بما تزخر به هذه المناطق من معالم تاريخية ومناظر طبيعية فإن أسعارها تبقى مرتفعة مقارنة بوجهات أخرى حسب أحد المرشدين السياحيين. ويجد الكثير من المتعاملين في قطاع السياحة صعوبة في بيع المنتوج الصحراوي للسياح المحليين حيث يقترح صاحب وكالة سياحية من تمنراست إشراك جميع الفاعلين لتطوير السياحة الصحراوية التي تحتل حيزا كبيرا في خريطة الوجهة الجزائرية من خلال تخفيض سعر تذكرة السفر والبحث عن صيغ تمكن الطلاب والشباب لاكتشافها والاستمتاع بمناظرها من خلال إقامة شراكة بين الوكالات والجهات الوصية المعنية. ومن جهة أخرى فإن نقص هياكل الإيواء بهذه المناطق وغلاء أسعار الفنادق المتوفرة تعد من بين الأسباب التي جعلت السائح المحلي غير قادرا على زيارة هذه المناطق التي تزخر بتراث عالمي حسبما أوضحه رئيس نقابة الوكالات السياحة والأسفار لناحية الغرب السيد توفيق ميدون. ومن أجل تطوير السياحة بالجزائر لاسيما منها منتوج السياحة الصحراوية يتعين إقامة شراكة متينة بين وكالات السياحة والأسفار والمؤسسات الفندقية تكون في شكل اتفاقية تربط الطرفين حسبما أوضحه نفس المتحدث. كما أن مساعي الدولة لتنمية سوق السياحة المحلية بما فيها الصحراوية ستساهم كثيرا في تطوير السياحة الاستقبالية بالجزائر حسبما ذكره صاحب وكالة للسياحة والأسفار تنشط بوهران مضيفا أن "تقديم خدمة ذات نوعية وإرساء أواصر الثقة بين الوكالة وزبونه تسمح لهذا الأخير أن يصبح مروجا لهذا المنتوج بطريقة غير مباشرة". وللإشارة فإن ولاية وهران تتوفر على 62 وكالة للسياحة والسفر غير أن القليل منها يعمل على ترقية الوجهة السياحية الصحراوية.