المدوّنة الإلكترونية هي شكل جديد من أشكال التواصل وآلية من آليات التعبير الحرّ ورفع القيود المفروضة، كما أنها مساحة جديدة للتعبير عن الآراء والأفكار إزاء موقف معين أو موضوع ملفت للإنتباه، فهي جريدة المواطن الأولى التي يمكن أن يكتب فيها ما يشاء وبالطريقة التي يشاء كما له أن يتخذها مصدرا للأخبار مما جعلها تنافس الإعلام التقليدي الذي لازال يعاني من سلطة الرقابة رغم هذه الثورة التكنولوجية في عالم الإتصال، فأصحاب هذه المدونات الإلكترونية غالبا ما تتراوح أعمارهم بين 18 و38 سنة وهذا مؤشر إجتماعي على تنامي الإحساس بالوحدة في هذه المرحلة من العمر والرغبة في التعبير عن الذات وكسب الأصدقاء، أما الفتيات فتجدهن يختبئن خلف صور الفنانات، وهذا ربما يعبّر عن مدى الرغبة في الثورة على العادات والتقاليد في المجتمعات العربية المتحفظة. ومع بداية سنة 2006 كانت الجزائر تشهد ظهور وسيط إعلامي جديد ويتعلق الأمر بثورة التدوين الإلكتروني التي أصبحت ندا قويا للوسائل الإعلامية التقليدية، لكن هذا لم يضمن تطور هذه الوسيلة التعبيرية لأن التدوين في الجزائر لازال محتشما ومتحفظا رغم الحرية الكبيرة التي يتمتع بها المدوّن الجزائري مقارنة مع نظيره في البلدان العربية الأخرى، مما جعل المدوّن الجزائري يغيب نوعا ما عن المواقع الإلكترونية العالمية لا سيما في المسابقات الخاصة بعالم التدوين الأمر الذي جعله يبدو مقصرا بعض الشيء في إستغلاله لهذه الأداة المرنة لطرح العديد من القضايا التي يعاني منها المجتمع الجزائري. وبهدف تطوير عالم الكتابة الإلكترونية فإن بعض المدونين والجهات المهتمة بهذا المجال قد برمجت عددا من المسابقات الخاصة بالتدوين الجزائري لإتاحة الفرصة أمام الشباب المحترفين والهواة لإظهار إبداعاتهم الفكرية وإعطاء رأيهم الصريح حول مختلف القضايا لتتعزز هذه الفكرة أيضا بمبادرة أخرى سميت بجائزة مالك بن نبي للمدونات الجزائرية التي حقق موقعها الإلكتروني نجاحا كبيرا في الفترة الأخيرة بدليل عدد المشاركات التي تقدم لها المدونون الجزائريون الذين لازالوا يطمحون لتحسين مستوى الكتابة الإلكترونية والنهوض بعالم التدوين الجزائري حتى ينافس الدول العربية الأخرى، ولأن الجزائر حريصة بشكل كبير على تطوير عالم التكنولوجيا فقد نظمت مؤخرا أسبوعا عالميا »للواب« إستضافت من خلاله نخبة هامة من الخبراء والباحثين وكذا المدونين الأجانب الذين جاؤوا لأول مرة، بهدف المشاركة والإطلاع على إبداعات الشباب الجزائري في عالم التكنولوجيا الحديثة. ومن جهة أخرى فلا يمكن الإنكار أن هناك أسماء جزائرية لامعة في عالم التدوين على غرار المدوّن جابر حدبون والمدوّن منير سعدي وكذا عمارين طوبال وغيرهم لتكون لنا وقفة مع أهم المدونين الجزائريين وهو المدوّن عصام حمود الذي ولج بوابة التدوين منذ سنوات وبرع في تحليل المواضيع الراهنة بأسلوبه الخاص.