شهدت الجزائر في الحقبة الأخيرة ميلاد وسيط إعلامي جديد أصبح ينافس الصحافة والفضائيات التي لا تزال تعاني من رقابة السلطة رغم هذه التكنولوجية في عالم الإتصال، ويتعلق الأمر بثورة التدوين الإلكتروني التي قلبت الموازين وكشفت عن العديد من المفاهيم الإجتماعية والإنسانية لتؤسس بذلك مرحلة جديدة تتّسم بغزارة التدفق في المعلومات ومشاركة الجميع في صناعة ونقل المعلومة ضمن منظومة جديدة ومتكاملة. ولأن التدوين في الجزائر لازال يراوح مربعه الأول بالمقارنة مع الدور الذي يؤديه المدونون في العالم وحتى في بعض الدول العربية، رغم الكم الهائل من المدونات الجزائرية عبر مختلف المواقع العربية والعالمية، فقد تقرر حديثا تخصيص "يوم خاص بالتدوين الجزائري" وهي مبادرة فريدة من نوعها لم يسبق أن شهدها الإعلام الحديث من قبل، حيث بدأت هذه الفكرة عندما رأي المدوّن الجزائري صلاح نذير الإعلان الخاص "بيوم حركة التدوين العالمي"، فتبادرت الى ذهنه إقامة يوم مماثل للتدوين الجزائري ليكون له وزن في عالم الأنترنت عبر مختلف دول العالم العربي والأجنبي، فتم مناقشة هذه الفكرة بين عدد من المدونين الجزائريين الذين وافقوا على الفكرة وباشروا فورا للإعلام عن هذه المسابقة الوطنية، حيث قام المدوّن »رياض بنغلية« بتخصيص موقع كامل لهذا اليوم كما تم إنشاء مجموعة من "الفايس بوك" بهدف الإعلان والإشهار وكذا للتعريف بهذه المبادرة السامية وأهدافها الى جانب فتح المجال أمام رواد شبكة الأنترنت لزيارة "الفايس بوك" لتسجيل مدوناتهم وتأكيد مشاركاتهم وكذا تثمين العلاقات فيما بينهم إضافة الى تأسيس صفحات خاصة بالتديثات على موقع »التوتير" ليكون »يوم التدوين الجزائري« نقطة البداية لمستقبل إعلامي جديد يوحّد أقلام المدونين ويدفعهم للكشف عن بعض النقاط الغامضة بكل حرية. وقد رأى الكثير من الإعلاميين والمدونين الجزائريين أن هذه المبادرة هي تجربة ثمينة بالنسبة للكثيرين لا سيما أولئك الذين يدوّنون كتاباتهم في المواقع المجانية عبر النقاط العربية والأجنبية، كما أنها فرصة لتقديم هذا النوع من الإعلام الإلكتروني للرأي العام الجزائري الذي بدأت ملامحه تظهر بجدية في الآونة الأخيرة، بعد أن تجتمع فيه كل الأقلام الجزائرية بين محترفين وهواة لخط أسطر تعالج أهم المواضيع الحساسة والراهنة التي تقرها هذه المبادرة. وحسبما أكده المعنيون بهذه المبادرة فإن عدد المشاركات قد وصل لحد الآن ب 42 مشاركة، حيث بلغت المشاركات باللغة العربية 16 مشاركة أي بنسبة 38.10٪ وباللغة الفرنسية 22 مشاركة أي بنسبة 52.38٪ أما الإنجليزية فقد بلغت 4 مشاركات أي بنسبة 9.52٪، ،ورغم العدد البسيط الذي سجل لحد الآن فهذا لا يخالف حقيقة أن المدونين الجزائريين قد تفاعلوا مع هذه المبادرة التي تطمح لتحسين الكتابة الإلكترونية والدفع بعالم التدوين نحو الأحسن والأرقى على الساحة الوطنية والعربية. وعلى هذا الأساس فقد إتفق المدوّنون المسؤولون عن هذه المبادرة التي إنطلقت يوم 15 جانفي الفارط أن الدورة الأولى ستكون حول موضوع "التربية والتعليم" ليفتح المجال أمام المدوّنين ليقولوا كلمتهم حول هذا الملف الشائك والحسّاس في نفس الوقت ومن أهم المشاركات نذكر مدوّنة "أرابيك لوك" التي تناول صاحبها المراحل الدراسية المختلفة في الجزائر إنطلاقا من المرحلة الإبتدائية ثم المتوسطية فالثانوية الجامعة وتطرق أيضا إلى ما أسماه كوارث التعليم كالإكتظاظ وتوتر العلاقة بين الأستاذ والتلميذ. أما مدونة "ورقة وقلم" فقد تحدثت عن مكانة التعليم والمشاكل التي تواجه العملية التعليمية في الجزائر سواء بالنسبة لقطاع التربية والتعليم أو التعليم العالي نذكر أهمها غياب التفاعل بين الأطراف المعنية في العملية التعليمية ومشكل التلقين وكذا الإفتقار للمكتبات المدرسية وغيرها. وفي مدوّنة "جابر" تم معالجة الموضوع من خلال زاوية »ربّوا بينكم لزمان غير زمانكم« حيث يذكر فيها التحديات التي واجهت التعليم وعن الإصلاحات التي تعرفها المنظومة التربوية، كما تقدم مجموعة من الأمثلة تصف غياب عنصر التربية في مدارسنا.