نظمت "جمعية الكلمة للثقافة والإعلام" ببني مسوس. بالعاصمة، لقاء إعلاميا عن التدوين في الجزائر والتعريف به، حيث اجتمع عدد من المدونين من مختلف المناطق بطلبة الجمعية وبعض المهتمين بعالم التدوين، وتطرق المدونون إلى عدة محاور، ولماذا أدون وعن واقع التدوين في الجزائر وماهيته وعن السبب في التدوين، وأثره، خصوصا في هذا الوقت، حيث ظهر التدوين كمنبر للإعلام الحر، والأنموذج في إسقاط الأنظمة تونس ومصر مثالا، والمواقع الاجتماعية التي صارت تحتل مكانة كبيرة منها "الفايس بوك" الذي صار ثالث أكبر دولة في العالم، وحيث كان لمدوني الجلفة تسجيلا لحضورهم القوي والفعال في هذا المجال.. وقد ذكر رئيس الجمعية "عبد العالي مزغيش" أن السبب في فسح المجال للمدونين يعود للتعتيم الذي يتعرض له المدونون من بعض وسائل الإعلام وفي إطار نشاطات الجمعية المهتمة بالمجال الإعلامي والثقافي، وكان اللقاء بعدد من المدونين لمناقشة محاور اللقاء، حيث حضر كل من يوسف بعلوج، محمد عبد النور دحماني، خالد بشار، منير سعدي، نجار حاج داود، ليلى مطر، إضافة إلى الأستاذة بالجمعية أمينة عمروش المعروفة بشجون في كلمة ترحيبية بمن حضر اللقاء، وتحدثت عن الإعلام الجديد.. وكانت البداية مع المدون "يوسف بعلوج" صاحب مدونة "خرافات حبر" الذي تحدث عن التدوين في الجزائر والتجاهل الذي يتعرض له من طرف بعض وسائل الإعلام وإلى الجانب الذي يمنحه التدوين وواقعه في الجزائر، وكان دخوله للتدوين على خلفية سياسية. ومن ثم كانت الكلمة للمدون "الحاج داود نجار" صاحب مدونة "صحافة ضد الفساد"، ومدير جريدة الواحة الذي تحدث عن تجربته في هذا المجال، وعن العلاقة بين التغيير في العالم الواقعي، وأثر العالم الافتراضي عليه، ولا يمكن التغيير إلا بالتغيير الذهني والعقلي، وقد كان تخصصه في مجال الصحافة بقضايا الفساد وتوقف الجريدة، تحول بعدها إلى الموقع الإلكتروني والمدونة الشخصية التي تعطي فرصة أكثر للنشر، وتحدث عن الصحافة المهنية وصحافة الدعاية. من جانبها، صاحبة الدعوة لهذا اللقاء المدونة "أمينة عمروش شجون" التي تحدثت عن بداياتها مع التدوين الذي كان في المنتديات، وترى بأن المدونين على لقاءاتهم ومناقشاتهم مع غيرهم، لا يكمن الخلل فيهم فقط، بل يعود للاهتمام من غيرهم. مدونو الجلفة يحضرون بقوة وقد كان للجلفة حضورا قويا في هذا اللقاء بحضور 04 مدونين تحدثوا عن التدوين، وكان للمدون "خالد بشار وليد" صاحب مدونة "نجاة للصحافة" حديث عن المجال التدويني وتجربته التي كانت بدايتها من الصحافة والعمل لبعض الجرائد، وأن المدون لا يستطيع نشر كل شيء اعتبارا للخط الذي تتجه به الجريدة، والتدوين يرتبط بالمدون نفسه، وهو العدو الأول للصحافة، وتحدث عن واقع الصحافة الذي انحصر بين ثنائية المال والسلطة، وعن الجوارية وكيف كانت في العالم الافتراضي.. من جانبه "منير سعدي" بمدونته "صمت الثورة" تحدث عن تجربته في مجال التدوين الممتدة لعدة سنوات وعن تسميتها التي كانت في البداية ثورة على العادات والتقاليد البالية، وكونه يكتب المقالات السياسية والاجتماعية وإيجاد فضاء لنفسه يطرح فيه أفكاره وعدة قضايا.. وتحدث المدون "محمد عبد النور دحماني" بمدونة "عبرات وإرهاصات"، وعضو اتحاد المدونين العرب، عن سر اختياره لاسم مدونته لأفكار وارهاصات وطرح تجارب مختلفة تختلف زمانا ومكانا، وعن عالم التدوين الذي تنوع كثيرا من خلال المنتديات العامة والخاصة والمنتديات الشخصية، ولكون المنتديات لها عدة مجالات تتطرق لها، وضرب المثال ب "منتديات الجلفة" التي أصبحت تحتل مكانة في المجال الإلكتروني، وتحدث عن واقع المدونات واختلافها وتأتي حسب مجال تخصص المدون، ويشهد العالم الإلكتروني انتشارا كبيرا للمدونات الخاصة بمجال التقنية والتصميم، غير الأدب والمجال الإعلامي، وذكر بأن المدون هو ذلك الشخص الذي اقترن اسمه بعالم الأنترنيت، وعلى المدون أن يتصل بكل المجالات حتى يصل فكره أكثر، وانتشار المدونات أصبح يأخذ مجاله وصار التنافس بين الصحافة الإلكتروني والفضائيات حتى أن الأخيرة أصبحت تتخذ من الانترنت والتدوين مصدرا للأخبار.. والمدونة "ليلى" من الجلفة بتدوينتها "مختلف" تجربة في هذا المجال، وكانت بدايتها في مجال الأدب، وقالت إنها تجربتها كانت قصيرة، وأن اللغة هي التي تساهم في ذلك، فالمدون هو من يختار اللغة لاختياره القارئ، وتوجها معينا وتحمل فكرا في ذلك. التدوين: السلطة الخامسة والآفاق الجديدة وقد فسح المجال للنقاش بين الحضور والمدونين والمدونين مع بعضهم، لتبادل أطراف الحديث والتجارب حول هذا العالم، وعدة قاط أخرى من إعلام وثورة وغيرها، واتفق المتدخلون على أن التدوين في الجزائر حديث النشأة، والتدوين الذي صار "السلطة الخامسة" في تعريف عدد من المختصين في مجال الدراسات ومتابعة الجديد، حيث تحدث الأستاذ "داود نجار" عن القيود التي تؤثر على الفرد وانتصاره على العقل الإنساني واستعماله على وجه أحسن، فيما تغيب عن هذا اللقاء بعض من المدونين والذي كان لهم الباع في هذا المجال، ويبقى هذا اللقاء بداية لعالم التدوين وانتشاره في الجزائر رغم بداياته البطيئة، إلا أنه شكل حدثا قويا بين الناس، وتجسد من خلال التقاء المدونين في الواقع فيما كان قبلا لقاؤهم مقتصرا في الشبكة العنكبوتية، حتى يتم التنظيم أكثر والانتشار يأخذ بعده الحقيقي.