يرى الملاحظون أن الأوضاع السياسية والأمنية والطائفية في مصر تتجه إلى منحى خطير بالاشتباكات الدامية بين المسلمين والأقباط التي وقعت مساء يوم السبت بحي امبابة الشعبي بالجيزة مما دعا بالعديد من الأحزاب وفعاليات المجتمع إلى سرعة اتخاذ إجراءات حازمة لمواجهة الموقف. وإن تضاربت الروايات بين سكان امبابة فان أسباب الأحداث الطائفية تتشابه إلا أن نتائج أحداث السبت فاقت ما سبقها من صدامات طائفية لتخلف 12 قتيلا واصابة اكثر من 200 آخرين واحتراق كنيسة وعدد من المنازل وتحطيم عشرات من السيارات. ووقعت المواجهات الرئيسية حول كنيسة مار مينا في حي امبابة عندما اندفع مساء أول أمس عشرات من السلفيين نحو الكنيسة بعد ما أشيع خبر احتجاز فتاة قبطية داخل الكنيسة يقال أنها اعتنقت الإسلام وتزوجت من شاب مسلم و حاولوا استعادتها مما أدى إلى حدوث اشتباكات عنيفة بين الجانبين. وقد بدت علامات المواجهات في هذا الحي الشعبي الذي تنتشر فيه قوات الجيش والشرطة بشكل مكثف إلى جانب سيارات المطافئ والاسعاف وظهرت آثار الحرائق على المنازل المجاورة لكنيستي العذراء ومارمينا اللتين أضرمت فيها النار لتؤكد بشاعة الصدمات الطائفية العنيفة التي كان المكان مسرحا. وقد عكست الصحف اليومية في القاهرة مخاوف المصريين من الاحتقان الطائفي وانزلاقه إلى الفوضى وقالت جريدة الأهرام الحكومية أن "نيران التعصب الطائفي تهدد مصر بمخاطر شديدة" واعتبرت أن الذين "أشعلوا الفتنة في امبابة ..خانوا الدين والثورة"مشيرة إلى أن ما يحدث كفيل بان يأخذ مصر إلى هاوية الفوضى وان يحولها إلى صومال أخرى و افغانستان جديدة". ووصفت جريدة "الوفد" اشتباكات امبابة ب"الحرب الاهلية" في حين عنونت يومية "الشروق"الخاصة صفحتها الأولى "نار امبابة تحرق قلب مصر " بينما كتبت "المصري اليوم" التطرف يحرق الثورة". وقد وجهت الصحف المحلية أصابع الاتهام كالعادة إلى فلول النظام السابق وغياب الشرطة وبلطجية وجماعات سلفية أو قوى مضادة التي تريد ضرب الوحدة الوطنية و"حرق مصر" في الوقت الذي تجري فيه النيابة العسكرية التحقيق مع 26 متهما في الأحداث من بين 190 شخص تم إلقاء القبض عليهم .