أعرب المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية وكافة المنظمات الاسلامية بفرنسا، بباريس عن رغبتهم في وضع “ديناميكية جديدة” من اجل تمثيل الديانة الاسلامية وضمان تقريب اكثر من خلال مجالس اقليمية. وجاء في الاعلان الصادر عن مؤتمر المسلمين بفرنسا والذي تمت قراءته عقب الاشغال التي نظمها المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية أن المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية والمنظمات قرروا كذلك “اشراك كافة الاطارات الدينية من خلال تعزيز المجالس الدينية على المستوى المحلي وانشاء مجالس الأئمة والمرشدين على المستوى الاقليمي والمقاطعات”. وجرى هذا المؤتمر بحضور وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستاني، كاتب الدولة لورون نونيز ورئيس مؤسسة إسلام فرنسا جان بيير شوفانمان وعضومجلس الشيوخ ناتالي غولي وكذا سفير الجزائربفرنسا عبد القادر مسدوة بالإضافة إلى أعضاء من السلك الدبلوماسي للبلدان المسلمة. وبعد مرور 15 سنة من انشاء المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية، اعتبرت الاطراف الموقعة على هذه الوثيقة انه حان الوقت لبلوغ مرحلة “يجب من خلالها الأخذ بعين الاعتبار كل الانشغالات الجديدة التي تواجهها الديانة الاسلامية”. كما شدد مسلمو فرنسا على ضرورة ضمان تمويل الديانة الاسلامية واستقلاليتها عن طريق الجمعية الفرنسة لدعم الديانة الفرنسية التي أنشأت مؤخرا من قبل المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية والجمعيات الإسلامية. وفي هذا السياق، دعا مسلمو فرنسا المساجد إلى العمل “دون هوادة” للحفاظ على الشباب من الأفكار المتطرفة و”تبليغ دائم لكلمة طيبة وهادئة ومتفائلة لجميع المواطنين الفرنسيين”. وبعد أن أكدوا على تمسكهم بالحوار “الهادئ والبناء” مع السلطات العمومية، أبرز مسلموفرنسا أن تحديد العقائد والممارسات الدينية “تقع على عاتق” ممثلي الديانات “لوحدهم” في حدود “مقتضيات النظام العام وفي كنف احترام مبادئ وقيم الجمهورية”. من جهة اخرى، ندد مسلموفرنسا بشدة بجميع عبارات الحقد والعنف التي قد “يقع ضحيتها مواطنيهم”، داعين إلى التصدي باستمرار للأفعال ضد المسلمين وتكرار الخطاب المعادي للإسلام مع اللجوء بكل ثقة إلى القضاء ودون الانسياق وراء الاستفزازات”. .. مسلموفرنسا يقررون العمل لتمثيل حقيقي لديانتهم صرح رئيس الفيدرالية الوطنية للمسجد الكبير بباريس, دليل بوبكر أن مسلمي فرنسا قرروا “العمل بأنفسهم ولصالحهم” من أجل تمثيل حقيقي وهيكلة متينة لديانتهم. وفي مداخلة له خلال مؤتمر مسلمي فرنسا نظمه المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية بمعهد العالم العربي, أكد السيد دليل بوبكر أن مسلمي فرنسا الذين “سئموا” من المشاريع “الفاشلة” حول تنظيم الاسلام بفرنسا, قرروا ” العمل بأنفسهم ولصالحهم”, من أجل تمثيل “حقيقي” وهيكلة ” متينة” لديانتهم في اطار علاقة ثقة مع السلطات الفرنسية. في هذا الخصوص, أوضح عميد مسجد باريس أن مسلمي فرنسا يطالبون في هذا الوقت ” الحاسم” بالنسبة لمستقبل الاسلام بفرنسا باستقلالية الديانة الاسلامية ك ” مبدأ تمهيدي” لكل مناقشات حول تنظيمها, محذرا من أن ” كل محاولة لتغيير العلاقات الواضحة والأساسية بين الديانات والدولة وكل تدخل لإدارة ما قد يؤديان الى معارضتنا الشرسة”. كما أضاف دليل بوبكر الذي يشغل أيضا منصب عميد المعهد الاسلامي للمسجد الكبير بباريس أن الحرية الدينية التي تضمنها القوانين الفرنسية وأوروبا والأمم المتحدة تعد ” حرية عمومية كبيرة” مشيرا الى أن ” لا أحد يمكنه رفضها”. واذ اعتبر أن مسلمي فرنسا ليسوا سببا في ” المأساة الفرنسية” مثلما تشير اليه الأحداث الاجتماعية التي تهز فرنسا حاليا فقد أكد المتحدث أن المسلم ليس جزءا من ” أقلية خارجية”. كما أضاف أن “الوقت قد حان لإحداث مقاطعة مع الوضع السابق للإسلام بفرنسا كما يجب علينا العمل من أجل تجديد مطابق مع الحياة الحالية لملايين المسلمين بهذا البلد أين يمثلون الديانة الثانية” مشيرا الى أن مستقبل فرنسا ” يتم بناؤه مع المسلمين”. ومن جهته, صرح رئيس المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية أحمت أوغراس بعد عرض حصيلة نشاطات المجلس منذ تأسيسه أن هيئته أخرجت الاسلام من ” الخفاء”. وأضاف: ” لدينا مؤهلاتنا ونقاط ضعف ونحن واعون بذلك” قبل أن يتطرق الى اصلاح المجلس الذي يجب أن يكون “معمقا”. ويرى المتدخل أنه يجب المضي نحوأفاق جديدة من خلال ثلاث تحديات “وهي استحداث ملحقات تابعة للمجلس على مستوى المقاطعات باشراك الشباب والنساء في تشكيلتها والاستقلالية المالية مذكرا بتأسيس الجمعية الفرنسية لدعم الديانة الاسلامية وتكوين الأئمة والمرشدين. وفي الأخير طمأن المتحدث أن الديانة الاسلامية ” ليست خطرا على فرنسا” مضيفا أن تشويه صورة الاسلام والمسلمين هي “خطر كبير”.