قال دليل بوبكر، عميد مسجد باريس الكبير، إن مسلمي فرنسا يضعون الاستقلالية التامة للدين الإسلامي كشرط مسبق للمباحثات بشأن تنظيم "الإسلام" في البلاد، وشدد على حق المسلمين في الحرية المطلقة لممارسة وتنظيم العبادة. وذكر عميد مسجد باريس الدكتور دليل بوبكر، الأحد، في كلمة له خلال افتتاح مؤتمر الفدراليات الإسلامية لفرنسا، المنعقد بمعهد العالم العربي، أن أي محاولة لتعديل العلاقات الواضحة والجوهرية بين الأديان والدولة، أو أي تدخل من جانب الإدارة التي يجب أن تحترم الحرية الدينية التي يضمنها القانون الجمهوري الأوربي ومن طرف الأممالمتحدة، سوف تؤدي إلى معارضة شرسة من طرف مسجد باريس. وعلق دليل بوبكر على ذلك بالقول "الحرية الدينية هي حرية عامة كبيرة… لا أحد يستطيع أن يتخلى عنها". وكما هو معلوم، فإن مسجد باريس محسوب على الجزائر، التي تتولى تمويله جزئيا، ويعتبر أول مؤسسة إسلامية في فرنسا، حيث تأسس في 1926 في أعقاب الحرب العالمية الأولى، كعربون اعتراف من فرسنا تجاه الجزائريين المسلمين الذين سقطوا كضحايا في الحرب دفاعا عن فرنسا. وأشار دليل بوبكر، إلى أن المسلمين المجتمعين في هذا المؤتمر، قد سئموا الكثير من المشاريع التي أجهضت تنظيم الإسلام في فرنسا، ولذلك فقد قرروا العمل بأنفسهم ولأجل مصلحتهم، بغية الوصول إلى تمثيل حقيقي وإعادة هيكلة صلبة للدين الإسلامي. ويمكن أن تفهم هذه التصريحات لدليل بوبكر على أنها رد مباشر على الرئيس الفرنسي وتحذير واضح للإدارة الفرنسية، الذي يريد إدخال تعديلات وتغييرات على تنظيم الإسلام والمسلمين في فرنسا، وسط اتهامات له بالمساس بالحرية الدينية. وختم دليل بوبكر، مداخلته بالتأكيد على أن مسجد باريس يدافع عن مبدأ المساواة بين جميع الأديان في إطار قانون 1905 (اللائكية) الذي يحتم على الدولة أن تبقى محايدة مع ضمان الفصل ما بين الأديان وعدم تمويلها، واحترام حرية المعتقد وبذلك الحرية المطلقة لممارسة وتنظيم العبادة. واختتم المؤتمر بجملة من التوصيات أهمها أن الجمهورية اللائكية هي الضامن لحرية العبادة، وبذلك الجمهورية لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تحدد محتوى العبادة أو الديانة. ودعت التوصيات السلطات الفرنسية لأن تكافح ودون لا هوادة، مظاهر الكراهية ضد المسلمين وتسخر الإمكانيات اللازمة لذلك، كما نددت بمظاهر الكراهية ضد الإسلام المتكررة، ودعت مسلمي فرنسا لعدم الاستسلام للاستفزازات. وأوصى المؤتمر بضرورة أن يتم ضمان تمويل الديانة الإسلامية واستقلاليته عبر الجمعيات الفرنسية لدعم الديانة الإسلامية "AFSCM" التي تم إطلاقها شهر جويلية الماضي.