تميزت سنة 2018 بباتنة التي تشهد حركية ملحوظة في مجال الاستثمار إذ تحققت في ظرف وجيز “قفزة نوعية” في إنتاج السيراميك بهذه الولاية توجت بتصدير أولى الشحنات حيث بدأت تتشكل بوضوح ملامح قطب امتياز في الآفاق في صناعة هذا النوع من مواد البناء . وقد نجح مجمع “سيرام ديكور” الموجود بمنطقة النشاطات ذراع بن صباح ببلدية تازولت في رفع التحدي والشروع في تصدير منتجه نحو كل من الأردن وليبيا وكذا موريتانيا . وتتضمن الاتفاقيات المبرمة في هذا الصدد حسبما أكده مسير المجمع أمين معلة تصدير ما بين 10 و14 حاوية شهريا من الخزف مدتها “عام قابلة للتجديد” موضحا بأن الجهود منصبة حاليا للتصدير نحو بلدان إفريقية أخرى. وتبلغ القدرة الإنتاجية للمجمع ب 24 ألف متر مربع من الخزف بمختلف أنواعه يوميا في انتظار رفع هذه الكمية “عما قريب” لتصل إلى 36 ألف متر مربع يوميا من هذه المادة وفقا لذات المصدر. و بحسب مدير الصناعة والمناجم بالولاية جمال الدين بوسعد فإن ولاية باتنة ستتحول في ظرف “لا يتعدى 3 سنوات إلى قطب امتياز في إنتاج السيراميك” و هي تتوفر حاليا على مصنع ثاني “تكنو- سيرام” ببلدية فسديس الذي دخل مرحلة الإنتاج منذ مدة بقدرة إنتاج يومية ب 12300 متر مربع لترتفع هذه الكمية إلى 20 ألف متر مربع يوميا من هذه المادة بعد التوسعة المرتقبة للمصنع. و يتوقع “عما قريب” كذلك دخول وحدتين لإنتاج هذه المادة مرحلة الإنتاج الأولى بالمنطقة الصناعية بآريس بقدرة يومية ب 12 ألف متر مربع والثانية بتيمقاد بقدرة إنتاج تصل إلى 24 ألف متر مربع يوميا في انتظار تركيب خط إنتاج ثاني ليرتفع إنتاجها اليومي إلى 24 ألف متر مربع من الخزف وهما حاليا في مرحلة التجارب الأولية يضيف ذات المسؤول. وستسمح الوحدات الأربع وفق بوسعد بتموين السوق الوطنية بمادة السيراميك بحوالي 15 بالمائة من هذا المنتوج ذي “الجودة العالية” على أن ترتفع في السنوات القليلة المقبلة بدخول الوحدات الثماني الجاري إنجازها بالولاية حاليا مرحلة الإنتاج حيث ستمكن في مجملها من استحداث 1600 منصب شغل دائم على الأقل يضاف إلى حوالي 800 منصب عمل دائم على مستوى كل من”سيرام ديكور” و “تكنو- سيرام”. أما فيما يخص تصدير هذه المادة انطلاقا من باتنة فسيتعزز بداية 2020 بدخول حيز الإنتاج للمصنع الموجود بالمنطقة الصناعية بجرمة الذي سيوجه كل إنتاجه وفق تكنولوجيا “جد عالية” للسوق الخارجية يضيف مدير القطاع مؤكدا على أن طابع الولاية المنجمي وتوفرها على مادة الطين المستخدم في إنتاج الخزف شجع المتعاملين الاقتصاديين على الاستثمار في هذا النشاط والعمل على ترقيته. وعلى خطى مجمع “سيرام ديكور” سار مجمع “غلوبال غروب” الذي وقع على هامش معرض الإنتاج الجزائري بالعاصمة الموريتانية نواكشوط في أكتوبر الماضي عقد شراكة مع مجمع “بوشرايا” الموريتاني لتصدير كل طرازات سيارات “كيا الجزائر” إلى هذا البلد و إلى بلدان غرب إفريقيا, حسبما أكدته لوأج المكلفة بالإعلام للمجمع, خامسة بوتيطاو . وأضافت المتحدثة أن مراحل تصدير السيارات من علامة “كيا” التي يتم تركيبها بالمصنع الكائن بمنطقة النشاطات بجرمة بباتنة انطلقت نهاية 2018 وفي 2019 ستكون نحو دول غرب إفريقيا موضحة بأن الاتفاقية مع الشريك الموريتاني تشمل تأطير فريقه بالتركيز على التدريب الفني والتجاري وكذا مجال تصدير وتوزيع وتسويق هذا المنتوج. من جهتها استطاعت مؤسسة “أس أف أس” المختصة في صناعة التجهيزات واللواحق الكهربائية وأعمدة الإنارة العمومية الموطنة بمنطقة النشاطات ببلدية المعذر تصدير أول شحنة من منتجها المتمثل في العوازل الكهربائية (توتر 60 ألف فولط و220 ألف فولط) شهر أكتوبر إلى بماكو (مالي) بحسب مسيرها, لخميسي سي محمد, الذي أكد أن التحضير جار لتصدير شحنة أخرى مماثلة نحو وقادوقو (بوركينا فاسو). وتجري حاليا اتصالات حثيثة للمؤسسة بغرض التصدير نحو السودان والنيجر وساحل العاج يضيف ذات المستمر للولوج أكثر في السوق الإفريقية لاسيما وأن “أس أف أس” تعد الوحيدة المنتجة للعوازل الكهربائية توتر 60 فولط و220 ألف فولط بإفريقيا كما أضاف. وتتأهب بعض المؤسسات المنشأة ضمن الاستثمار الخاص بباتنة ضمن حركية تنموية دؤوبة والتي دخلت مرحلة الإنتاج واستطاعت أن تثبت وجودها في السوق الوطنية لخوض غمار التصدير ومنها وحدة “جهان أفروز” المختصة في تركيب أجهزة التدفئة من علامة تركية والمتوطنة بمنطقة النشاطات بمروانة. وتشير معطيات مديرية الصناعة والمناجم والسلطات بباتنة أن الولاية ستشهد آفاق 2019 “قفزة نوعية” في تنوع الاستثمارات المتوطنة عبر المناطق الصناعية وأيضا النشاطات سواء القديمة أو تلك المستحدثة في السنوات القليلة المنصرمة مثل المعذر2 وبريكة 2 وكذا منطقة النشاطات بزانة البيضاء التي ستكون مخصصة للمناولة في قطاع الميكانيك. و سيسمح ذلك باستحداث مناصب شغل جديدة و خلق الثروة ويفتح “آفاقا واعدة” لعاصمة الأوراس في دعم السوق الوطنية والتوجه نحو التصدير.