عرفت ولاية باتنة ديناميكية مهمة في المدة الأخيرة، من الناحية الفلاحية والصناعية على الخصوص، وهذا موازاة مع بروز عديد المجمعات الصناعية التي حظيت بإشادة الجهات الوصية والسلطات العليا، بدليل أن بعض المصانع دخلت غمار تصدير منتجاتها في إطار الحصول على العملة الصعبة. صنع مجمع خاص بباتنة التميز مع مطلع الموسم الجديد، وهذا بعد ما دخل غمار تصدير 10 حاويات شهريا من السيراميك نحو الأردن، حيث كانت أول خطوة شهر سبتمبر المنصرم، وقد قدرت مساحة الدفعة الأولى ب13650 متر مربع وقيمة مالية مصرح بها تصل إلى 28 ألف أورو، خطوة وصفها الكثير من المتتبعين بالمشجعة، خاصة وأنها ستسمح بمنافسة السوق الأوربية في الأردن، في انتظار توسيع العملية نحو البلدان المجاورة، وفي مقدمة ذلك ليبيا وموريتانيا. وقد وصف أمين معلى، مسير المصنع هذه الخطوة بالمحفزة، بغية ترقية الاقتصاد الوطني، والتوجه من تغطية السوق المحلية إلى التصدير، حيث أكد بأن طاقة نشاط المصنع تقدر ب30 ألف متر مربع يوميا، ويعمل على تغطية 15 بالمائة من السوق الجزائرية، وهذا موازاة مع دخول عالم التصدير من بوابة الأردن، في انتظار توسيع العملية نحو ليبيا وموريتانيا، منوها بجهود الحكومة التي قدمت امتيازات مهمة لتفعيل نشاط المستثمرين، في الوقت الذي يؤكد والي باتنة عبد الخالق صيودة على وجود جهود لترقية مناطق نشاطات صناعية جديدة في طور الاستثمار والمساهمة في تغطية السوق الجزائرية والتطلع إلى عملية التصدير، واصفا مثل هذه الديناميكية بالإيجابية، وهو نفس الانطباع الذي وقف عليه وزير الصناعة والمناجم يوسف يوسفي خلال زيارته الأخيرة إلى باتنة، واصفا عاصمة الأوراس على أنها قطب مهم في الصناعة وبقية الأنشطة التي تخدم الاقتصاد الوطني. الزعفران والتفاح ومنتجات أخرى في الطريق وإذا كانت الخطوات الأولى لعملية التصدير خلال الموسم الجديد قد كانت من بوابة مجمع سيرام ديكور، فإن الكثير يتطلع إلى توسيع هذه العملية في الشق الصناعي وبقية القطاعات الإستراتيجية، خاصة في ظل تنوع الأنشطة المسجلة في الجانب الفلاحي، حيث نوه الكثير بجهود الفلاحين في إنتاج محاصيل مهمة ونوعية من فاكهة التفاح على مستوى الجهة الشرقية لولاية باتنة، ما يرشحها للتصدير مستقبلا، وهذا موازاة مع الحرص على تغطية السوق الوطنية، بعد قرار الحكومة القاضي بالتقليل من استيراد عدد هام من المواد والمحاصيل المنتجة محليا، كما ذهب البعض إلى التأكيد بأن زراعة الزعفران بمنطقة الأوراس يعد هو الآخر نشاط فلاحي مربح، خصوصا وأن الكيلو الواحد من الذهب الأحمر تتراوح قيمته في الأسواق العالمية بين 400 و 800 مليون سنتيم، ما جعل بعض الجمعيات الفلاحية تسعى إلى تحفيز الفلاحين والمستثمرين إلى خوص تجارب نوعية في هذا الجانب، وفي مقدمة ذلك جمعية لحزامات لمصارة بقيادة رئيسها سليمان قادري الذي نظم ندوات ونشاطات ميدانية في بلديات باتنة ومناطق تابعة لولايات مجاورة مثل خنشلة وسطيف وبسكرة وغيرها.