جدد الطلبة، موعدهم مع الشارع في مظاهرات الثلاثاء، دعما للحراك الشعبي والمطالبة برحيل رموز نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة. واستخدمت قوات الأمن، الغاز المسيل للدموع لتفرقة مظاهرات للطلبة أمس، في العاصمة، بعدما اقتحم الطلبة الحاجز الأمني الذي أقيم على بعد أمتار من قصر الحكومة، ووصلوا إلى مشارف قصر الحكومة، واضطرت قوات الأمن إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع من البخاخات التي تم تزويد عناصر الشرطة بها، لمنع تقدم الطلبة أكثر باتجاه قصر الحكومة. ودفع إغلاق السلطات ساحة البريد المركزي ومنع التظاهر فيها، بسبب تشققات في أسفل الساحة وعلى السلالم التي تعود إلى العهد الاستعماري، وحفاظا على سلامة المتظاهرين، الطلبة إلى السير باتجاه شارع باستور، ومنه إلى قصر الحكومة، وهذه هي المرة الأولى التي يحاول فيها الطلبة والمتظاهرون الوصول إلى قصر الحكومة منذ مظاهرات الفاتح مارس الماضي. وعاودت قوات الشرطة إقامة حاجز ثاني في المدخل الرئيس لقصر الحكومة، حيث كان الطلبة يرددون “بدوي (ارحل)، كما رد الطلبة على خطاب قائد أركان الجيش الذي ألقاه أول أمس، والذي طالب فيه بالذهاب إلى انتخابات رئاسية، ورددوا شعارات مناوئة لتنظيم أية انتخابات قبل رحيل رموز نظام بوتفليقة من سدة الحكم، رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، والوزير الأول نور الدين بدوي. ورفع الطلبة شعارات “مكاش (لا توجد) انتخابات يا العصابات”، كما هتفوا ضد حزب جبهة التحرير الوطني، وطالبوا بحل الحزب واسترجاع رمزه كقاسم تاريخي مشترك بين الجزائريين. وقال الطالب بلغيث بن حوى الذي يدرس في كلية الحقوق إن “الطلبة مصرون على الاستمرار في التظاهر حتى تحقيق كامل مطالب الحراك الشعبي، واليوم نحن نخرج ككل ثلاثاء لأجل أن تفهم السلطة والجيش معا، أنه لا تراجع عن المطالب”، وتعد هذه المظاهرات الثانية للطلبة في ظرف يومين بعد مظاهرات الأحد الماضي، بمناسبة العيد الوطني للطلبة. ولم تقتصر مظاهرات الطلبة على الجزائر العاصمة، اذ نظم طلبة الجامعات في بجاية وتيزي وزو وعنابة شرق الجزائر، ووهران وتلمسان ومستغانم غرب الجزائر مسيرات طلابية مماثلة للتأكيد على مطالب الحراك الشعبي. وفي سياق استمرار الحراك الشعبي، تظاهر أمس، في عدد من المدن كتيزي وزو وبجاية والبويرة المحامون لدعم الحراك الوطني، وللمطالبة برحيل ما تبقى من رموز بوتفليقة، ورفع المحامون شعارات تشدد على رفض تنظيم الانتخابات في موعدها المقرر في الرابع جويلية المقبل، وفي ظل تواجد الوزير الأول نور الدين بدوي خاصة. وفي البويرة نظم المحامون وقفة داخل مجلس القضاء من أجل دعم الحراك الشعبي. وفي تيزي وزو، خرج المحامون في مسيرة بشوارع المدينة، حاملين شعارات تطالب بضرورة الخضوع لإرادة الشعب التي عبر عنها منذ 22 فيفري الماضي. وطالب المحامون السلطة والجيش بالاستجابة دون تأخير، لمطالب الحراك الشعبي وجموع الشعب التي تخرج كل يوم جمعة باستمرار.