اختتمت بقاعة الأطلس بالجزائر العاصمة ليلة الأربعاء فعاليات عكاظية الشعر العربي في طبعتها الرابعة في حفل فني حضره طاقم من الحكومة الجزائرية وأعضاء من السلك الدبلوماسي بالجزائر ، وقد خرج المشاركون في هذه التظاهرة الثقافية التي أصبحت تقليدا راسخا في المشهد الثقافي الجزائري بتوصيات عدة من ضمنها الدعوة إلى مواصلة العمل على أن تكون العكاظية صورة عاكسة لمكونات المشهد الشعري العربي في ثرائه وتنوعه. كما أوصت التظاهرة التي اختتمت أمس بقاعة الأطلس بحضور وزيرة الثقافة خليدة تومي ووزير الدولة عبد العزيز بلخادم ووزير النقل عمار تو وكاتب الدولة المكلف بالإتصال عز الدين ميهوبي إلى جانب أعضاء من السلك الدبلوماسي بالجزائر بالسعي الى أن تكون للمهرجان ذاكرته الحية بتوثيق وكتابة نصوصه الشعرية وإصدار نشرة تتزامن مع وقائع المهرجان وجلساته ، ورفعت العكاظية رسالة شكر الى رئيس الجمهورية قرأتها على الحضور الدكتورة سعيدة بنت خاطر الفارسي من سلطنة عمان تضمنت أسمى عبارات الشكر والامتنان لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة على رعايته لهذا الحفل الشعري العربي العميق الدلالات والأبعاد وخاصة حين كان محورها الأساسي لهذه السنة "الشعر وثقافة المقاومة "و ذكرت وزيرة الثقافة خليدة تومي في كلمة لها بمختلف التظاهرات التي نظمتها الجزائر احتفاء بالقدس عاصمة للثقافة العربية مؤكدة وقوف الجزائر حكومة وشعبا دائما مع فلسطين ظالمة أو مظلومة . ونوه سفير دولة فلسطين لدى الجزائر في كلمة له بكل النشاطات التي أقيمت في الجزائر احتفالا بالقدس عاصمة أبدية للثقافة العربية وقال إن التظاهرات الثقافية التي أقيمت في الجزائر كانت أكثر من تلك التي أقيمت في فلسطين.وقرأ عزالدين ميهوبي كاتب الدولة لدى الوزير الأول المكلف بالاتصال بعض المقاطع الشعرية تخليدا لروح القدس العربية عاصمة لفلسطين وبعد الوقوف دقيقة صمت ترحما على أرواح الطائرة الليبية المنكوبة قرأ الشاعر الليبي علي الكيلاني قصيدته الشهيرة "وين الملاييين ..الشعب العربي وين، وتداول على منصة الاختتام كل من الشعراء :منصف المزغني من تونس والشاعر الأردني عبد الله أبوبكر والشاعر الفلسطيني صالح أبو يوسف عبد القادر والشاعر عيسى لحيلح و إبراهيم صديقي من الجزائر والشاعر عبد الوليد البغدادي الليبي ومن العراق الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد.و نشط حفل اختتام العكاظية وفعاليات القدس عاصمة للثقافة العربية فرقة “أورنينا” التي قدمت عرض الإلياذة الكنعانية، وقد جسد العرض الذي نال إعجاب الجمهور حضارة أرض كنعان حيث قدمت الفرقة مشاهد ممتعة من اللوحات الفنية بحيث صورت الفرقة بطريقة فنية الجرائم الفظيعة التي ارتكبها أوشع بن نون في مدينة أريحا وعن أفول شمس الحضارة في تلك الحقبة من تاريخ أرض كنعان وعن الغدر اليهودي بمن لجأوا إليهم، وصفق الجمهور مطولا للوحات التراجيدية التي عبرت عن سقوط الحلم وتحطمه على صخرة واقع أليم . الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد يبكي أمام صور صدام حسين.. عرضت قبل حفل الاختتام صورا متلفزة للرئيس العراقي الراحل صدام حسين وللشيخ زايد وللقائد الليبي معمر القذافي، وقد شوهد الشاعر العراقي الكبير عبد الرزاق عبد الواحد وهو يبكي تأثرا بالصور التي أبرزت الرئيس صدام وهو يلقي خطاباته والمشاهد التي التقطت من مجريات محاكمة الرئيس صدام. تسمم في أوساط الشعراء وشاعر يمني ينقل على جناح السرعة إلى المستشفى اشتكى بعض الشعراء من آلام حادة في المعدة بعد تناولهم للطعام ، ومن ضمن هؤلاء شاعر يمني وشاعرة جزائرية ، فيما أكد البعض أن اختيار فندق "الشيراتون" لإقامة الشعراء لم يكن في صالحهم حيث أن المكان بعيد جدا عن الفعاليات ولم يكن بإمكان الشعراء التجول في الجزائر ، كما أن الإعلاميين أبدوا ملاحظاتهم حول سوء التنظيم بحيث لم يتمكنوا من لقاء الشعراء المشاركين في العكاظية لإجراء حوارات معهم باستثناء بعض اللقاءات المقتضية على هامش الأمسيات والندوات. شعراء يوقعون بيان احتجاج ويتساءلون: من وراء هذا المد الجارف لتشويه ثقافتنا في مهرجان عكاز !! أصدر بعض الشعراء بيان احتجاج عبروا فيه عن استيائهم من سوء التنظيم الذي طبع التظاهرة ومن تكريس نفس الأسماء في كل الطبعات ومن ضمن الشعراء الذين وقعوا البيان علي مغازي ، جيلالي نجاري ، عادل صياد ، وميلود خيزار وقد دعا هؤلاء في بيانهم إلى تأسيس لجنة وطنية خاصة لاختيار الأسماء التي تشارك في العكاظية وتساءل الموقعون على البيان :" مامعنى وجود شعراء معروفين برداءتهم ومدحيتهم للدكتاتورية والتطرف الديني المقيت ..؟ ، وأضاف هؤلاء في بيانهم :"نتابع بقلق شديد ما آل إليه الوضع الثقافي في بلادنا وتحوله إلى رزنامة النشاطات الفلكلورية البائسة والكرنفالات العشوائية التي لاتصور لها ولا أهداف أو أن لها أهدافا مبيتة ذلك أن أساليب تحضيرها وتنظيمها توحي بالغموض وتدفع إلى الريبة بوجود مؤامرات على الثقافة الجزائرية في تعددها وفي توع مرجعياتها وأشكال تجلياتها "،وتساءل الشعراء الموقعون على البيان :" مامدلول التسمية بالعكاظية أهو الحنين إلى مجالس الأنس وتجارة الحرير والأنعام والعبيد أم هو الحنين إلى مخيال شعري طللي الروح ميت الرمز ..ثم ماهذه الأخطاء التقنية والفنية الفادحة في الملصق الإشهاري للعكاظية الذي أعد بطريقة نسخ لصق" الشاعر زبير دردوخ يقاطع الشاعر المغربي ويصف قصائده بالهراء !! فاجأ الشاعر، الزبير دردوخ جمهور الأمسية الثالثة ل"عكاظية الشعر العربي عندما قاطع شاعرا مغربيا وهو يلقي قصيدته، قائلا "إن هذا هراء"، ثلاث مرّات، فوجد هذا الأخير نفسه في موقف حرج للغاية، ما جعله ينسحب قبل إكمال قصيدته. بعدها صعد دردوخ المنصّة لقراءة الشعر، غير أن الجمهور انسحب من القاعة، احتجاجا على تصرّفه، ليقرأ قصائده في غياب الجمهور الذي فضّل الانتصار للضيف ،وسارع عشرات الشعراء والإعلاميين والجمهور إلى الشاعر المغربي، مقدّمين اعتذاراتهم، ومستهجنين تصرّف الشاعر الجزائري، ومؤكّدين أنه لا يمثّل إلا شخصه. فما كان من المعني إلا تقبّل الاعتذارات مؤكّدا أنه لا يعير الأمر كثير اهتمام.