تتوقع مصادر ليبية رفيعة تزايد حدة المعارك جنوبطرابلس ومناطق أخرى بعد وصول عتاد عسكري وأسلحة نوعية لطرفي القتال. فيما أظهرت صور وفيديوهات تداولتها وسائل إعلام محلية ودولية، الآونة الأخيرة، حصول حكومة الوفاق بطرابلس على مدرعات وأسلحة أخرى وصلت عبر موانئ طرابلس ومصراته الأسبوع قبل الماضي، كشفت مصادر عسكرية مقربة من قيادة قوات اللواء المتقاعد خليفة توسيع رقعة الحرب كما أنها ستضعف قوة حكومة الوفاق بطرابلس ستكون بذات التأثير على قوة حفتر التي سيذهب شطر منها لمواجهة مصراته. المصادر قالت بأن “مدرعات روسية من طراز Bmp-2 وطائرة هيلوكوبتر حديثة يتم الإعداد لنقلها إلى غرب البلاد بعد وصولها إلى قاعة بنينا في بنغازي”. ولفتت المصادر إلى أن أبوظبي أصبحت الوسيط النشط لشراء أسلحة نوعية ومتطورة لصالح حفتر، فيما ينتظر أن يوافق الأردن أيضا على تزويد حفتر بعربات نقل جنود وصواريخ موجهة. ويدرس حفتر خططا لتأمين مواقعه الاستراتيجية الهامة شرق وجنوب البلاد قبل نقل قسم جديد من قواته على مواقع القتال جنوبطرابلس، بحسب ذات المصادر. وتضيف المصادر أن “عمليات حفتر المقبلة ستكون أكثر توسعا من خلال فتح أكثر من خط نار من بينها معارك وسط البلاد حول مدينة مصراته التي تشكل قواتها أكثر من نصف قوات حكومة الوفاق التي تقاتل ضد جيش حفتر جنوبطرابلس” لافتة إلى أن حفتر عازم على المضي في الحرب. وتعليقا على المستجدات أكد الباحث السياسي الليبي، سعيد الجواشي ما تتحدث عنه وسائل إعلام دولية حول كثافة خطوط الطيران التي فتحتها دولة الإمارات باتجاه قواعد حفتر شرق البلاد، وقال متحدثا ل”العربي الجديد” إن “الرحلات رصدتها مواقع متخصصة وأكدتها ولا أعتقد أن الإمارات المعروفة بدعم حفتر طيلة أربع سنوات لا تنقل طعاما أو دواء لتلك المطارات العسكرية بل هي بكل تأكيد تنقل أسلحة لإذكاء الحرب”. الجواشي يعتبر أن هزيمة حفتر في حربه الحالية في طرابلس “كارثة بكل المقاييس فهو يعلم جيدا أن انسحابه يعني نهايته وبالتالي فلا خيار سوى الاستمرار في الحرب” لكنه لفت إلى أن عامل استمرار المعركة لا يتوقف على الدعم العسكري وإنما على المقاتلين. وتساءل الجواشي “بعد الخسائر البشرية الكبيرة في صفوف حفتر هل سيجد من سيدعمه على الأرض”، مجيبا “هو بكل تأكيد يعول على المناطق التي ورطها في هذه الحرب ولا يمكنها التراجع كترهونة وورشفانة ومدن أخرى غرب البلاد لكن ذلك غير كاف”. ويوضح أن “كل المتابعين في الداخل والخارج يعلمون إصرار حفتر على الحرب ولكن عوامل كثيرة تتحكم فيها فمقاتلو حكومة الوفاق يقاتلون لأنها معركة وجود بالنسبة لهم لكن الطرف الآخر سيمل عندما يتأمل خسائره مع طول مدة الحرب وهنا هو الفارق “مؤكدا أنها حرب خاسرة بالنسبة لحفتر وإن طالت”. وعن الشكل المحتمل لمستقبل حرب حفتر يقول الخبير الأمني الليبي، العميد أمحمد الجبو، إن “حفتر بكل تأكيد يعول على مناطق موالية له لفتح جبهات جديدة مثلا صرمان وصبراته باتجاه الزاوية وقوات في الهلال النفطي باتجاه سرت” بهدف تحييد قوتي الزاوية ومصراته وإضعاف جبهة طرابلس. ويرى الجبو أن توسيع رقعة الحرب كما أنها ستضعف قوة حكومة الوفاق بطرابلس ستكون بذات التأثير على قوة حفتر التي سيذهب شطر منها لمواجهة مصراته وهي أكبر قوة عسكرية غرب البلاد وبالتالي بمراكز الهامة جنوبطرابلس ستبقى مهددة ولن تكفي قوات ترهونة لحمايتها سيما وأنها انهزمت مرتين في السابق أمام قوات حماية طرابلس. لكن الجواشي بالمقابل يرى أن الإعداد لمرحلة توسيع لرقعة الحرب يهدف إلى كسب موقف سياسي في الرأي العام الدولي أكثر منه لتحقيق انتصار عسكري، وقال “لا نقاش في أن المجتمع الدولي ترك الساحة لمن ينتصر وانقسم على نفسه ليرى أين تميل الكفة وبالتالي على حفتر ترجيح كفته العسكرية لكسب تأييد دولي يمكنه من مكاسب سياسية فقد بات هو وحلفاؤه مدركين أن الحسم العسكري في طرابلس مستحيل.