ينطلق عشية اليوم المهرجان الدولي لتيمقاد في دورته ال41، بعد تأجيله بسبب الحداد الذي أعلنته الجزائر بوفاة الرئيس التونسي باجي قايد السبسي يوم الخميس الماضي، والذي كان من المقرر انطلاقه سهرة أول أمس. وكشف محافظ مهرجان تيمقاد يوسف بوخنتاش في ندوة صحفية عقدها أول أمس، أن قرار تأجيل انطلاق هذه الفعاليات جاء بسبب وفاة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، وإعلان الجزائر حالة حداد لمشاركة الشعب التونسي أحزانه في مصابهم الجلل وفق ما تقتضيه التقاليد والعلاقات التاريخية التي تربط الشعبين الشقيقين، مشيرا أن ّ فعاليات المهرجان ستُجرى وفق البرنامج المسطّر، مع تغيير تاريخ العروض المبرمجة لليوم الأوّل من التظاهرة إلى يوم الفاتح من شهر أوت المقبل. وكشف يوسف بوخنتاش محافظ المهرجان الثقافي الدولي تيمقاد، عن برمجة عدد من التكريمات على هامش هذا الحدث الثقافي في دورته ال 41، إذ سيتم تكريم الفنان الراحل محمد الأوراسي أحد أعمدة الأغنية الشاوية الأصيلة، وتكريم خاص للمغنّي الرّاحل الشهير “كاتشو”، حيث يلتقي الجمهور الباتني بنجله، الأخير سيؤدّي حزمة من أغاني أبيه على خشبة تيمقاد. وأفاد يوسف بوخنتاش في ندوة صحفية نشّطها مساء الجمعة بفندق “الشيليا” في ولاية باتنة، أنّ محافظة المهرجان برمجت تكريمين آخرين يحظى بهما كلّ من المسرحي “خالد بوعلي” والفنان القدير حكيم الكاهنة. ورفع بوخنتاش السّتار عن جديد هذا الحدث الفني الذي ينتظره الباتنيون كلّ عام، إذ سيتميّز بعروض مسرحية وأخرى فلكلورية، من أجل إعادته إلى خطّه الأصيل الذي لا طالما طَبعته مثل هذه العروض، داعيا إلى مشاركة المسرح الوطني الجزائري والمسارح الجهوية بكافة أرجاء الوطن إلى في الدورات المقبلة لهذا الحدث الثقافي الهام. وأفاد المتحدّث أنّ ولاية باتنة خصّصت حافلات لنقل الباتنيين إلى مسرح تيمقاد الأثري من أجل حضور السهرات الفنية طيلة أيام التظاهرة الثقافية، مشيرا إلى أنّ محافظة المهرجان حدّدت سعر التذكرة بمبلغ رمزي قدره 400 دينار، مع امكانية اقتناء تذكرة واحدة صالحة لعائلة واحدة. وفي سؤال عن تزامن المهرجان الثقافي مع الحراك الشعبي الذي تعيشه الجزائر، قال بوخنتاش إنّه “من المستحيل أن يكون الحراك ضدّ الثقافة”، موضّحا أنّ الحراك السلمي هو ثقافة ولا يمكن أن يكون ضدّ الفنّ وكلّ ما هو راقي. للاشارة، تستمر الدورة ال41 لمهرجان تيمقاد الدولي يوم 31 جويلية الجاري، وتعرف مشاركة زهاء 28 فنانا ومسرحيا وفرقا فلكلورية، يمثلون مختلف الألوان الموسيقى الجزائرية وسيحيون السهرات الخمس للمدينة الأثرية بتيمقاد في ولاية باتنة، وحسب البرنامج المسطر من قبل محافظة المهرجان، فإن دورة 2019 ستعرف مشاركة وطنية خالصة، بصرف النظر عن الفنانين المغتربين، الذين سيؤدون ما عليهم لإسعاد الجمهور الباتني، لاسيما مع مغني الراب ريم.كا، والمغني المغترب في بريطانيا موك صايب، وسيكون الجمهور من الشباب خاصة على موعد مع نجمهم المحبوب شمسو فريكلان، الذي أينما حلّ يخلق الفارق بفضل أدائه الرائع، وأغانيه الشهيرة التي يحفظها الشباب عن ظهر قلب، وفي اللون نفسه أو قد يشبهه، يحي الفنان جميل المعروف باسم جام فنيا، من شأنه أن يلهب المسرح الروماني، خاصة بأغنيته الجديدة “خضراوي” التي أطلقها بمناسبة مشاركة المنتخب الوطني لكرة القدم في كأس إفريقيا للأمم. ومن بين الأسماء اللامعة التي ستضيء ليالي تيمقاد، مغني الراي الشاب عباس، الذي سيكون مشاركا لمحبي هذا الطابع العاطفي، وإلى جانبه المغني القبائلي المتميز علي عمران، وبنت البيت الشابة يمينة التي ينتظر منها إطراب جمهورها المحلي بأحلى الأغاني الشاوية بصوتها القوي، وفي الطبع السطايفي سيحيي خلاص إحدى سهرات المهرجان بمجموعة من أغانيه المعروفة، وفي السهرة الافتتاحية، اختار منظمو المهرجان أن تكون فلكلورية بامتياز، بمشاركة فرق تؤدي الفولكلور الركروكي، والفولكلور الشاوي وفولكلور الديوان.