يحتفل مهرجان برلين السينمائي الدولي، والذي يستمر من 20 فيفري إلى الفاتح من شهر مارس الداخل ، بمرور 70 عامًا على أول دوراته، ليواجه تحديات كبيرة ليتمكن من الحفاظ على مكانته كواحد من “الخمسة الكبار” إلى جانب مهرجان كان وفينيسيا وتورونتو وصندانس. ويتسلم المخرج الفني كارلو شاتريان، الذي يختار الأفلام، والمديرة التنفيذية مارييت ريسينبيك، التي تدير الجانب التجاري من المهرجان، دورة هذا العام من ديتر كوسليك، الذي كان يدير برلين منذ 20 عامًا تقريبًا. والتحدي الأول لمهرجان برلين هو إطلاقه في الربع الأول من العام، حيث يعترف شاتريان بأن “الربع الأول من العام ليس موسم الجوائز”، مضيفا: “نحن لسنا في موسم الخريف، حيث يتم إطلاق جميع أفلام الاستوديو”. المهرجان يأتي بعد انتهاء موسم جوائز الأوسكار، وذلك رغم أن فيلم Wes Anderson's Grand Budapest Hotel، الذي افتتح المهرجان عام 2014 حصل على 9 ترشيحات و4 جوائز أوسكار، ليكون بذلك آخر مرة تحتفي برلين حملة جوائز كبرى. أما التحدي الثاني فهو الاعتقاد لدى الكثيرين بأن المهرجان مكان سيئ لإطلاق فيلم تجاري، رغم فوز فيلم Nadav Lapid's بجائزة الدب الذهبي عام 2019، وفيلم Adina Pintilie التجريبي عام 2018، وكذلك الكوميديا الرومانسية Ildikó Enyedi's On Body and Soul، عام 2017 ولم يكن أي شخص يتوقع نجاحهم التجاري لكنه حدث. وبحسب “فارايتي” هناك القليل في تشكيلة برلين 2020 التي يمكن أن تحقق النجاح في شباك التذاكر، بينما الجزء الأكبر من البرنامج يعتمد على الأفلام الفنية والتجريبة بشكل رئيسي، مثل فيلم خافيير بارديم وإيلي فانينج وسلمي حايك Sally Potter's The Roads Not Taken. وكذلك ويليم دافو في فيلم Abel Ferrara's Siberia، وكذلك جوني ديب كمصور يكشف النقاب عن الدمار البيئي في اليابان بعد الحرب في فيلم Andrew Levitas' Minamata. والاستثناء الوحيد التجاري هذا العام هو فيلم الرسوم المتحركة الأمريكي Onward، والذي يقوم ببطولته الصوتية كريس بريت وتوم هولاند، حيث سيكون العرض العالمي الأول له في منافسات أفلام برلين هذا العام. كما يشير شاتريان إلى عرض النسخة الحية للحكاية الإيطالية الخيالية “بينوكيو” في فيلم يحمل الاسم نفسه من إخراج ماتيو كارون وبطولة روبرتو بينيني كجيبيتو، وهو الفيلم الذي حقق نجاحًا هائلاً في إيطاليا، وأرباحا تقدر ب16.5 مليون دولار، وسيكون العرض الدولي الأول له في برلين ليتم تسويقه بعدها إلى السوق الأوروبي. ولكن، وكما تقول جوليا ويبر من “جلوبال سكرين”، ذراع مبيعات مجموعة الأفلام والتلفزيون الألمانية Telepool، فحتى تنجح برلين، تحتاج إلى سوق قوي ومهرجان قوي، بدلاً من النظر إلى تشكيلة المنافسة لعام 2020، وكذلك تسليط الضوء على السينما المبتكرة والرائدة كمكان محتمل لاكتشاف المواهب الجديدة، عبر القسم الجديد الذي تم إطلاقه بعنوان Encounters. يذكر أن أكثر من 50 مندوبا صينيا وبعض المديرين التنفيذيين الدوليين ألغوا مشاركتهم بالمهرجان هذا العام بسبب فيروس “كورونا”، حيث قال رئيس الجناح الصناعي في مهرجان سوق الأفلام الأوروبية، ماتيوس ووتر نول: “إن وفدا من ممثلي الشركات الصينية الكبرى لم يتمكن من الحصول على تأشيرات السفر اللازمة بسبب تفشي الفيروس”، وهو ما يعتبر تحديا إضافيا يواجه هذه الدورة.