سجل نصر حسين داي، المنهزم الاثنين في الداربي العاصمي أمام الجار شباب بلوزداد (1-0)، ثالث انهزام له على التوالي منذ بداية مرحلة العودة من بطولة الرابطة المحترفة الاولى لكرة القدم، ليكون بذلك الفريق الوحيد الذي لم يتمكن من كسب اي نقطة في المرحلة الثانية من الموسم بعد مرور ثلاث مقابلات من انطلاقها. ويبدو ان وضعية النصرية قد ازدادت تعقدا مع مرور الجولات، خاصة بعد الفشل في تجديد العهد مع الانتصارات بالرغم من التغييرات التي عرفتها العارضة الفنية للفريق التي اسندت زمامها لعز الدين آيت جودي خلفا للمدرب لخضر عجالي المقال. ولا تزال ادارة نصر حسين داي و رئيسها محفوظ ولد زميرلي، -الذي يتعرض حاليا لانتقادات لاذعة من طرف المناصرين-، ترتقب بشغف كبير الاستفاقة المرجوة التي تمكن الفريق من العودة لسكة الانتصارات، لكن يبدو ان فترة الانتظار هذه قد طالت، لدرجة ان النادي اصبح حاليا مطالبا بتقديم مردود مثالي في بقية جولات البطولة من اجل الحفاظ على حظوظه في البقاء. ففي الوقت الذي كان فيه انصار النصرية يعولون على استفاقة فريقهم المفضل في مرحلة العودة من البطولة، ها هم اليوم يستفيقون على وقع النكسات المتتالية بعد تجرع رفاق فوزي يايا لثلاث هزائم متتالية امام كل من شبيبة القبائل بتيزي وزو (1-0) ثم السقوط المذل بملعب “20 اوت” امام الضيف اولمبي الشلف (3-0)، و أخيرا أمس الاثنين امام الغريم البلوزدادي (1-0). ومن أجل تجنب المصير المظلم الذي بات يلوح في الأفق، أصبح نصر حسين داي، الذي يحتل المركز ما قبل الاخير ب15 نقطة، مجبرا انطلاقا من المقابلة المقبلة التي سيستقبل فيها اتحاد بلعباس، على التدارك و الفوز بالزاد كاملا، باعتبار ان اي نتيجة اخرى دون الفوز ستعني الدخول في نفق مظلم سيكون الخروج منه غاية في الصعوبة. ..التخلي عن أفضل اللاعبين يثير الانتقادات وفي الوقت الذي كان فيه نصر حسين داي بحاجة لتضافر جهود الجميع من اجل الخروج بالفريق الى بر الامان، فضلت ادارة الفريق التفريط في خدمات خيرة العناصر في مرحلة التحويلات الشتوية لفائدة الاندية التونسية على وجه الخصوص. وانطلق النزيف في تشكيلة النصرية بمغادرة المدافع المركزي الواعد محمد امين توقاي، شهر ديسمبر المنصرم الى الوجهة التونسية و تحديدا لفريق الترجي الرياضي التونسي بطل افريقيا في النسختين الأخيرتين. وبعد اسابيع قليلة، جاء الدور على احسن هداف في الفريق رضوان زردوم، صاحب 5 اهداف في مرحلة الذهاب، الذي كانت وجهته هو الآخر الاراضي التونسية ضمن صفوف النجم الساحلي. ورغم صعوبة المرحلة التي يمر بها الفريق الا ان الإدارة لم تتوان في تسريح لاعب وسط الميدان دادي الحسين مواقي، للالتحاق بالنجم الساحلي كذلك، مثله مثل المدافع نوفل خاسف الذي كانت وجهته فرنسا و تحديدا نادي بوردو. وتبقى هذه الاستراتيجية المعتمدة من قبل إدارة الفريق العاصمي تثير العديد من الانتقادات خاصة من قبل المناصرين الذين لم يهضموا فكرة التفريط في خدمات خيرة العناصر في الوقت الذي يبقى فيه فريقهم المفضل بحاجة لخدمات كل لاعبيه من أجل تحقيق هدف البقاء. ويبقى عامل عدم الإستقرار على مستوى العارضة الفنية للفريق، سببا آخرا في الوضعية التي يعيشها نصر حسين داي حاليا، باعتبار ان ثلاثة مدربين تعاقبوا منذ بداية الموسم، ويتعلق الامر بكل من رزقي رمان و لخضر عجالي و المدرب الحالي آيت جودي الذي سلطت عليه الاثنين عقوبة مقابلتين بسبب “انتقاده للرسميين في وسائل اعلامية”.