إن من أصعب أنواع الرحيل هو رحيل الجيران، وأكثر لحظات الفراق ألماً هي لحظة فراق الأصدقاء. فكم هو قاس هذا الرحيل وذاك الفراق. فرحيل الموت والفراق الأبدي عن هذه الحياة لا يؤلم من سبقنا ومات، وانما يُؤلمنا نحن من لا زلنا في سجلات الأحياء. فالموت: هو الوجعُ الذي لا يُبكي صاحبه ويُبكينا. وكلما تذكرنا الراحلين من جيراننا وأصدقائنا وأحبتنا، ازددنا بُكاءً على فراقهم وألما لرحيلهم. عبد القادر العفيفي: رحيل الجار وفراق الصديق. بل لم يكن جاراً فقط، أو صديقاً فحسب، وانما كان لي جاراً وصديقاً، أخاً ورفيقاً، وعرفته ثائراً ومناضلاً وأسيراً. فلقد نشأنا وترعرعنا وتجاورنا سنوات طويلة في غزة هاشم وفي حي بني عامر خلف مدرسة الزهراء الثانوية للبنات بمنطقة الدرج شرق المدينة. هذا الحي الذي أفتخر أني نشأت وترعرعت فيه، وكبرت بين جدرانه وكبرت معي طفولتي فانخرطت في مواجهة الاحتلال مبكراً وبدأت مسيرتي الكفاحية في أزقته، وعشت أجمل وأروع سنوات عمري مع سكانه الذين أعتز بجيرتهم وأفتخر بمعرفتهم وصحبتهم دوماً وأبداً. وبالمناسبة هو ذات الحي الذي كان يقطن فيه هذان المناضلان خليل الوزير(أبو جهاد) وصلاح خلف(أبو اياد)، قبل ان يغادرا القطاع ويستشهدا في خضم النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي. عبد القادر العفيفي: عشنا معاً، وتصاحبنا طويلاً، وعملنا وعرقنا وتعبنا مع بعض جنبا الى جنب. وناضلنا وقاومنا وتقاسمنا المرارة سوياً، وتحاورنا كثيراً واختلفنا مراراً. وذات مرة جمعنا الاعتقال ومرّرنا على سجن غزة المركزي سوياً، وتجاورنا في “مسلخ التعذيب وزنازين الموت” لأيام وشهور طويلة. ومن ثم التقينا في غرف السجن وبين جدرانه وفي ساحاته لمرات عديدة. فكان نعم الرجال. ونعم الأخ والجار والصديق. ونعم المقاتل والقائد والأسير. ولد الفقيد عبد القادر عبد الرحمن العفيفي، وكنيته “أبا محمد” في الواحد والثلاثين من يوليو من عام1954 في حي بني عامر بمنطقة الدرج شرق مدينة غزة، وينحدر من عائلة مناضلة هاجرت من قرية البطاني الغربي في فلسطينالمحتلة اثر النكبة عام1948، وعانت مرارة التشريد والتهجير، وانخرط كافة أبنائها الثمانية في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي، دفاعاً عن الحق الفلسطيني وذوداً عن الكرامة العربية ولأجل استرداد الأرض وحرية الانسان. فنصفهم أبعدوا وغادروا الوطن قسراً وعاشوا في مخيمات اللجوء في لبنان والأردن وسوريا، وانخرطوا وناضلوا في صفوف الثورة الفلسطينية. ونصفهم الآخر بقىّ في الوطن يقاوم، فأُعتقِل جميعهم. وفي احدى الفترات كان أربعتهم في السجن الإسرائيلي. وخامسهم “أبا نضال” أُعتقل في عرض البحر أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام1982 حيث كان يقاوم هناك، وقضى في معتقل عتليت شمال فلسطينالمحتلة قرابة عام، وأفرج عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى عام1983. أما والدهم العجوز والمكافح رحمة الله عليه فكانت لقمته مغمسة بالعرق والمعاناة، وقد توفى عام 1985، والأم الصابرة رحمة الله عليها التي توفيت هي الأخرى عام 2002، كانت هي الوطن بأكمله. درس “أبا محمد” في طفولته في مدارس “الأونروا”، وأكمل المرحلة الاعدادية قبل أن يترك مقاعد الدراسة وينتقل الى سوق العمل لمواجهة تحديات الحياة وقسوتها، فكبر وتزوج والتحق في صفوف حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” عام1976 خلال زيارته الى العراق. ومع اندلاع شرارة انتفاضة الحجارة في الثامن من ديسمبر عام1987، كان أحد قادتها في منطقة غزة، كما وقاد احدى مجموعاتها الضاربة التي وقفت بالمرصاد لجنود الاحتلال وعملائه. اعتقلته قوات الاحتلال ادارياً بتاريخ 31حزيران/يونيو من عام 1988 لستة شهور، ولم يهدأ أو يستكين. فخرج من السجن أكثر ثباتاً وتماسكاً بالأهداف، وأكثر اصراراً على مواصلة الكفاح، تجسيداً لمقولة: السجن استراحة مقاتل. حتى عادت قوات الاحتلال وبمساعدة قوة من المستعربين واختطفته من أمام جمعية “مركز شمس” الإنسانية غرب مدينة غزة حيث كان يعمل فيها، وزجت به للمرة الثانية في سجونها وكان ذلك بتاريخ 31تشرين أول/أكتوبر عام 1989، وتعرض خلالها لصنوف مختلفة من التعذيب القاسي، الجسدي والنفسي، في أقبية التحقيق بسجن غزة المركزي، وفي ذاك القسم الذي يُطلق عليه الفلسطينيون اسم “المسلخ”، دلالة على قسوة ظروفه وشدة التعذيب فيه، ومن ثم حكمت عليه احدى المحاكم العسكرية الإسرائيلية بالسجن الفعلي المؤبد (مدى الحياة) لعدة مرات، بتهمة الانتماء لحركة “فتح” ومقاومة الاحتلال وملاحقة وقتل عملاء. لكن القدر لم يشأ للأسير عبد القادر العفيفي أن يقضي في الأسر سوى خمس سنوات متواصلة، فأُطلق سراحه في التاسع من يونيو عام 1994، ضمن الافراجات السياسية كاستحقاق لاتفاق “اوسلو” وما أعقبه من تفاهمات. خرج “أبو محمد” من السجن، أكثر صلابة وايمانا بالله وعدالة قضيته، فكان مواظباً على الصلاة وأدى فريضة الحج وحرص على النوافل من الصيام وساهم في عمل الخير وساعد الأصدقاء والفقراء ووقف الى جانب الوطن والمواطن وقضاياه الوطنية. وانخرط في العمل ضمن صفوف جهاز المخابرات العامة، وتدرج فيه الى أن أصبح مسؤولاً عن جهاز المخابرات في المنطقة الشمالية من قطاع غزة وتقاعد برتبة عميد. وخلال عمله هذا لم يخن الألم ولم يتخل عن الجار والصديق، وبقىّ وفياً للعلاقات التي تربطه بأصدقائه وجيرانه. وكثيرة هي المرات التي لجأناً فيها إليه. ولم يكن يرد سائلاً ولا يرفض لنا طلباً. وأنا وجيرانه وأصدقائه نشهد له بذلك. ومع تقدم العمر ومرور السنين تسربت الأمراض لداخله واستوطنت، وأنهكت جسده المثقل بالهموم وبما ورثه على السجون. ونظراً لظروف الحصار وتداعياته ومحدودية الامكانيات في غزة المحاصرة، بات بأمس الحاجة للسفر لتلقي العلاج. وبعد الرفض والمنع الأمني، والمماطلة والمراوغة الإسرائيلية، سمحت له سلطات الاحتلال بالسفر الى المستشفى الأهلي بمحافظة الخليل لتلقي العلاج. فسافر الى هناك في وقت متأخر من مساء الواحد والعشرين من فبراير، وفي الطريق الى مدينة الخليل والتي تقع في الضفة الغربية إلى الجنوب من القدس، مرّت سيارة الاسعاف بجانب قريته التي هُجِرّت منها عائلته، ليعود إليها ويتنسم هوائها. وبعد وصوله مدينة الخليل ودخول المستشفى بساعات معدودة لفظ أنفاسه الأخيرة بعد منتصف ذات الليلة، وكان ذلك يوم الأربعاء الموافق الثاني والعشرين من فبراير من عام 2016. وفي اليوم التالي يعود الى مسقط رأسه في غزة العزة، جثة هامدة، ليدفن فيها، ويُقام له بيت عزاء في بني عامر، الحي الذي نشأ وتربى بين أزقته وكبر وعاش فيه مع جيرانه، وحيث ما زالت أسرته وعائلته تقطن فيه. عبد القادر العفيفي “أبو محمد”. أحببناه في حياته وتألمنا كثيراً حين مماته، وبكينا يوم رحيله وحين ودعناه. وكلما تذكرناه شعرنا بخسارة كبيرة لفقدانه. وكما يقول الشاعر الفلسطيني محمود درويش: الموت لا يؤلم الموتى، الموت يؤلم الأحياء. وتبقى عائلة “العفيفي”. عائلة مناضلة نعتز بتاريخها، وأسرة مكافحة نشهد لها، وجيران أعزاء نفخر بصداقتنا معهم. ويبقى المناضل/عبد القادر العفيفي “أبا محمد” حاضراً في الذاكرة رغم الغياب، وتاريخاً محفوراً في سجلات الحركة الوطنية الأسيرة. سفراء الحرية الثمانية والثمانون بقلم: الأسير المحرر- أكرم نعيم بني عودة هؤلاء هم الوحيدون الذين حصلوا على أوسمة الحرية على مستوى التاريخ النضالي والتحرري على مستوى الشعوب والعالم … هؤلاء قضية كبرى تحمل رسالة مقدسة لكل الإنسانية أننا مناضلون من أجل أن نحيا سعداء في وطن جميل خالي من الأعداء نتوق للحياة بكل معانيها ورغم كل هذه الاسلاك الشائكة قد استطعنا بحول الله وقوته ان” نُهَّرب “حقنا بالحياة من قيد السجن والسجان … نطفة صغيرة نجحت في الخروج وانتصرت على السجان لتحمل هذه النطفة اسم بين الاحياء ، تشتعل المشاعر ويأكل الجميع الحلوى .. فهو ليس ككل الأطفال … عند قدومه يكون في وطني عنوانا للصحف ومنبرا للإعلام اما الأب فهو يكتفي بالفرح والضحك المجبول بالحزن والامل لعل القيد ينكسر … سيبقى الطفل يكبر والام ستبقى تتلوا الحكايات في كل الأمسيات عن مفاخر والده وانتصاراته وبطولاته وسيبقى الوالد يكبر مع قلمه وأوراقه في تلك الغرفة المغلقة يرسم ما يتخيله من ضحكات طفله او طفلته الصغيرة ، تَذَكر حكايتنا ليست من خيال ولا نعلم كيف يمكن ان ينتهي المشهد في ظل تزاحم ظلام الاحتلال وقهر الايام لفرحتنا وافراحنا … لا نعلم باقي الحكاية فلكل سفير او سفيرة مسيرة في الحياة لم نقف عليها ، ما نعلمه فقط انه وحيد الام ، امَّا الاب ما زال في مقابر الاحياء ولا نعلم متى اللقاء وأين سيكون اول لقاء !!؟.. لكننا ما زلنا ننتظر المزيد والمزيد من سفراء الأحرار لوطنهم ولاهلهم ولكل تراب واطلال بلدهم . رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين أوضاع الأسرى سيئة للغاية وإدارة السجون تصادر حقوقهم أكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر، أن أوضاع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي سيئة للغاية، بفعل إجراءات وقرارات إدارة السجون الساعية لمصادرة حقوقهم وإنجازاتهم التي انتزعوها خلال سنوات الأسر. وحذَّر أبو بكر في حوار مع “صحيفة فلسطين”، أمس، من أن إدارة السجون تسعى إلى مصادرة المزيد من إنجازات الأسرى بحلول مارس المقبل. وهذه الإجراءات هي استمرار لتطبيق توصيات ما تسمى “لجنة أردان” التي شكلها وزير “الأمن الداخلي” في حكومة الاحتلال غلعاد أردان، عام 2018، بهدف سلب المنجزات التي حققها الأسرى، بحسب أبو بكر. وأكد اللواء أبوبكر أن تطبيق المزيد من القرارات ضد الأسرى، سيجعل ظروفهم الحياتية والمعيشية أكثر صعوبة خلف قضبان السجون. وعدّ أبو بكر ذلك من أكبر المشاكل التي يواجهها الأسرى وتتسبب بمعاناة كبيرة لهم تتعلق بالإنجازات التي حققوها في السنين الماضية في حين تسعى إدارة السجون لمصادرتها. وأضاف: “تتوعد إدارة السجون بمزيد من القرارات بحلول مارس المقبل، من شأنها مصادرة الإنجازات التي حققها الأسرى عبر النضال والإضرابات ومعارك الأمعاء الخاوية”. ومن هذه القرارات، بحسب أبو بكر، الحيلولة دون حصول الأسرى على مياه ساخنة بمصادرة أداة يستخدمها الأسرى لتسخين المياه، ومنع الفورة، واستمرار تركيب كاميرات المراقبة عند الأسرى والأسيرات الفلسطينيات، وكذلك أجهزة التشويش، وإجراءات أخرى. إضافة إلى ذلك، فإن إدارة السجون منعت ما بين 130-140 صنفًا من المواد الغذائية الأساسية من (كنتينة) السجون، التي يحصل منها الأسرى على احتياجاتهم الأساسية، من أطعمة وأغذية، كما قررت إدارة السجون تجهيز الطعام للأسرى من خلال الأسرى الجنائيين. وأكد اللواء أبوبكر أن هذه القرارات والإجراءات الإسرائيلية “تسبب تداعيات سلبية وخطيرة على الأوضاع الصحية للأسرى”؛ ويزيد تعدادهم على 5 آلاف أسير وأسيرة، بينهم أطفال، ويقبعون في قرابة 20 سجنًا. ونبَّه إلى أن استمرار تطبيق توصيات لجنة “أردان”، سيدفع الأسرى إلى خوض إجراءات تصعيدية ضدها، للحيلولة دون مصادرة حقوقهم، مؤكدًا أهمية الدعم الجماهيري في أي خطوة نضالية يتخذونها ضد انتهاكات إدارة السجون. وعدَّ أبوبكر أن ما تنفذه إدارة السجون من انتهاكات بحق الأسرى، يدل على أن (إسرائيل) دولة أحزاب يمينية متطرفة، ويعتقدون أن معاملة الأسرى بهذه الطريقة سيلبي لقادتها السياسيين مكاسب في انتخابات “الكنيست” المقررة في مارس المقبل. وذكر أنه في انتخابات “الكنيست” السابقة، اقتحمت وحدات القمع سجن “عوفر”، وبثت مشاهد الاقتحام والاعتداء على شاشات التلفاز الإسرائيلية، وذلك قبل أسبوع من الانتخابات، مضيفًا: “لأول مرة تقريبًا يحدث ذلك، أن تعتدي قوة إسرائيلية على أسرى، ويبث الفيديو لاحقًا على الشاشات الإسرائيلية”. ولفت إلى أن حكومة الاحتلال لا تعير أي اهتمام للقرارات الدولية خاصة الصادرة عن الأممالمتحدة، ومؤسسات حقوق الإنسان، والاتفاقيات الدولية، بشأن قضية الأسرى والانتهاكات التي ترتكب بحقهم يوميًا داخل السجون. وذكر أبوبكر أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول تسويق الأسرى الفلسطينيين بأن “أياديهم ملطخة بالدماء، ويحصلون على رواتب، ووردت إلينا استفسارات من جهات دولية، أن من يقتل من الإسرائيليين أكثر يحصل على راتب أعلى! وكنا نرد أن هؤلاء مناضلين، وهذا الراتب لذويهم حتى يعيشوا منه”. وتابع: “خلال زياراتنا لدول أوروبا، نحاول أن نقنع العالم بعدالة قضية الأسرى ونضالهم من أجل الحرية والاستقلال”. وعدَّ أن مصادرة دولة الاحتلال رواتب الأسرى وخصمها من مقاصة السلطة الفلسطينية، كان ضمن تداعيات “صفقة ترامب” التي اعتبرت فيما بعد القدسالمحتلة عاصمة لدولة الاحتلال، بحسب مزاعم مؤلفها رئيس الإدارة الأمريكية دونالد ترامب. وأكمل: “كان الأسرى جزءًا من الصفقة، بقطع رواتبهم باعتبار أنهم (إرهابيون)، وقضية هؤلاء ليست أموال رواتب بقدر ما كان الهدف من ذلك تجريم نضالات شعبنا لعشرات السنين الماضية”، عادًا أن استهداف الأسرى يعني استهداف الشعب الفلسطيني بأكمله. وعلى صعيد إمكانية أن تثمر ضغوط أهالي جنود الاحتلال المفقودين بغزة، في التأثير على رئيس حكومة الاحتلال المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، قال اللواء أبوبكر “إن حكومة نتنياهو تتنكر لعائلات هؤلاء الجنود، وتعدُّهم أمواتًا حتى اللحظة، في وقت تحتجز فيه (إسرائيل) جثامين شهداء فلسطينيين، من مناطق متفرقة من الأراضي المحتلة، وذلك في “مقابر الأرقام” أو في ثلاجات الموتى. وعدَّ أن في ذلك مسعى إسرائيلي لمعاقبة أهالي الشهداء الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن مئات جثامين الشهداء ما زالت محتجزة لدى الاحتلال منذ عشرات السنين، حتى قبل أن تأسر المقاومة جنود من جيش الاحتلال خلال العدوان العسكري الموسع على غزة، صيف 2014. مدير مركز الأسرى للدراسات والأبحاث الاسرائيلية الدكتور رأفت حمدونة الاعدامات والتنكيل بالجثث واحتجازها سياسة اسرائيلية ممنهجة في غزة والضفة أكد مدير مركز الأسرى للدراسات والأبحاث الاسرائيلية الدكتور رأفت حمدونة اليوم أن سياسة الاعدام بحق الفلسطينيين زادت وتيرتها في الفترة الأخيرة بتغطية من الحكومة الاسرائيلية وجهاز الأمن “الشاباك” والجيش الاسرائيلي ، والتى منحت جيش الاحتلال والمستوطنين باطلاق قذائف المدفعية بالقرب من السياج في قطاع غزة وإطلاق النار بلا مبرر على الفلسطينيين في الضفة الغربية بلا مبرر وبحجج الاشتباه . وأضاف د. حمدونة أن ما قام به الجيش الاسرائيلى باعدام الشاب الفلسطينى والتنكيل بجثته بطريقة وحشية واستفزازية في شرقي بلدة عبسان الجديدة شرقي خانيونس جنوبي قطاع غزة يأتى في سياق سياسة الاعدام والاستهتار بحياة المواطنين الفلسطينيين التى جاءت في أعقاب الضوء الأخضر الذى منحته الحكومة الاسرائيلية وقيادات الأحزاب اليمينية المتطرفة بحجة الأمن ، وفى إطار قرار وزير الحرب نفتالي بينيت باحتجاز جثامين الشهداء لاستخدامهم كورقة ضغط ومساومة في أي صفقة تبادل قادمة . وقال د. حمدونة أن دولة الاحتلال الاسرائيلى تقوم بالاعدامات الميدانية للفلسطينيين بطريقة منظمة ومنهجية ، وليست عفوية أو بقرارات ميدانية تحت دواعى أمنية ، مبيناً أن دولة الاحتلال قامت بعشرات الاعدامات على المتظاهرين في مسيرات العودة السلمية في قطاع غزة ، وخلال انتفاضة القدس على يد الجيش الاسرائيلى للشعب الفلسطينى ورعت اعدامات المستوطنين باطلاق عنانهم وعدم ملاحقتهم وعدم اعتقالهم بل بحمايتهم . وبين أن هنالك شواهد كثيرة على هذه السياسة كإعدام الشاب فادي علون (19 عاماً) في حي المصرارة قرب البلدة القديمة بالقدس المحلتة، وكما حدث مع الشهيد ضياء عبد الحليم التلاحمه 23 عام من قرية خرسا جنوب الخليل بالضفة الغربية برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر 22-9-2015، وتركه ينزف لأربع ساعات متتالية في المكان حتى استشهد ، الأمر الذى حدث أيضاً فى 31/7/2015 فى جريمة قرية دوما جنوب نابلس ، والتي أدت إلى استشهاد الرضيع علي دوابشة ووالده ووالدته حرقا، وعملية قتل هديل الهشلمون (18 سنة) بدم بارد من جانب جندي إسرائيلي وسط المدينة في 22 /9/2015، وكما حدث سابقاً مع الشهيد الطفل محمد أبو خضير من حي شعفاط بالقدس الذى خطف وعذب وأحرق وهو على قيد الحياة على أيدي مستوطنين متطرفين فى الثانى من تموز/ يوليو 2014 ، والذى عثر على جثته في أحراش دير ياسين. وأضاف حمدونة أن دولة الاحتلال ارتكبت عمليات اعدام فردية وجماعية بحق الفلسطينيين ، موضحاً أن القوات الخاصة من جيش الاحتلال أعدمت الأسير المحرر فلاح أبو ماريا (52 عاماً) في منزله ببلدة بيت أمر بالخليل بثلاث رصاصات أدت إلى استشهاده، واصابة ابنه محمد (21 عاماً) برصاصة في القدم فى 23/7/2015 ، وأعدمت عمداً عدداً من الشخصيات كالأسير الشهيد معتز حجازى 32 عاما برصاص قوات الاحتلال الخاصة بعد اقتحام منزله في حي الثوري ببلدة سلوان في 30 /10 / 2014 بعد أن اطلقت النيران من رشاشاتها أثناء محاصرته على سطح منزله، وبعد تأكد القوات بإصابته وعدم قدرته على الحركة اقتحمت المنزل وسطح البناية وألقت عليه “الالواح الشمسية لتسخين المياه”، وتركته ينزف دون تقديم العلاج اللازم له وفى 19/12/2013 قامت باعدام الشاب نافع جميل السعدي (21 عامًا) بدمٍ بارد بعد اعتقاله مع ابن عمه وهما ينزفان دمًا جراء إصابتهما برصاص القوات الخاصة فى جنين ، واعدام الشاب صالح ياسين (24 عاماً) بنيران قوات الاحتلال في مدينة قليقليلة فى ذات الليلة ، وقامت فى 17/9/2013 باعتقال اسلام حسام سعيد الطوباسي 22 عاما حياً ، ثم تم استشهاده بظروف غامضة بعد اصابته جراء اقتحام وحدات خاصة اسرائيلية بمداهمة منزله وتفجير أبوابه بمخيم جنين شمال الضفة الغربية. وأضاف أن الاحتلال ارتكب جريمة اعدام فى مخيم قلنديا حينما قامت القوات الخاصة الإسرائيلية بلباسها المدني باطلاق 3 رصاصات على رأس وصدر جحجوح بشكل مباشر، كما أطلقت 4 رصاصات على ذات المنطقة للشهيد العبد، وأطلقت 3 رصاصات على صدر ورأس جهاد أصلان فى 26/8/2013. وأضاف حمدونة أن القوات الخاصة والجيش كرر مراراً وتكراراً إعدامات مشابهة أثناء الاعتقال وفى داخل السجون ( ما قبل الحكومة الحالية ) كما حدث مع الأشقر والشوا والسمودي ، وفي 12 نيسان 1984 مع منفذى حافلة 300 بنية مبادلة أسرى وقد قامت القوات الخاصة بقتل جمال قبلان (18 عاماً)، من قرية عبسان، ومحمد أبو بركة (18 عاما)، من بني سهيلة ، وتم اعتقال الاثنين الآخرين أحياء ومن ثم تم إعدامهما بدمٍ بارد، وهما صبحي أبو جامع (18 عاما)، من بني سهيلة ومجدي أبو جامع (18 عاما)، من بني سهيلة . دماء الشهداء محمد الناعم وكوري وملكة وعامر وعزام ستكون لعنة تلاحق سائق الجرافة وكل مجرمي الحرب الإسرائيليين أكد نشأت الوحيدي الناطق باسم مفوضية الشهداء والأسرى والجرحى بالهيئة القيادية العليا لحركة فتح في قطاع غزة وممثل حركة فتح في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية أن دماء الشهداء محمد علي الناعم وراشيل كوري وإيهاب ملكة وإيهاب عامر ووليد عزام سوف تكون لعنة تلاحق سائق الجرافة الإسرائيلية الذي قام صباح أمس الأحد الموافق 23 / 2 / 2020 بسحل الشهيد محمد علي الناعم في منطقة شرق خان يونس والتمثيل بجثمانه الطاهر في انتهاك فاضح لحرمة الموتى وحقوق الإنسان وأمام العالم بأسره . وقال الوحيدي أن قاتل المناضلة الحقوقية والناشطة الأمريكية الاجتماعية الأمريكية الجنسية راشيل كوري خلال الاجتياح العدواني الإسرائيلي لمحافظة رفح في جنوب قطاع غزة في 16 / 3 / 2003 هو نفس سائق الجرافة الحربية الإسرائيلية الذي قام بدفن الجرحى إيهاب محمد سعيد عبد الكريم ملكة ووليد خالد عزام وكلاهما من حي الزيتون في شرق غزة وإيهاب محمد عامر من خان يونس ودفنهم بواسطة الجرافة بدم بارد وهم أحياء في غرب عمارة دولة بمسافة 100 متر خلال الاجتياح الإسرائيلي العدواني الهمجي لحي الزيتون في 11 / 5 / 2004 . واعتبر نشأت الوحيدي الناطق باسم مفوضية الشهداء والأسرى والجرحى بالهيئة القيادية العليا لحركة فتح في قطاع غزة وممثل حركة فتح في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية أن قيام الاحتلال الإسرائيلي بقتل واختطاف جثمان الشهيد محمد علي الناعم بواسطة الجرافة الحربية والتمثيل بجثمان الشهيد على مرأى العالم بأسره جريمة حرب عنصرية إسرائيلية بامتياز تستوجب قيام المجتمع الدولي ومحكمة الجنايات الدولية بملاحقة واعتقال مجرمي الحرب الإسرائيلي ومحاكمتهم . وأضاف أن إسرائيل هي دولة احتلال وإرهاب تتفنن في صناعة الموت بكافة الوسائل والأساليب وأنها تاريخيا تتعامل مع الفلسطينيين وفقا للقانون الدموي أن الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت في حين تقتل وتختطف وتحرق وتدفن الأحياء الفلسطينيين بدم بارد وتعاقب الإنسان بعد موته باحتجاز الجثمان في سياسة مبرمجة وممنهجة لإبادة الجسد العربي الفلسطيني والتاريخي وبضوء أخضر من النخبة الحاكمة في دولة الاحتلال الإسرائيلي من مناحيم بيجن وعوفاديا يوسف وباراك ورفائيل إيتان وصولا إلى ليبرمان ونتانياهو وبينيت وبن كاسبيت وميري ريغيف وإيليت شاكيت التي وصفت الأطفال الفلسطينيين بالثعابين الصغيرة في دعوة صريحة للقتل . وطالب نشأت الوحيدي الناطق باسم مفوضية الشهداء والأسرى والجرحى بالهيئة القيادية العليا لحركة فتح في قطاع غزة وممثل حركة فتح في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية المجتمع الدولي والإنساني ومحكمة الجنايات الدولية بالشروع في ملاحقة سائق الجرافة الذي مثل بجثمان الشهيد محمد الناعم والذي قتل الناشطة المناضلة راشيل كوري وسائق الجرافة الذي دفن الجرحى الفلسطينيين وهم أحياء ومحاكمة قادة الاحتلال من مجرمي الحرب الإسرائيليين .