ليس من باب التشاؤم..أو فقدان الأمل..ولكنها رسماً للواقع الفلسطيني والعربي والعالمي الذي نعتاش، ومحاولة جديدة لدق جدار الخزان، وإسشعارا للخطر الذي يداهم بل ويتعاظم تجاه كافة مكونات قضايانا الوطنية والقومية بفعل سياسات الإحتلال ومن يسانده. فإذا بدأنا بالأسرى فالعيد يطل عليهم هذا العام وقد إشتدت الهجمة وسياسات السجان الإسرائيلي تجاههم، تارة بسلوكيات وممارسات داخل الأسر، وتارة أخرى خارجه كان أخرها المحاولة الجديدة القديمة بتجريم نضالهم وتهديد البنوك لمنع تلقي رواتب ذويهم والتي تصرف لهم من قبل السلطة الوطنية حيث يحاولوا أن يعتاشوا من خلالها في ظل غياب رب الأسرة، ورغم ذلك فالأسرى وذويهم في هذا العيد مازالوا يترقبون بشغف كبير صفقة تبادل جديدة كثر الحديث عنها في الأونة الأخيرة. يهل علينا عيد الفطر ولم تمر سوى أيام قليلة لإحيائنا ذكرى النكبة الثانية والسبعون..وحال شعبنا الفلسطيني وقضيته لا يسر عدوا أو صديق، فالإنقسام وتداعياته مازال جاثما وبقوة على صدر شعبنا يكتم أنفاسه ويزيد من معاناته وألامه دون أن نستشعر أفقا لإنهاؤه، وسياسة الضم للأغوار والمستوطنات المقامة على الأرض الفلسطينية يلوح في الأفق، وبغطاء ودعم أمريكي واضح، وتهويد المقدسات والقدس مستمر أيضا وبوتيرة كبيرة. بأي حال يعود إلينا العيد هذا العام وأصبح أسمى أماني الكثير من شبابنا الفلسطيني وتحديدا هنا في قطاع غزة الهجرة من الوطن بعكس ما كانوا يحلموا به سابقا من عيشة كريمة أمنة، وبالمقابل فمهجرينا في مشارق الأرض ومغاربها ليسوا بأفضل حال حيث سيف الإقصاء من أعمالهم وتهجيرهم بات يقترب كثيرا من رقابهم دون أن يعلموا إلى أين ستكون وجهتهم القادمة بالهجرة، وأي دولة تلك التي سترضى بإستقبالهم. يطل علينا عيد الفطر ولم تكد تخلو دولة عربية من القلاقل والإنقسامات والحروب الأهلية والتدخلات الخارجية، حيث زهقت في هذه البؤر عشرات الألاف من الأرواح في سوريا واليمن وليبيا ومصر ولبنان…دون أي وازع أو رادع ديني أو إنساني، ومازالت الدماء تنزف… أتي عيد الفطر هذا العام مختلفا ليس على وشعبنا وأمتنا وحسب بل وعلى العالم بأسره حيث مازال الخبراء والباحثين من كل حدب وصوب يوصلون الليل بالنهار باحثين عن لقاحاً لفايروس كورونا، والذي إجتاح الكرة الأرضية وألقى بظلاله على كل بقعة فيها، حاصدا الأرواح وحاجرا عشرات الملايين من الأسر داخل منازلهم، ومغلق المدارس والجامعات والمساجد والكنائس والمصانع وشالا حركة المواصلات والمطارات، والإقتصاد العالمي بكافة مكوناته. عيد..لا نريدك بما مضى..ولكننا نريدك لأمرا فيك تجديد. عيد نريدك أن تطل على أسرانا وشعبنا وأمتنا العربية وعلى كل العالم في المرة القادمة بأفضل حال..وبأمن..وسلام.