الأسيرة والأم الفلسطينية قامة شامخة ورأس مرفوع الإعلامية وفاء بهاني عامٌ جديدٌ من أعوام الظلم والحرمان يمر على الأمهات الأسيرات في سجون الاحتلال الاسرائيلي، هذا الاحتلال الذي لا يعرف الإنسانية ولا يطبق القوانين الدولية، ولا يملك أدنى حدٍ من القيم والأخلاق، إذ لا تتمالك الأمهات الأسيرات الفلسطينيات أنفسهن في سجون الاحتلال في كل اللحظات والأوقات التي يتذكرن أجمل ما فيها مع عائلاتهن قبل اعتقالهن، سواء كن أمهات أو بنات أو أبناء لأمهات ينتظرن الإفراج عنهن من غياهب سجون الاحتلال لحظة بلحظة. الأم الأسيرة التي هي الجرح الغائر في جسد الأمة كلها، فهي تقبع هناك وحيدة في عالم موحش يحكمه الجلادون، وتعانى فيه أقسى أنواع الحياة، وهي محرومة من أبسط الحقوق التي نصت عليها الشرائع السماوية والقوانين الأرضية، والعدو العديم الإنسانية الفقير إلى القيم والأخلاق يعاملها بأسوأ ما محتلٌ غريمه. فهي تعيش مرارة السجن ومرارة الحرمان من الأبناء والأهل، وتعاني جسدياً ونفسياً، فحياة الأسيرات داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية مليئة بالمضايقات والاستفزازات، والحرمان حتى من الزيارة والعلاج والتعليم وكثيرٍ من الحقوق الإنسانية الأولية التي هي حق طبيعي لكل معتقلٍ. إن سبعاً وأربعين أسيرة فلسطينية لا زلن يقبعن في سجون الاحتلال، بينهن سبعة عشر أماً يُحرمن من عناق أطفالهن، ويتعرّضن لمختلف أشكال الضغط والتعذيب والإجراءات التعسفية المشدّدة، سواء من حيث الإهمال الطبي أو سياسة اقتحام غرفهن وفرض العقوبات عليهن، مما جعلهن يعشن ظروفاً حياتية واعتقالية صعبة وقاسية للغاية، علماً أن أعدادهن في السجون الإسرائيلية تزداد ولا تنقص، وتشمل كل المناطق الفلسطينية ومختلف الفئات العمرية، ففي السجون والمعتقلات الإسرائيلية توجد الطفلة القاصرة، والمرأة العجوز والشابة الناضجة والصبية الفتية، وفيهن المريضات والجريحات. تحرم سلطات الاحتلال “الإسرائيلي” بعض المعتقلات من زيارة عائلاتهنّ، فيما تضيّق على الأخريات، كما وتحرم الأسيرات الأمّهات من الزيارات المفتوحة ومن تمكينهنّ من احتضان أبنائهن، إضافة إلى منع التواصل الهاتفي معهم، حيث يوجد في السجون الإسرائيلية أمهاتٌ معتقلاتٌ وأبنائهن، إلا أنهن يحرمن من حق رؤيتهم أو الاتصال بهم، رغم أنهم قد يكونوا جميعاً في سجنٍ واحدٍ. يلجأ المحققون إلى الضغط على الأسيرات الأمهات من خلال أبنائهن، حيث يتم تهديدهن باعتقال الأبناء أو إيذائهم، أو ترهيب الأم من أن بقائها في الأسر سوف يبقي أبنائها وحيدين بالخارج، كما ويتم مقايضة الأسيرات الأمهات بأبنائهن مقابل التعاون مع الاحتلال، وهذه الأساليب هي نوع من أنواع التعذيب النفسي التي يمارسها المحقق بحق الأسيرات الأمهات، وهي أساليب ووسائل محرّمة وفقاً للمواثيق الدولية. سلطات الاحتلال الإسرائيلي لا تتورع عن أي جريمةٍ ضد المرأة الفلسطينية الأسيرة، فهناك من اغتصبت ابنتها أمام عينيها عندما رفضت الإدلاء بأي حديث لضباط المخابرات خلال التحقيق، وأخرى حرمت من أبنائها لمدة عام لتكتشف أنهم وضعوا في ملاجئ للأيتام، وأخرى ترغم على وضع مولودها وهي مقيدة اليدين والرجلين، وهناك أسيرة هُددت بتهديم بيت عائلتها، لكن والدتها طلبت منها أن لا تعترف في الوقت الذي كانت جرافة التهديم تقف أمام باب البيت. رغم المعاناة الشديدة تظل الأسيرة والأم الفلسطينية عموماً صامدة متمسكة بموقفها، لتعطي مثالاً في الصبر والصمود والأمل الموجود داخل قلب كل أسير فلسطيني، بفعل البعد الإيماني والديني العميق والراسخ بقضيته العادلة. الأم الفلسطينية تحرص على إطلاق الزغاريد عندما تزور ابنها في السجن حتى ترفع معنوياته وتعطيه القوة والصبر، وتنجح في أن تحرم السجان الإسرائيلي من رؤية دموعها ودموع ولدها الأسير، وهذه هي المقاومة وقمة النضال. عندما نتحدث عن الام الفلسطينية، فلا بد أن نذكر بفخرٍ واعتزازٍ دورها في الجهاد والنضال المستمر منذ بداية الصراع . فهي أم الشهيد وأم الاسير وأم المطارد وأم المبعد، وهي أم الشهيدة والأسيرة وأم الوطن والأرض والقضية، هي فلسطين كل فلسطين. تستقبل الأم الفلسطينية هذا اليوم بمرارة وحزن فهو يأخذ في حياتها شكلاً آخر، يترجم لحظات الألم التي تعيشها جراء فقدان الزوج أو الابن أو الأخ، فبدل التوجه إلى الاحتفال، فان أمهات فلسطين في هذا اليوم يتوجهن إلى المقابر، ومنهن من ينتظرن جثامين أبناءهن ليخرجوا من مقابر الأرقام لدى سجون الاحتلال، وإلى السجون أو إلى هواتف صماء خالية من المشاعر والأحاسيس ليتلمسن أحوال أبناءهن المبعدين، وكل منهن تقاوم حزنها، كون أن ابنها شهيداً أو جريحاً او مبعداً أو أسيراً يتحدى السجان بقوة إرادته. إلا أن مناسبة عيد الأم التي تُحرم منها عشرات الأسيرات في سجون الاحتلال تحمل لحظات حزن مضاعفة، تزيد في ألمها وتضاعف حزنها، إلا أن كل أسيرةٍ منهن تنتقي بنفسها طريقتها الخاصة في التعبير عن حزنها وألمها ومعاناتها وآمالها وأمنياتها. نعم … تواجه الأم الفلسطينية تحدّيات كثيرة تستنزف حياتها وتقضي على عمرها، ومن أبرز التحديات التي تواجهها، الاحتلال الإسرائيلي الغاشم وتبعاته، إلا أن الاحتلال البغيض بقساوته وظلمه قد صقلها وجعل منها ماسة فريدة، تخوض ميادين الكفاح، وتسدّ ثغرات الوطن، لاسترداد حقوق شعبها المنكوب، وتحقيق حلم العودة والتحرير. يعجّ السجل الفلسطيني بأسماء أمهات فلسطينيات تركن بصماتٍ واضحةٍ في الوعي الشعبي الفلسطيني، بدءاً من الأمّهات المهجّرات اللواتي شهدن النكبة الفلسطينية وعشن آثارها، وشكّلن أعمدة الحياة والبقاء الفلسطيني في خيام اللاجئين، وصولاً إلى الأمهات المقاتلات المناضلات والأسيرات والشهيدات، والجريحات والمبعدات وكثير غيرهن. لقد سجّل التاريخ أسماء نجوم فلسطينية كان لهن أثراً عظيماً في قهر القهر، فكن منابع عطاء، ورفعن اسم فلسطين عالياً، فكان للأم الفلسطينية الأثر العظيم في كل المفاصل التاريخية للحركة الوطنية الفلسطينية، فكان حضورها في كافة ثورات الشعب الفلسطيني وانتفاضاته باهراً، فقد اندفعت إلى مقدّمة صفوف المقاومين وقاومت أعداء الحياة بروحها، وتقطّعت سياط الجلاّد على جسدها، وكانت سياجاً اجتماعياً واقتصادياً غذّى استمرار الصمود والمقاومة الشعبية. الأم الفلسطينية صابرة مجاهدةٌ، تحمل في قلبها وعلى كاهلها جبالاً من المعاناة والقهر، ولكنها لا تيأس ولا تستسلم، ولا تتذمر ولا ترفع الراية البيضاء، بل تمضي قدماً في أداء رسالتها الانسانية والاخلاقية، فأم الشهيد وأم الأسير التي لا تلبس السواد، ولا تنزوي في ثياب الحداد، بل تذرف دمعتين ووردة، وتحمل الراية وترفع البندقية، وتعلي الزغرودة، وتحدو الركب وتتقدم المسيرة، تلك هي أجمل الأمهات، فألف تحية لك أمي الفلسطينية، وكل عامٍ وأنت بخيرٍ، عزيزةً كريمةً، حرةً أبيةً مرفوعة الرأس موفورة الكرامة، وغداً بإذن الله سنلتقي معاً، نحيي يومك ونحتفل بعيدك في سوح فلسطين ورباها، وفي قراها وبلداتها، وفي قدسها وأقصاها. عبد الناصر فروانة نخشى استخدام الاحتلال ل “كورونا” كذريعة لمعاقبة الأسرى والتضييق عليهم تقرير: غزة بوست قال عبد الناصر فروانة، رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ترفض حتى اللحظة، عدد من الطلبات التي تقدمت بها جهات حقوقية ودولية، لإرسال وفدٍ طبي دولي وبمشاركة فلسطينية، للاطلاع عن كثب على أوضاع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، في ضوء انتشار وباء كورونا على نطاق عالمي، وسط مخاوف من إصابة أسرى في سجون الاحتلال بالفيروس. وأشار فروانة في حديث خاص لموقع “غزة بوست” الإخباري، إلى أنه رغم التنسيق الطبي بين السلطة الفلسطينية والاحتلال في ملف الأسرى الفلسطينيين، إلا أن الأخير يرفض وضع الجانب الفلسطيني في صورة الإجراءات التي يتبعها في الفحوص التي يجريها لأسرى مشتبه بإصابتهم بالفيروس، عدا عن منعه لأي طرف فلسطيني من المشاركة في إجراء الفحوص. وأوضح فروانة، إن الاحتلال ورغم إجراءاته التضيقيية في هذه الأوقات مثل سحب مواد التعقيم والتنظيف من مقاصف السجون، كذلك رفض طلباً لهيئة شؤون الأسرى واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بإدخال مواد تعقيم وتنظيف بالتزامن مع حاجة الأسرى الماسة لها، لاتباع إجراءات السلامة والوقاية من الفيروس شديد العدوى، لافتاً إلى أن الاحتلال يتذرع بذرائع واهية، مثل أن “إدخال مادة الكلور المعمقة تشكل خطراً على الأمن داخل السجون”. وأفاد فروانة، أن ما يرد من خلو سجون الاحتلال من الإصابات بالفيروس وعدم وجود إصابات مؤكدة بين الأسرى كلها تأتي من قبل إدارة السجون ووزارة الصحة الاسرائيلية وهي مصادر مشكك بروايتها بكل الأحوال، مشيراً إلى أن الحاجة ماسة وضرورية إلى طرف محايد للتدخل، في الوقت الذي لا يوجد حصانة على الأسرى من هذا الفيروس. وأوضح فروانة، أن سلطات الاحتلال لم تتخذ أي تدابير للوقاية وتجنب انتشار الفيروس في صفوف الأسرى، فهي لم تقدم على معالجة الازدحام داخل السجون، ولم تضع أي سبل لمنع الاحتكاك بالسجناء الجنائيين، كما لم توفر كمامات أو مواد تعقيم وتنظيف، كما لم تحدث أي تغيير إيجابي في النظام الغذائي للأسرى. وذكر فروانة، أن المواد التي قام الاحتلال بسحبها من مقاصف السجون، هي أصلاً مواد يشتريها الأسرى الفلسطينيين على نفقتهم الخاصة، ولم يقم الاحتلال بأي وقت من الأوقات بتوفيرها. وقال فروانة إن الاحتلال فقط قام بمنع زيارات ذوي الأسرى والمحامين، وهذا هو الإجراء الوحيد الذي اتخذه في ضوء تطورات انتشار وباء كورونا. وأشار فروانة إلى أن المعطيات الموجودة حالياً عن واقع الأسرى في سجون الاحتلال يؤكد استمرار سلطات الاحتلال بالاستهتار بحياة وصحة الأسرى الفلسطينيين، في مخالفة واضحة لمعايير القوانين والمواثيق الدولية. وأضاف فروانة أن حالة من القلق بين الأسرى وذويهم تسود، عقب وقف إسرائيل للزيارات وقطعت الأوصال بين الأسرى وذويهم، كما خلقت حالة توتر بين الطرفين. وجدد المطالبة بضرورة تدخل الصليب الأحمر لإيجاد وسائل اتصال عبر الهاتف او الكترونية للسماح للتواصل والاتصال بذويهم، موضحاً أن الأمر بات ضرورة ومطلباً انسانياً في ظل الخطر الحقيقي الذي يتهدد حياة الأسرى. وطالب فروانة، خلال حديثه لمراسل موقع “غزة بوست” الإخباري، المؤسسات الحقوقية والدولية، بالضغط على الاحتلال لالزامه باحترام المعايير الدولية في مثل هذه الظروف وتوفير كل الإجراءات الوقائية لحماية والحفاظ على سلامة وحياة الأسرى داخل السجون. وبين فروانة أن التحركات على أرض الواقع غير موازية لحجم الخطورة التي تهدد حياة الأسرى وقال: “علينا أن نتحرك بشكل أكبر، فالمسؤولية جماعية وتقع على الجميع، مؤسسات رسمية وقوى اجتماعية وفصائلية”.ودعا فروانة للضغط على سلطات الاحتلال من أجل الافراج الفوري عن الأسرى أصحاب الأمراض المزمنة والأطفال والسيدات وكبار السن، مشيراً إلى أن تلك من القضايا الملحة، وهي الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، عدا عن الأسرى الإداريين الذين يقبعون في سجون الاحتلال دون تهمة ودون محاكمة. ولفت فروانة في ختام حديثه لموقع “غزة بوست” الإخباري، إلى أن الأوضاع الصحية المتردية لدى الأسرى في سجون الاحتلال سابقة على أزمة وباء كورونا، حيث الإهمال المتعمد من قبل إدارة السجون، وهذا ما أدى لارتفاع أعداد الأسرى المرضى واستشهاد 5 أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال في العام الماضي. يذكر أن نحو 5000 أسير يقبعون في سجون الاحتلال بينهم 180 طفل و43 اسيرة و430 معتقل اداري، عدا عن 700 أسير مريض بحاجة لتدخل علاجي بينهم من يعاني من أمراض خطيرة ومزمنة كالسرطان والقلب والفشل الكلوي والشلل والضغط والسكري وهؤلاء أكثر المعرضين للإصابة بالفيروس. كورونا لا يعرف حدوداً ولا حواجز … بقلم الكاتبة الفلسطينية : تمارا حداد لم يتوقف الحديث عن الكورونا ولو لمدة دقيقية واحدة، فحديث الوقت الراهن فقط عن الكورونا واعداد الوفيات واعداد الذين خرجوا من الازمة بسلام، واهم الاجراءات الاحترازية والوقائية، واهم المسببات وتداعياته حول العالم سواء من النواحية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. ولم يتوقف فيروس “كورونا” عند حد من هم خارج السجون بل تخطى من هم داخل السجون، ولكن السؤال الاهم كيف اذا وصل الفيروس الى المعتقلات الاسرائيلية واصاب 5 الاف اسير فلسطيني؟ ان مخاطر فيروس كورونا في الخارج شديد البأس ولكن اذا وصل داخل السجون الاسرائيلية فسوف يكون شديد الوطأة على حياة 5 الاف اسير فلسطيني داخل السجون الاسرائيلية وذلك لان فيروس ” كورونا ” سريع الانتشار وبالتحديد في المعتقلات والتي هي بشكل عام غير مؤهلة صحياً ولا تصلح للعيش الادمي. عند وصول فيروس ” كورونا ” فهذا يعني استشهاد الاسرى الفلسطينيين وبالتحديد ان داخل السجون لا يتوفر العلاج اللازم، فبدون كورونا كان العلاج لجميع الامراض سواء النفسية او الامراض الجسدية والسرطانات وغيرها لا تُعالج الا بعلاج المسكنات فقط، فكيف اذا اصاب الاسرى فيروس “كورونا”، فان المعتقلات ستكون مدافن لهم وبالتحديد ان هناك نقصاً في اجهزة التنفس الاصطناعي والذي يُعتبر اهم جهاز لتفادي نقص الاوكسجين من جراء الالتهابات الرؤية الحادة والتي يُسببها فيروس” كورونا”. هذا الامر يدق ناقوس الخطر لانقاذ حياة الاسرى الفلسطينيين داخل المعتقلات وهذا الامر بحاجة الى سياسة اعمق واقوى ورؤية ممنهجة للضغط على الاحتلال قبل فوات الاوان وتفشي الفيروس الذي هو خطر على حياة الاسرى، ولن يكتفي الامر بنقل العدوى لنفس الاسرى الفلسطينيين بل سيتعدى الامر الى من يعتقل الاسرى من ضباط وحراس السجون الاسرائيلية. هذا الامر بحاجة الى حل عاجل من الصليب الاحمر بان يتحمل مسؤوليته امام الوباء العالمي تجاه الاسرى وبالتحديد الاسرى المرضى الذين يعانون من الامراض التنفسية والتهابات القصبة الهوائية. ان فيروس ” كورونا” لا يعرف حدوداً ولا حواجز حيث وصل العالم اجمع ولم يقف عند حد معين فوصوله الى السجون الاسرائيلية ما هو الا مسالة وقت، واسرائيل بشكل عام تعاني من انتشار الفيروس والذي سيصل بلا محالة الى السجون داخل اسرائيل. قضية الاسرى يجب ان تخرج الى حيز التضامن الفعلي والنظر الى هذا القضية الانسانية بعين الرحمة والرافة من منظور انهم بحاجة الى انقاذ من خلال الاطر الاعلامية والدولية والقانونية، ففيروس كورونا عندما يصل سيقضي على 5 الاف اسير وعندها ستكون جريمة نكراء بحقهم وبحق ذويهم، ولن يغفر التاريخ لمن قصر ولم يدافع عن قضيتهم التي فاقت الخطوط الحمراء وبالتحديد امام هذه الازمة الصحية العالمية والتي يعاني منها اغلب دول العالم، فالفيروس لا يعرف كبيرا ولا صغيرا ولا غنيا ولا فقيرا. معركة الاسرى هي معركة جميع ابناء الشعب الفلسطيني فالأسرى يحتاجون دعم ثلاثة عشر مليون فلسطيني في انحاء العالم، فإذا تضامنوا معهم سيقلب شعبنا المعادلة بوجه كل هذا العالم الظالم، ويجب ان يكون هناك دورا بارزا لكل الاطر الفصائلية لدعم تلك المعركة المصيرية التي يخوضها الاسود الجبابرة. فأسرانا في اعناق الجميع وعنق كل ضمير حي استعصى على الذوبان، ولم يفسده خميرة الرجولة ليقفوا الى جانب هؤلاء الشرفاء الاحرار، فقضيتهم تجاوزت الخطوط الحمراء، فماذا تنتظرون لحل هذا الملف الساخن؟ تنتظرون خروج نعوشهم من قبورهم الصماء؟ فاعملوا على ضمد جراحهم النازفة. والحرية للاسرى معنى مختلف فهي الشمس التي يجب أن تشرق فيهم، فعندما تتحرر الحرية فان الحرية ستقوم بالباقي والحرية المقوم الأول للحياة، وان لا حياة إلا بالحرية. لان إيماننا بها هو حق بلادنا في الحياة وهذا الإيمان هو أقوى من أي سلاح. خلال لقاءه وزيرة الصحة الفلسطينية الدكتور أبو الحاج.. يحذر من استغلال الاحتلال لتفشي فايروس كورونا للتخلص من اكبر عدد ممكن من الأسرى حذر الدكتور فهد أبو الحاج مدير عام مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة في جامعة القدس من استغلال حكومة الاحتلال الإسرائيلي للظروف الحالية وانشغال المجتمع الدولي بمحاربة فيروس كورونا والذي أصبح وباء عالمي، وذلك بعدم اتخاذها أية إجراءات خاصة بمنع تفشي الفايروس داخل المعتقلات، بل عل العكس من ذلك قامت بالعديد من الخطوات التي يستشف منها عزم الاحتلال على تعمد النيل من الأسرى،منها سحب مئة وسبعون صنفا من أصناف الكانتينا أهمها مواد التنظيف ومواد غذائية هامة من فواكه وخضار يحتاجها الأسرى لتقوية أجسادهم وجهاز المناعة لديهم . جاء ذلك أثناء اللقاء الخاص الذي جمعه بمعالي وزيرة الصحة الفلسطينية الدكتورة مي كيلة للتباحث حول كل الإجراءات الواجب اتخاذها لإنقاض حياة الأسرى،حيث قالت معالي الوزيرة بأن دولة رئيس الوزراء وكل أجهزة الحكومة تتابع عن كثب كل المستجدات بما يخص الأسرى داخل المعتقلات، حيث قامت الحكومة بمخاطبة الصليب الأحمر الدولي مطالبة إياه بتحمل مسؤولياته بما يتعلق بالحفاظ على حياة الأسرى والمطالبة بضرورة إطلاق سراحهم جميعا في ظل فشل دولة الاحتلال بالقيام بأي إجراءات كفيلة بمنع تفشي الفايروس. ولفتت إلى أن الظروف الحالية التي يقبع بها الأسرى ستزيد من صعوبة السيطرة على الفايروس في حال تفشى داخل المعتقلات، حيث الاكتضاض العالي والظروف غير الملائمة صحيا والنقص بالكادر الطبي والعلاجات، كما أشارت إلى أن الاحتلال يتكتم على كل ما يجري داخل المعتقلات، وعلى ذلك فالحكومة تواصل سعيها لايفاد لجان لداخل المعتقلات للوقوف عل حقيقة ما يجري، وأنه لا يوجد أي اجراء يكون مدعاة للثقة من قبل الاحتلال إلا إطلاق سراحهم جميعا من الاعتقال . وقد ثمن الدكتور أبو الحاج الأداء المتميز للحكومة الفلسطينية معتبرا أن إعلان سيادة الرئيس لحالة الطوارىء وما تبعه من إجراءات من قبل رئيس الوزراء منعت تفشي الوباء إلى الآن، متنيا استمرار كافة الجهود لضمان سلامة كل أبناء شعبنا . فايروس كورونا يُهدد حياة الأسرى في سجون الاحتلال تقرير: مجلة الحرية ينتاب الخوف والقلق أهالي الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي خشية انتقال فيروس «كورونا» داخل السجون، في ظل تفشيه، في الوقت الذي يعيش الأسرى الفلسطينيون، ظروفاً صحية سيئة للغاية، واستمرار إدارة السجون في تلاعبها بالجانب النفسي للأسرى وذويهم، ومماطلتها في توفير إجراءات السلامة والحماية لهم، ومنعها مواد التنظيف والتعقيم اللازمة للحد من انتشار الوباء. وتواصل إدارة السجون الإسرائيلية سياسية الإهمال الطبي المتعمد تجاه الأسرى الفلسطينيين وخاصة المرضى والأطفال وكبار السن، كأمراض القلب والفشل الكلوي والسرطان والشلل وغيرها، والتي أسفرت عن استشهاد خمسة أسرى فلسطينيين خلال العام الماضي. وفي خطوة من شأنها التأثير سلباً على خطوات الأسرى في مواجهة «كورونا»، شرعت إدارة سجون الاحتلال بشطب أكثر من 140 صنفًا من كانتين السجون. وفي مقابل ذلك شرع المعتقلون الفلسطينيون، بخطوات تصعيدية، رفضاً لمنع إدخال مواد التنظيف كالصابون والشامبو، والخضروات ومواد غذائية، كالليمون والأفوكادو والبهارات واللحوم. .. خشية تفشي «كورونا» وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، «ما يخص محاكم تمديد التوقيف، سيتم منع كافة أهالي الأسرى من مدينة بيت لحم من دخول المحكمة العسكرية في عوفر وحضور جلساتها، فيما سيسمح للأسرى من غير بيت لحم أن يحضر فرداً واحداً من عائلاتهم جلسات المحاكمة، وكذلك منع تواجد أكثر من عشرة أشخاص داخل قاعة المحكمة، ومحام واحد فقط، ودراسة إمكانية عقد جلسات المحاكمة عبر تقنية الفيديو كونفرنس دون حضور الأسير والمحامي». مبينة أن إدارة سجون الاحتلال ادعت أن هذه التدابير جاءت للحد من احتمالية تفشي فيروس «كورونا» في صفوف المعتقلين وداخل السجون ومراكز التوقيف. من جهته، أكد الباحث المختص في شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة في حديث ل«الحرية» أن واقع الاسرى في سجون الاحتلال صعب للغاية، وهذا يجعلنا أكثر قلقاً على حياتهم وصحتهم في ظل تفشي فيروس «كورونا». مُعرباً عن خشيته من إمكانية أن يداهم هذا الفيروس السجون بعد طرقه الأبواب هناك، ودفعه السجان للقيام بعزل العشرات من الاسرى والسجانين للاشتباه بإصابتهم. وقال فروانة: «ننظر باهتمام بالغ لكل التحركات الفلسطينية بتسليطها الضوء على واقع الاسرى وخاصة المرضى في ظل تفشي «كورونا»، مشدداً على أن المسؤولية جماعية، وعلينا أن نستمر في الضغط لأجل حماية الاسرى وإنقاذ حياة المرضى والأطفال وكافة الفئات الذين هم أكثر عرضة للإصابة بالفيروس. منع مواد التنظيف! وعن طرق وقاية الأسرى، قال فروانة: «حتى اللحظة لم تتخذ إدارة السجون أية إجراءات لحماية الاسرى، ولم توفر لهم مواد التنظيف والتعقيم، والكمامات، بل ترفض تقديم الغذاء والأدوية المناسبة، فالنظام الغذائي كما هو على حاله، والإجراءات القمعية مستمرة، في حين أن الاكتظاظ والازدحام لا زال على حاله، وهذا ما يُقلقنا أكثر». مردفاً: «تخيل أن ممثل الاسرى يطلب كمامات وقاية، فيرد عليه ممثل إدارة سجون الاحتلال :استخدموا الجوارب..!! في خطوة تعكس مدى استهتارها لمواجهة هذا الوباء الخطير».وكانت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية والمؤسسات العاملة في شؤون الأسرى في قطاع غزة قد علّقت الاعتصام الأسبوعي الذي ينظمه أهالي الأسرى أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة غزة مؤقتًا حفاظًا على سلامة أهالي الأسرى والمعتصمين في ظل انتشار «كورونا». وذكرت اللجنة أن الاعتصام هو إنجاز وطني وسيعود إلى طبيعته وديمومته بعد انتهاء الأزمة مباشرة. وفي تعقيبه على ذلك، أكد فروانة أن التعليق في «الصليب الأحمر» جاء طواعية وبتوافق فصائلي ومؤسساتي، وهذا لا يعني تعليق العلاقة مع الصليب الأحمر أو تجميد التواصل مع هذه المؤسسة الدولية التي نؤمن بأهمية دورها تجاه الاسرى وقضاياهم، كما أن هذا التعليق لا يعني تخلينا عن دورنا التاريخي تجاه الاسرى وتغيبنا عن مساندة ودعم المغيبين خلف القضبان بفعل السجان الإسرائيلي. وأضاف فروانة أن «الاتصالات مع الصليب الأحمر مستمرة إلى جانب منظمة الصحة العالمية، حيث طلبنا منهما ضرورة إرسال وفد طبي دولي لزيارة السجون والاطلاع عن كثب على حقيقة الأوضاع الصحية السيئة هناك، والضغط على سلطات الاحتلال لاتخاذ التدابير اللازمة وتوفير المواد الضرورية لحماية الاسرى من خطر «كورونا»». مشيراً إلى أن كافة الاتفاقيات والمواثيق الدولية تلزم دولة الاحتلال باتخاذ التدابير لحماية المحتجزين من خطر الموت أو الإصابة بالمرض بغض النظر عن علاقتها بهم. الإفراج عن الأطفال؟ وحول قرار تعليق الزيارات لأهالي الأسرى، قال فروانة: «الذي يجعلنا نشكك في إجراءات الاحتلال بوقف الزيارات هو الاعتقاد بأن الهدف من وقفها هو تجنب احتمالية إصابة السجانين والعاملين في إدارة السجون والمؤسسة الأمنية خوفاً من الاحتكاك المباشر مع أهالي الأسرى، وبالتالي فإن كافة السجون مغلقة والحركة لديها محدودة والازدحام قائم حتى أن الرعاية وسبل الوقاية معدومة وغير متوفرة، وفي حال إصابة أحد الاسرى بالفيروس ربما سيؤدي إلى انتشاره وتفشيه بين الاسرى بسرعة فائقة من خلال المعطيات المتوفرة لدينا». وعن حقيقة الإفراج عن الأسرى الأطفال، أوضح فروانة أن الإعلام الإسرائيلي تحدث عن إمكانية لجوء الحكومة الإسرائيلية إلى اتخاذ قرار بالإفراج عن سجناء متبقي لهم فترات قصيرة دون أن تكشف أي تفاصيل أخرى. مضيفاً أنه «لا يعرف إن كان الأمر سيشمل الأسرى الفلسطينيين أم سيقتصر على سجناء جنائيين إسرائيليين وفلسطينيين، لكن كل شيء وارد بهدف تخفيف الاكتظاظ داخل السجون في هذه المرحلة». يذكر أن سلطات الاحتلال لا زالت تعتقل في سجونها أكثر من 5000 أسير وأسيرة، بينهم قرابة 200 طفل، و700 مريض يعانون من أمراض مختلفة، وعشرات النساء وكبار السن.