دعا وزير المجاهدين وذوي الحقوق، الطيب زيتوني، هذا الأربعاء شباب الكشافة الاسلامية الجزائرية الى الاستلهام من التضحيات الجسام التي قدمها جيل ثورة أول نوفمبر المجيدة للالتفاف حول مشروع الجزائر الجديدة. وأكد الوزير، في كلمة له في اليوم الوطني للكشاف الذي يتزامن مع الذكرى ال79 لاستشهاد البطل محمد بوراس، على استعداد الشباب “لمواصلة المسيرة بالاستلهام من تضحيات الشهيد الرمز محمد بوراس من اجل تحقيق الاهداف المنشودة ومواصلة الرقي بالوطن المفدى”. ودعا السيد زيتوني بالمناسبة الكشافة الى بذل الجهود لتحقيق “التقدم والرقي في تأطير الاجيال والاضطلاع بالمهام النبيلة ذات النفع العام والوفاء لرسالة الشهداء الابرار والاستمرار في خدمة الوطن وغرس الروح الوطنية في النفوس كما كانت عليه بالأمس”. وبعد ان ذكر ب”الدور الكبير” الذي قامت به هذه المنظمة لتهيئة الشباب “الذين تسابقوا لأخذ المكانة ضمن الصفوف الامامية في معركة التحرير”، شدد الوزير على ضرورة الحفاظ على “تاريخ الامجاد وصون الذاكرة وتبليغها وخوض معركة الحفاظ على مكاسب الاستقلال الوطني”. كما أشاد، من جهة اخرى، بكل الجهود الذي ما فتئت تبذلها هذه المنظمة في هذا الظرف الصعب الذي تمر به البلاد جراء تفشي وباء كورونا من خلال “عمليات التحسيس والتوعية من خطر هذا الوباء والمشاركة في الحملات التطوعية وتقديم الخدمات والمساعدات على كافة المستويات للمواطنين وبالمناطق الحضرية وفي مناطق الظل”. ولدى تطرقه الى مآثر الشهيد بوراس، مؤسس الكشافة الاسلامية الجزائرية، أكد الوزير أن الشهيد بوراس “بطل فذ من الابطال الذين تحدوا الاستعمار من خلال الدفاع عن اصالة الجزائر وحريتها واسسوا مدرسة وطنية لصناعة الرجال من أمثال العربي بن مهيدي وأحمد زبانة وديدوش مراد وباجي مختار وسويداني بوجمعة وزيغود يوسف وأمحمد بوقرة وحمو بوتليليس وذبيخ شريف وغيرهم من الابطال والشهداء الذين كانت الكشافة منهلهم الاول”. وذكر في هذا الاطار بان هذه المنظمة تأسست ب “قوى العزيمة وارادة الشعب الابي واستجابة لحرص ابنائه على الحفاظ على مكونات الهوية الوطنية ونشر وترسيخ الوعي الوطني لتحقيق الانتفاضة الكبرى ضد الاستعمار حيث كان لها مساهمة كبرى ودور فعال في اعداد رواد الحركة الوطنية والتحضير للثورة التحريرية التي زودتها بأبطال وقادة ما زالت مآثرهم وملامحهم وبطولاتهم ماثلة في الذاكرة الوطنية الى جانب مساهمتها في تنشئة الاجبال واعدادها لتشييد صرح الجزائر المستقلة وفق مبادئ وقيم المرجعية النوفمبرية”. من جانبه، اعتبر وزير الشؤون الدينية والاوقاف، يوسف بلمهدي، كل يوم يمر على الجزائر بمثابة “متحف للذاكرة وخزانا للتاريخ وملاحم وبطولات الثورة التحريرية المجيدة”، معتبرا هذه الذكرى الخاصة باستشهاد البطل الفذ محمد بوراس “وقفة تاريخية للحفاظ على ذاكرة الامة والاستلهام من تضحيات هؤلاء الرجال الذين ضحوا بالنفس والنفيس من اجل الجزائر”. بدوره، أوضح القائد العام للكشافة الاسلامية الجزائرية، عبد الرحمان حمزاوي، أن الاحتفال بهذه الذكرى هوبمثابة “وفاء للبطل الشهيد بوراس ولكل من رافقه في الدرب من الاوائل الذين وضعوا لبنات الاولى لهذا الصرح الشباني الشامخ وعرفانا لهم على ما قدموه للوطن وللامة من تضحيات اثمرت بهذه المدرسة الني تربت فيها الاجيال وضربوا اروع الامثلة في خدمة الوطن والمجتمع في كل المناسبات”. ولدى تطرقه للأوضاع الصعبة التي تعرفها الجزائر بسبب جائحة كورونا، ذكر القائد العام للكشافة ب “الدور الكبير الذي ما فتئت تقوم به هذه المنظمة منذ بداية ظهور هذا الوباء داعمة لجهود الدولة من خلال العمليات التحسيسية والوقاية والخدمات التضامنية التي قدمتها” مشيرا “بقوة موقع هذه المدرسة على المستويين العربي والدولي بحيث تجاوز عدد المنخرطين بها 100 الف منخرط عبر ازيد من 1600 فوج كشفي بمختلف مناطق الوطن”. من جهته، أشاد مستشار رئس الجمهورية مكلف بالمجتمع المدني عيسى بلخضر ب”الدور الكبير” الذي قدمته مختلف المنظمات التي تأسست في مثل هذا الشهر أمثال جمعة العلماء المسلمين والحركة الطلابية والمنظمة الكشفية أثناء الثورة التحريرية، داعيا الى ضرورة مواصلة النضال في خدمة الوطن من خلال الاستلهام بتضحيات الابطال. ودعا المجتمع المدني الى ضرورة “بذل المزيد من الجهود وتحمل المسؤولية في الوقت الحالي لمواجهة كل التحديات في مختلف المجالات “خاصة وأن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون كان قد اكد على ضرورة “اعادة بناء المجتمع المدني من اجل تحقيق الفعالية في النشاط وجعله قوة اقتراح في خدمة المجتمع” . وتم خلال هذا اللقاء التوقيع على اتفاقية للتعاون بين وزارة المجاهدين والكشافة الاسلامية الجزائرية “تدخل في اطار تضافر جهود الجميع للعناية بالذاكرة التاريخية المرتبطة بالمقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة اول نوفمبر المجيدة وتعزيز الارتباط بالماضي المجيد. وفي هذا الاطار اكد وزير المجاهدين بان هذه الاتفاقية من شانها “تعميق الشعور بالاعتزاز الوطني وضمان تغذية الافئدة بالقيم والمثل التي يجب أن تشب في احضانها الاجيال لمواصلة كسب الرهانات ورفع التحديات الوطنية”، معتبرا “العمل المشترك بين الجميع السبيل الوحيد والأنجع لحماية موروثنا وتبليغ الرسالة التاريخية النبيلة وتمجيد نضالات الاجيال وتضحياتها”. بالمناسبة كرمت الكشافة الاسلامية الجزائرية رئيس الجمهورية بتقديم له وسام الكشاف وهواعلى وسام في هذه المنظمة “نظير جهوده الحافلة في خدمة الوطن من اجل بناء الجزائر الجديدة” تسلمه نيابة عنه مستشاره، عبد الحفيظ علاهم .