شارك وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، اليوم الأربعاء، في الاحتفال الذي نظّمته الكشافة الإسلامية الجزائرية بالتنسيق مع وزارة المجاهدين وذوي الحقوق بمناسبة اليوم الوطني للكشّاف الذي يصادف 27 ماي من كل سنة. وحضر هذه المناسبة كل من السادة الطيب زيتوني وزير المجاهدين، عبد المجيد علاهم وعيسى بلخضر مستشاري رئيس الجمهورية، مريم شرفي رئيسة الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة. كما شارك ممثل المدير العام للأمن الوطني والقائد العام للكشافة الإسلامية ومدير المعهد الوطني للدراسات والبحث في التاريخ الوطني وممثلة “اليونيسف” في الجزائر ورئيس المجلس الشعبي الولائي وجانب من أسرة الإعلام. واستهل وزير الشؤون الدينية كلمته بأن أيام الجزائر كثيرة، مستدلا بقوله تعالى:”وذكّرهم بأيام الله”، مؤكدا بأن كل يوم من أيام الجزائر يعدّ متحفا للذاكرة الوطنية وخزانة من التاريخ. مضيفا بأن اليوم الوطني للكشّاف يعدّ شهادة لملاحم وبطولات هذا الشعب الذي أراد يوما أن يستجيب القدر فاستجاب له وقام بثورة فجّرها وانتصر. وأكد الوزير بأن هذا اليوم الوطني للكشافة الإسلامية الجزائرية نستذكر فيه ذكرى استشهاد القائد والمجاهد والبطل الفذ “محمد بوراس”، رحمه الله مع كل شهداء الجزائر. وهو يوم – يضيف المتحدث – للوقوف عند أمجادنا وأصالتنا وأخلاقنا وسلميتنا وإرادتنا للخير لكل الأمم. وقال بلمهدي إنه بعد الاستماع للنشيد الرسمي للكشّافة الإسلامية الجزائرية، نجد عبارة “كشّاف هيا طلق المحيا”، وهي عبارة لها دلالات سامية ووطنية. مؤكدا بأن الكشّاف بميزته ليس عنيفا أو مقطب الجبين ولا عبوسا قنطريرا، بل هو طلق المحيا، تشعر بلقائه بالصدقة والابتسامة وعمل الخير، فلا يفرّق بين جنس وجنس ولا دين ودين. وكشف بلمهدي في كلمته بأنه كان ممن انتفع بهذه المدرسة الوطنية لتكوين أجيال من الشباب والشبلات والقادة وجحافل كبيرة من الوطنيين. مضيفا:”لقد استفدت من هذه المدرسة، حيث كنت منتسبا إلى فوج الفضيلة بمدينة بوسعادة التي أدخلها إلى هذه المدينة قائدها الشهيد حميدة عبد القادر، فتعلمت منها الوطنية إلى النخاع”. كاشفا للحضور بأنه في مثل هذه المناسبات الوطنية، نستنتج بأن “كلمة الجزائر تجمعُ ولا تفرّق”، مستبينا بنشيد “قسما” الذي يقول “نحن من أشلائنا نصنع مجدا”. مؤكدا بأننا نضحي بأبنائنا وأموالنا وأنفسنا وأغلى ما نملك لكي يُبنى مجد الجزائر، قائلا:”اليوم الوطني للكشّاف يذكّرنا بالتضحيات وبأننا يمكن أن نختلف لكن نختلف في بناء الجزائر ولا نتفق إطلاقا على هدمها”. مضيفا بأن هذا الاختلاف يعطي رسالة لأبنائنا في الداخل والخارج من خلال الأسرة الكشفية، بأننا كنا ولا نزال ندعم كل مساعي الوطنية الخيرية في بلادنا وفي كل المجالات. وأشاد الوزير بالمناسبة بعمل الكشافة الجزائرية، مشبها إياه بعمل الحماية المدنية والسلك الطبي وكل عمل يزرع روح الوطنية لدى جيلنا ويخدم بلدنا. قائلا إن أبناء الكشافة يساهمون في الحركة المرورية والحملات التحسيسية والتوعوية والتبرعات، وهذا التجنيد مشكورون عليه وعلى كل هباتهم الوطنية، فالكشافة كانت ولا تزال دائما سندا وعضدا للجزائر. وعرّج الوزير في لقائه بالحضور على كلمة لوزير المجاهدين حين قال “إننا في معركة للحفاظ على مكتسبات البلد”، مؤكدا بأننا فعلا كنا في معركة تحرير البلد والآن نحن في معركة للحفاظ على مكتسبات الجزائر. مضيفا بأن البلاد خطت خطوة كبيرة ونجحت في الخروج من نفق مظلم خيّم عليها في فترة سابقة، لكننا بدأنا في شمّ نسمات غد أفضل ومشرق لبلادنا وعلينا اليوم المحافظة عليه. مؤكدا بأن الجزائر اكتسبت أيضا التحام جيشها بشعبها وبأن مسيرة الإصلاح الوطني تبقى متتالية، ويبقى علينا أن نستشرف للغد ونحاول أن نبحث ونبعث رسائل الأمل لأجيالنا. مضيفا بأن يجب أن نكون يدا على من سوانا وأن نفوّت الفرصة على كل من يريد التربص بالجزائر، فالجزائر لها حسّادها وأعداؤها، لذا يجب أن نتحّد على كلمة واحدة والتي لخصّتاها “تحية الكشّاف” ونشيد “قسما”.