على مدار ايام الاسبوع الأخير من شهر ” شباط ” المنصرم ، امضت الوالدة فاطمة أبو خليفة أوقاتها بالتحضير لاستقبال نجلها مجاهد محمود أبو خليفة بعد رحلة اعتقال تلاعب الاحتلال خلالها باعصاب العائلة بين حكمه تاره واحتجازه رهن الاعتقال الاداري ، وبعد الانتظار ، ابلغت ادارة سجن ” النقب ” الأسير مجاهد بان التاريخ المحدد للافراج عنه بتاريخ 26-2-2002 ، وتقول ” فرحت كثيراً عندما علمنا بموعد اليوم الاجمل الذي انتظره منذ اعتقاله الذي حول حياتي لحزن والم بعدما انتزعه الاحتلال من احضاني وزجه خلف القضبان “، وتضيف ” لم اعد استطيع النوم وكل يوم احصي الثواني والدقائق واتضرع لرب العالمين حتى تنتهي محطة العذاب التي فرضها الاحتلال علينا خلال الفترة الماضية بقراراته التعسفية الظالمة ، واصبحت اترقب واخطط ليوم الفرح المنشود خاصة قبل اليوم الاخير لنقيم لها مهرجان كبير “، وتكمل ” بقرار تعسفي ظالم جديد ، اصدره الاحتلال بتحويل مجاهد للاعتقال الاداري ، تبددت فرحتنا التي تحولت لحزن ودموع لان هذا الاعتقال الذي ليس لها نهاية سيبقي ابني رهينة الاعتقال المفتوح الذي تتحكم فيه المخابرات. الاعتقال والمعاناة .. بدات معاناة المواطنة الخمسينية ام مجاهد ، عندما اقتحمت قوات الاحتلال منزلها في مخيم جنين ، فجر تاريخ 18/12/2018 ، وتقول ” يعمل ابني مجاهد في مجال البناء ليعيل اسرتنا ، ولم يكن يتدخل بالسياسة او ينتمي لاي تنظيم ، كل همه وحياته اسرته والعمل ، وفجأة حاصر الاحتلال منزلنا واقتحمه العشرات من الجنود “، وتضيف ” عزلونا في غرفة واحدة حتى انتهت عملية التفتيش ثم انتزعوا ابني من بيننا وحرمونا حتى من وداعه ومنعوه من اخذ الدواء معه حيث يعاني من ازمة صدرية “، وتضيف ” انقطعت اخباره طوال فترة التحقيق التي قضيت ايامها حزينة باكية لخوفي عليه ، فحالته المرضية لا تحتمل ظروف العزل وزنازين التحقيق “، وتكمل ” بعد تمديد توقيفه عدة مرات ، حوكم في البداية بالسجن الفعلي لمدة شهر ونصف ، وعندما انتهت الفترة رفضوا اطلاق سراحه وحولوه للاعتقال الاداري لمدة 6 شهور بذريعة الملف السري الذي نغص علينا حياتنا وحرمنا ابننا الذي عاش صدمة لعدم ادانته بأي تهمة. سياسة التلاعب .. تحملت المواطنة ” أم مجاهد “، مشاق رحلة العذاب الطويلة والسفر لسجن ” النقب ” الصحراوي ، بانتظار انتهاء فترة الاعتقال الاداري ، وتقول ” لم اهتم بما كنا نكابده في كل رحلة معاناة مريرة بين الحواجز وبوابة سجن النقب ، فالاهم بالنسبة لي رؤية ابني والاطمئنان على اوضاعه الصحية ، فتحملت وصبرت حتى تنتهي فترة الاداري الصعبة “، وتضيف ” خلال انتظاري وصبري ، فوجئت بعرض مجاهد رغم قرار الاعتقال الاداري على المحكمة العسكرية مرة اخرى ، ومحاكمته بالسجن الفعلي لمدة 11 شهراً ، وتوقعنا الافراج عنه بعد تحديد الموعد الجديد من ادارة سجن النقب “، وتكمل ” بعدما انهينا الاستعدادات وقضاء ابني 14 شهراً خلف القضبان ، عشنا لحظات صعبة وقاسية وكانت صدمتي كبيرة بعد تحويله للاداري دون ابلاغنا ، فانتظرنا سماع الخبر الاجمل بتنسمه عبير الحرية. تنهمر دموع المواطنة أم مجاهد وتقول ” بكيت وشعرت باقسى صدمة بحياتي عندما مر اليوم ، ولم يغادر ابني السجن ولم نعلم الا بعد مرور يومين بالقرار التعسفي الظالم ، وتوجهت لكافة المؤسسات لكن دون جدوى “، وتضيف ” كل يوم أبكي ، فلم يعد قلبي يحتمل غيابه ، واشعر بقلق بسبب مرضه ورفض ادارة السجون علاجه ، لان ظروف سجن النقب اثرت على صحته وحياته كثيراً ، واصلي ليل نهار حتى لا يستمر الاحتلال بعقابه وظلم ابني وتمديد اعتقاله مرة اخرى. من حياته .. في مخيم جنين ، ابصر الأسير مجاهد النور قبل 23 عاماً ، ليكون باكورة عائلته المكونة من 9 أنفار ، وتقول والدته ” نشأ وتربي وعاش في المخيم ، تميز بالاخلاق العالية والبر بعائلته التي ضحى بحياته ومستقبله لاجلها ولنعيش بكرامة ، لم يكمل تعليمه بمدارس وكالة الغوث الدولية ، وترك مقاعد الدراسة بعد الصف الحادي عشر “، وتضيف ” انتسب لمدرسة التدريب المهني وتخرج بتخصص المكانيك ، ثم انخرط في سوق العمل بمهنة البناء لنعيش بكرامة “، وتكمل ” لا يغيب اسمه وذكره عن السنتنا ، نفقتده دوما ونبكي لفرافه ، فهو نوارة المنزل وسندي والمعيل لنا ، واتمنى من رب العالمين ان يفرج كربه ويعود لنا قريباً والخلاص من كوابيس الاحتلال وداومة الاعتقال الاداري التعسفي الظالم.