صدر مؤخرا كتاب جديد تحت عنوان "بجاية, أرض الأنوار" للمصور الفوتوغرافي الموهوب رشيق بوعناني هو بمثابة إعادة اكتشاف لمدينة بجاية بتاريخها القديم ومواقعها السياحية وتراثها الثقافي المادي. وتم إنجاز هذا الكتاب الصادر في 255 صفحة من طرف دار النشر"كولورست" وهو بمثابة دفتر سفر ودليل مفصل وسرد تاريخي في نفس الوقت، وأرفق هذا الإصدار المصور ذو الجودة العالية بنصوص مفصلة وذات مراجع تتعلق أولا ببجاية القديمة بمقابرها لما قبل التاريخ المعروفة بها قرية إيباريسن وكذا الفترة البيزنطية مرورا بالمركز التجاري الفينيقي لخليج زقوات والمدينة الرومانية صالداي بالإضافة إلى الغزو الوندالي. ويبرز أيضا صاحب الكتاب مدينة بجاية كحاضرة إقليمية كبرى في عهد السلطان الحمادي الناصر كما يشرح مختلف التطورات خلال فترات الحكم الفاطمية والزيرية والموحدية والحفصية والزيانية والمرينية مقدما بصمات كل منها على هذه المدينة من خلال صور التحصينات التي بنيت في كل فترة وبوابات المدينة بالإضافة إلى مسجدي سيدي الصوفي وابن تومرت. وتهتم عدسة المصور بشكل خاص بالتحصينات البحرية لحظيرة غورايا الطبيعي حيث تقدم لقطات للجمال النادر الذي يميز مواقع ك "رأس كاربون" ومنارته الطبيعية وقمة القرود وشرفتها الاصطناعية التي يبلغ ارتفاعها 420 مترا وكذا حصن غورايا الذي بناه الإسبان في القرن السادس عشر بالإضافة إلى "الرأس الأسود" و"رأس بواك". كما يتميز الكتاب باعتماده على التكنولوجيا الحديثة حيث يوفر معلومات تقنية جديدة كإحداثيات "جي بي اس" لكل موقع من المواقع التي تم تصويرها بهدف تمكين القارئ من الوصول إليها بسهولة وكذا "رموز الرد السريع" (كيو آر) التي بمجرد مسحها ضوئيا تحيل القارئ إلى الصور ومقاطع الفيديو التي تشرح كل فصل من فصول هذا الإصدار.