تأسف الوزير الأول عبد العزيز جراد عن التهميش الذي طال فكر مالك بن نبي بالجزائر، ومفكرين آخرين الذي يكتشفون خارج نطاق الجزائر، وقال أنه تعرف على فكر بن نبي عندما كان طالبا بجامعة باريس ويحضر رسالة الدكتوراه. أوضح جراد في كلمته خلال إشرافه مرفوقا بوزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة، على افتتاح الندوة الوطنية الأولى حول اعمال المفكر مالك بن نبي بعنوان "في الاستماع إلى شاهد على القرن"، أنّ معرفته بالمفكر الراحل مالك بن نبي "تعود إلى سنوات الدراسة بجامعة باريس عندما كان طالبا يُحضر لرسالة دكتوراه"، داعيا الجامعيين والمفكرين للقيام بهبة للبحث عن مفكري الجزائر وإيلائهم مكانتهم الحقيقية، لوضع حد للتغييب الذي يلحق بهم رغم أنهم الأقدر والأقرب لتشخيص الواقع ووصف الحلول بدل الغرق في ذهنية استيراد الأفكار من الخارج، وقال بهذا الصدد"العلماء الجزائريون للأسف يكتشفون خارج نطاق الوطن، وقتها اخترت موضوع حول الخطاب السياسي في العالم العربي بين الحقيقة والواقع من هنا تدريجيا اكتشفت في المراجع باحث اسمه مالك بن نبي". وأكد الوزير الأول أنه حتى بعد عودته للجزائر نهاية الثمانينات وجد أن مالك بن نبي كان لا يزال مغيبا في كلية العلوم السياسية رغم أنها عُرّبت، معتبرا أن ذلك التهميش يضرب مكانة التكوين والفكر الذي يغذي الأجيال المتعاقبة على الجامعة، مستشهدا بأفكار بن نبي خلال الخمسينات والتي لم يتم الاستثمار فيها خاصة طرحه لفكرة الكومنويلث الإسلامي 1958 والوحدة الأفريقية -الآسيوية في 1956 بالتزامن ومؤتمر باندونغ، واعتبر جراد أن الطروحات التي قدمها صاحب مذكرات "شاهد للقرن" خلال الخمسينات كان يمكن أن تتطور في مشاريع فكرية كبرى لم تم تحقيق التواصل الفكري بين الأجيال.