تعهدت ثلاثة أقطار آسيوية كبرى تستورد كميات كبيرة من النفط الخام والغاز المسال سنوياً، تبني سياسات لتقليص الانبعاثات الكربونية في بلادهم، بحلول النصف الثاني للقرن الحالي، دون الإعلان عن الخطوات التنفيذية لتحقيق هذه التعهدات. فقد أعلنت منذ نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي كل من الصين واليابان وكوريا الجنوبية عن التزاماتها بتخفيض الانبعاثات الكربونية إلى الصفر خلال العقود الثلاثة أو الأربعة المقبلة، بحسب نشرة «بيتروليوم أرغس» الأسبوعية. من الجدير بالذكر أن الأقطار الثلاثة هذه استوردت 16 في المائة من مجمل الصادرات النفطية العالمية في عام 2019، كما أنها أكبر مستورد للغاز المسال في العالم. ومن المتوقع أن تترك التزامات الدول الثلاث هذه بتخفيض الانبعاثات الكربونية آثارها الأكبر على استهلاك الفحم الحجري الذي يستعمل بصورة واسعة في الصين، نظراً لتوفره الشاسع محلياً هناك، واستعماله في توليد الكهرباء والتدفئة. وفي حال الاستغناء الواسع عن الفحم، سيحل محله استعمال الغاز المسال. في الوقت نفسه، ذكر تقرير لوكالة «رويترز» من شنغهاي، نقلاً عن الجمعية الصينية لمهندسي السيارات ذات الدفع الذاتي، في دراسة قدمتها العام الماضي لوزارة الصناعة والمعلومات التقنية الصينية، وعرضتها لاحقاً في محاضرة عامة في شنغهاي، ما مفاده أن مبيعات السيارات الكهربائية في الصين ستشكل نحو 20 في المائة من مبيعات السيارات الجديدة بحلول عام 2025، مقارنة بنحو 5 في المائة حالياً، ثم تصل إلى حوالي 50 في المائة بحلول عام 2035. من الجدير بالذكر أن الأقطار الآسيوية الثلاثة هي من الدول المنتجة الكبرى عالمياً للسيارة الكهربائية. وتعتبر الصين أكبر دولة مصنعة للسيارات في العالم. ففي الصين، مثلاً، تبلغ مبيعات السيارة الكهربائية والهجينة والسيارات التي تستعمل بطارية الوقود الهيدروجيني حوالي 1.1 مليون سيارة في عام 2020. وتعتبر «الجمعية الصينية» مؤسسة مهمة، إذ تشمل عضويتها كبار المسؤولين في صناعة السيارات والأكاديميين. وتساهم الجمعية في رسم سياسات وبرامج الصين للسيارة الكهربائية على المديين المتوسط والبعيد. وتسترشد الجهات الرسمية الصينية بدراسات الجمعية في رسم سياساتها. وتوقعت الجمعية في دراستها هذه أن يبلغ معدل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الصين من قطاع السيارات ذروته حوالي عام 2028، ومن ثم ينخفض إلى 20 في المائة من معدل ذروته بحلول عقد الثلاثينات من هذا العام. وكان الرئيس الصيني شي جينبينغ قد ذكر في شهر سبتمبر الماضي، في مجرى خطاب له عن التزام بلاده دعم تعهداتها لاتفاقية باريس للمناخ لعام 2015، أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الصين ستصل ذروتها قبل عام 2030، و«الحياد الكربوني» قبل عام 2060. من نافل القول، أن التغييرات في السياسات الطاقوية للدول الآسيوية الصناعية والمكتظة بالسكان، لها انعكاسات مهمة على صادرات الدول النفطية، وبالذات الشرق أوسطية منها؛ حيث إن أكثر من 50 في المائة من الصادرات النفطية لبعض الدول العربية تتجه شرقاً إلى الأسواق الآسيوية. الشرق الأوسط