* مكافحة الجريمة الالكترونية تستدعي "تطوير استراتيجية وطنية لليقظة الشاملة" أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني، سليمان شنين الثلاثاء بالجزائر العاصمة على ضرورة تمتين "المناعة المجتمعية" لمواجهة التهديدات و"تحقيق اولويات" الجزائر الجديدة التي يحرص رئيس الجمهورية على تجسيدها. وأوضح شنين في كلمته خلال يوم برلماني حول" الجريمة الالكترونية وتداعياتها على الوطن والمواطن" بنادي الوطني للجيش أن الجريمة الالكترونية تعد أحد اشكال الاجرام التي تتعدد فيه المراحل وتكثر فيه الفواعل وتزداد فيه المخاطر والتهديدات ما "يستلزم تمتين المناعة المجتمعية القائمة على القيم المشتركة والهوية الجامعة والولاء المطلق للدولة". كما أكد على "ضرورة تثمين ودعم عمل الجيش الوطني الشعبي وجميع المؤسسات الامنية في مواجهة التهديدات" الى جانب العمل المشترك بين المواطن والمؤسسات من اجل "تحقيق أولويات الجزائر الجديدة التي يحرص رئيس الجمهورية على تجسيدها" انطلاقا من مشروعه النهضوي وطموحاته في بناء دولة العدل والحقوق والتنمية والديمقراطية" . وأضاف بالمناسبة أن الثورة التكنولوجية والانفتاح على العالم شكل نوعا من "الهشاشة الامنية" لدى الدول خاصة ما تعلق بتأمين المؤسسات الاستراتيجية والحساسة وكذا حماية المصالح الاقتصادية للأفراد والمؤسسات والدول، حيث يؤدي الاستخدام الاجرامي للفضاء السيبراني من طرف الجماعات المتطرفة الى تهديد المجتمع من خلال نشر الافكار الدخيلة والترويج للسلوكات المنحرفة كما يستخدم من طرف الجماعات الإرهابية للترويج لعملياتها الاجرامية بما يمس بأمن الأوطان. وفي ذات السياق يستخدم الفضاء السيبراني– حسب السيد شنين– في الجيو-بوليتيك في إطار حروب الجيلين الرابع والخامس في اطار صناعة السياسات لضرب استقرار الدول عن طريق نشر الأخبار الكاذبة والتعبئة والتجنيد ضد بعض الانظمة السياسية بهدف احداث تحولات لخدمة مصالح خارجية. وبهذا الخصوص اعتبر رئيس المجلس الشعبي الوطني أن مكافحة الجريمة الالكترونية تستدعي "تطوير استراتيجية وطنية لليقظة الشاملة" ضد هذه الجرائم التي تزداد تهديدا وانتشارا من خلال وضع الاطر القانونية والاجراءات التنظيمية وسن التشريعات إلى جانب التحسيس ورفع جودة أداء المتدخلين (القضاء والامن) من خلال التكوين. وفي هذا الصدد أكد السيد شنين أن الجزائر تمكنت بفضل جيشها وكل مؤسساتها الامنية من "دحر المحاولات الخارجية الهادفة للمساس بأمن الوطن وتجانس المجتمع وهويته" وذلك بفضل التحكم التقني في مجال الدفاع السيبراني والتكوين العالي للإطارات المتخصصة ، مشيرا إلى أنه امام هذه التحديات "أصبح من الضروري اليقظة حيال كل السلوكات الاجرامية والمناورات الخارجية ودعم المساعي الهادفة للحفاظ على استقرار الوطن". من جانبه أكد رئيس لجنة الدفاع الوطني بالمجلس عبد الكريم شنيني على "ضرورة الاعتماد على مقترحات الخبراء والمختصين للتصدي لتداعيات الجريمة الالكترونية ومجابهتها وإبطال تأثيراتها". وأضاف في ذات السياق أنه بات من المهم جدا تعزيز الاجراءات لمكافحة تفشي هذه الظاهرة التي عرفت تناميا كبيرا في السنوات الأخيرة بما يقتضي الزيادة في إجراءات الردع القانوني لحماية المواطنين وممتلكاتهم. وبالمناسبة أكد السيد شنيني "فشل كل محاولات زعزعة استقرار الجزائر بفضل جهود أبنائها البررة وما تزخر به من مهارات وقدرات لمحاربة هذه الجريدة العابرة للحدود ". وخلال هذا اليوم البرلماني تم عرض شريط حول موضوع الجريمة الالكترونية وتداعياتها على الوطن والمواطن. كما تم الاستماع الى عدة مداخلات في صلب الموضوع نشطها اساتذة جامعيون وإطارات من الأمن الوطني حول أسباب ودوافع الجريمة الالكترونية تداعياتها وأساليب مكافحتها في الجزائر.