ستشرع الغرفة الوطنية للفلاحة بالتعاون مع الاتحاد الوطني للمهندسين الزراعيين في إعداد بطاقية وطنية لكل البذور الفلاحية المتواجدة عبر التراب الوطني، استعدادا لإنشاء بنك وطني خاص للمحافظة على البذور المحلية وتطويرها، حسب ما افاد به، الأربعاء، رئيس الاتحاد، منيب اوبيري. وأشار السيد منيب خلال ندوة أقيمت بالغرفة الوطنية للفلاحة حول أهمية المحافظة على البذور وتطويرها ودورها في تحقيق الأمن الغذائي المستدام، أن عملية جرد أصناف هذه البذور سوف تتم بالتعاون مع خبراء وباحثين من مراكز البحث العلمي كالمعهد الوطني الجزائري للأبحاث الزراعية والمعهد التقني للزراعات الواسعة، الى جانب الفاعلين في القطاع من فلاحين وخواص وكذا المهندسين الزراعيين الذين يمتلكون قطع فلاحية. وحسب ذات المتحدث، ستتم تجربة هذه البذور في الميدان على أراض نموذجية قبل معالجتها وحفظها وتطويرها على مستوى المخابر التابعة للمعاهد قبل ان يتم التصديق عليها من طرف المركز الوطني لمراقبة البذور وتصديقها. وحسب تقديرات رئيس لاتحاد الوطني للمهندسين الزراعيين، تحصي الجزائر أكثر من 2.000 صنف من مختلف الشعب الزراعية يعود البعض منها الى آلاف السنين، مشيرا الى ان الأمر يدعوالى الاستعجال من اجل حمايتها من الانقراض خاصة في ظل التغيرات المناخية التي يشهدها العالم في السنوات الأخيرة. ونوه السيد منيب بأهمية انشاء هذا البنك لما له من دور في تطوير الإنتاج الوطني من حيث الكمية والنوعية وإخراج البلاد من التبعية للخارج. وفي هذا الصدد، شدد السيد منيب على ضرورة تسريع وتيرة انجاز هذا البنك للمحافظة على البذور المحلية باعتبار ان الأمر يعد استراتيجيا لانه يتعلق بالأمن الغذائي والقومي للبلاد "لا سيما ان الجزائر تعاني من تبعية بنسبة اكثر من 80 بالمئة من بذور الخضراوات التي تستورد من الخارج، تثقل كاهل الخزينة العمومية". ويرى انه "من غير المعقول ان تجلب الأشجار المثمرة من الخارج إضافة الى البذور، بينما لدينا مراكز لتطوير البذور والشتائل تغنينا عن الاستيراد". من جانبه، اعتبر رئيس الغرفة الوطنية للفلاحة، محمد يزيد حمبلي، ان النموالديمغرافي والتزايد الكبير في الطلب على الغذاء يتطلب مسايرة من طرف البحث العلمي لإيجاد أنواع وأصناف جديدة من البذور ذات مردودية كبيرة من خلال تطوير الأصناف القاعدية الموجودة. كما شدد على ضرورة ايجاد أصناف متأقلمة مع التغيرات المناخية لتحقيق الاستقلالية التامة في هذا المجال خاصة في ظل الكوارث الطبيعية التي يشهدها العالم. ونوه بأهمية تنويع الأصناف بدل الذهاب الى الأصناف الأحادية في الزراعة. وفي هذا الصدد ذكر بتطوير بذور البطاطا إلى اكثر من 60 صنفا مما سمح للجزائر بالاستغناء عن استيرادها، داعيا الى تعميم هذه التجربة على سائر بذور الخضروات والبقوليات الأخرى.