خرج مئات الاشخاص من أبناء مدينة الفنيدق ،شمالي المغرب، للجمعة الثالثة، للتعبير عن غضبهم من الوضع الاجتماعي والاقتصادي الذي يعيشونه، فيما انضمت مدينة المضيق المجاورة أمس الى الغضب الشعبي بالمنطقة. وحسبما أوردته وسائل إعلام محلية، فقد تجددت الاحتجاجات في مدينة الفنيدق، في ظل استمرار تغاض السلطات عن مطالب المحتجين وانعدام أي حوار، حيث خرج مئات المتظاهرين في احتجاجات امتدت لغاية ساعات متأخرة من الليل عبروا خلالها عن تنديدهم بالوضع الاقتصادي بالمنطقة على خلفية إغلاق معبر مدينة سبتة الواقعة تحت "السيادة" الإسبانية، الذي كان يجرى من خلاله استقدام سلع إلى داخل المملكة وعدم إيجاد بدائل اقتصادية للسكان وفرص الشغل للشباب العاطلين. ويعاني سكان المدينة أزمة اقتصادية واجتماعية حادة، منذ أن قرر المغرب إغلاق معبر مدينة سبتة (تحت إدارة إسبانيا) نهائيا في ديسمبر الماضي. ويعتمد اقتصاد المدينة بنسبة كبيرة على أنشطة "التهريب المعيشي"، عبر نقل السلع من سبتة وبيعها داخل المغرب، حيث تشكل هذه التجارة مصدر رزق لأغلب السكان منذ عقود. وردد المتظاهرون شعارات مطالبة بتحسين وضعهم الاجتماعي وتوفير بدائل للتهريب المعيشي لانتشال الأهالي من الفقر. قضت محكمة مغربية الثلاثاء الفارط بالسجن 6 أشهر موقوفة التنفيذ، بحق 4 معتقلين، على خلفية مشاركتهم في احتجاجات المدينة. وكانت "جمعة الغضب" الاولى والثانية بالفنيدق ، عرفت تدخل قوات الامن المغربية واستخدامها للعنف لفض المظاهرات وتفريق المحتجين. ونفذت السلطات المغربية، اعتقالات في صفوف المحتجين بالمدينة لم يتم تحديد عددهم حتى الان. كما عاشت مدينة المضيق المجاورة ، مساء الجمعة، احتجاجات للمواطنين بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها منذ إغلاق المعبر الحدودي أيضا مع مدينة سبتة.فقد تأثرت المدينة هي الأخرى بتبعات قرار غلق المعبر. وذكرت تقارير محلية أن ظروف وباء كورونا التي حرمت مدينة المضيق من أعداد كبيرة من السياح، "زادت من معاناة السكان بسبب ارتفاع نسب البطالة، إذ إن أغلبهم يعيش على عائدات البضائع الإسبانية المهربة من خلال المعبر الذي تم إغلاقه ". ويبلغ عدد العاملين الذين توقف نشاطهم، بمعبر باب سبتة، منذ حوالي سنتين، نحو 4000 شخص، بحسب إحصائيات لمنظمات حقوقية، وهم بالتالي يعتبرون معيلين لمئات من الأسر التي يقدر عدد أفرادها بالآلاف داخل مدينة الفنيدق ومناطق مجاورة لها.