الإنسان هو العامل المؤثر في الأمن القومي فهو القوة الفاعلة لمجالاته وهو المَعْنِى بتحقيق أمنه فرداً كان أو جماعة أو مجتمعاً، ويعطى هذا المفهوم أهمية بالغة للبعد الاجتماعي للأمن القومي، حيث يكون المطلوب حسن إعداد المواطن ليؤمن ذاته وغيره، ويتضمن إعداد المواطن في صحته وعقله (ثقافته) وأخلاقياته وتقاليده (تراثه)، وحتى يمكن تحقيق مطالب هذا المجال فمن الضروري بحث مقوماته وتحليلها ودراستها والتخطيط لتنمية جوانب القوة فيها وعلاج نقاط الضعف. ومن عناصر تهديد الأمن القومي: التهديدات الاجتماعية، فعلى المستوى الخارجي: استيراد أيديولوجيات لا تتفق وقيم ومبادئ المجتمع، استخدام الحرب النفسية والإذاعات المضادة، ففي الفترة الأخيرة زاد الحديث عن عادات وتقاليد غربية لا تُناسبنا ولا تتفق مع قيم مجتمعنا، والبعض يحاول إتباع الغرب في بعض العادات ولا يعلم أن الغرب أنفسهم بدأوا في منع تلك العادات بعد أن ثَبُتَ ضررها على مجتمعاتهم، فالفكر الغربى يَمنح الإنسان الحق لنفسه، سواء تمثل الإنسان في سُلطة أو جماعة هو أساس القانون الذي يطبقه المجتمع! وحين يرى المجتمع أو السلطة الحاكمة أن الإنسان من حقه أن يمارس عملًا أو يتمتع بحرية معينة يصبح ذلك قانونًا! ويصير بعد ذلك حقًا للفرد! فعندهم الحق الذي يراه الإنسان لنفسه هو أساس النظام وحجر الأساس لوضع القانون! فأقوى رئيس دولة في العالم قال: «هناك خمسة أخطار تهدد أمريكا، وإن أكبر خطر هو تفكك الأسرة»، فإحدى الإحصائيات في أمريكا تقول: أن 90 % من حالات الزواج من غير وثيقة رسمية، ولا اتفاق، ولا ورق، ولا تسجيل، إنما هي مساكنة تستغل كزوجة، وقد يركلها متى شاء!، لذلك الانهيار في المجتمعات الغربية ليس له حدود! فالعالم الغربي لا يسعى الآن أن ينتصر علينا عسكرياً ولكن ثقافياً وفكريًا أي تفجير حياتنا من الداخل!، بمعنى أن يهدم قواعد الأسرة المبنية على الشرع، فقد قرأت عن ملك فرنسي وقع أسيرًا في المنصورة عام 1250 قال هذه الكلمات وهى محفورة في متحف في باريس: «قال لا يمكن أن ننتصر على المسلمين في الحرب، ولكن ذكر الفرقة والفساد والرشوة والنزاعات الداخلية لهذا ينتصرون علينا»! واليوم تسربت إلينا عادات وتقاليد لا تُناسبنا، وأصبح الحفاظ على الهوية الوطنية مُتمثلة في اللغة والعادات والتقاليد شيئًا بالغ الصعوبة، فاليوم البعض أصبح يتباهى بإجادته اللغات الأجنبية عدا اللغة العربية، بل ما يزيد الأمر سوءًا أشاهد العديد من أولياء الأمور يعاقبون أبنائهم في حالة التحدث باللغة العربية!، حتى التعليم أصبح الهدف منه التباهي بالمدرسة التي يتعلم فيها الأبناء وليس من أجل جودة التعليم وفي سبيل ذلك يتكبد الآباء العديد من الأموال حتى لا يصبح ابنهم أقل من زملائه، فأصبح مقياس الطفل المدرسة المُلتحق بها وليس كفاءته في التعليم!. ولا شك أن إضعاف اللغة العربية يتبعه إضعاف للسيادة الوطنية، لأن الوطن وقتها يكون تابعًا لثقافة دولة أخرى وليست ثقافته الأصلية التي تُعبر عن قيم وخصائص المجتمع، والهوية الوطنية في كل أمّة هي الخصائص والسمات التي تتميز بها، وتترجم روح الانتماء لدى أبنائها، ولها أهميتها في رفع شأن الأمم وتقدمها وازدهارها، وبدونها تفقد الأمم كل معاني وجودها واستقرارها، بل يستوي وجودها من عدمه. وأيضًا عاداتنا وتقاليدنا ليست مصرية حتى الزى أصبح غربي! فالاختراق اللغوي أشبه بالمؤَامرات، فالمؤَامرات لم تُفلح إلا بمساعدة الخونة من الداخل، كذلك الاختراق نحن من ساعدنا على ذلك، معظم العادات التي نحن عليها اليوم كانت يومًا ما عادات الغرب وتسللت إلينا إلى أن أصبحت سمة فينا! فهناك علاقة طردية ما بين أعدائنا ونحن فكلما قوى العدو فرض ثقافته علينا! فمعظم العادات تسربت إلينا تحت اسم العولمة! فرض ثقافتهم وانماط حياتهم حتى نمط الزواج لدى الغرب يحاول بعض الشباب تطبيقه اليوم!. أما عن الحرب النفسية التي نتعرض لها اليوم فلن نستطيع التصدي لها إلا بالفكر والوعي والثقافة، فهي حرب ممنهجة تستهدف جميع المواطنين، فهي بمثابة إرهاب فكرى ونفسي لا نعلم من أين تأتى لنا الهجمات! بعكس الإرهاب التقليدي الذي تعودنا عليه الذي يقتل الجندي وهو في سكناته أما الحرب اليوم فتقتلنا من الداخل أي قتلنا فكريًا ونفسيًا!.