تحضر ليبيا لعقد مؤتمر دولي لدعم استقرارها، بمشاركة عدد من دول الجوار، فيما بدأ رئيس البعثة الأممية لدى ليبيا يان كوبيتش في إجراء سلسلة من اللقاءات مع عدد من قادة الأطراف الليبية بهذا الصدد. وأعلنت وزارة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية، في بيان لها، أنّ وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش تجري عدداً من التحضيرات لعقد مؤتمر دولي حول ليبيا "قريباً"، وأنها التقت، أمس الإثنين، كوبيتش. ووفقاً لبيان الخارجية، فإنّ اللقاء ناقش "الترتيبات لعقد مؤتمر دولي حول ليبيا خلال المدة القريبة المقبلة"، مشيرة إلى أنّ المؤتمر المرتقب ستنظمه وتترأسه ليبيا بمشاركة أممية و"عدد من الدول الفاعلة في الملف الليبي". وأوضح البيان أن المؤتمر سيبحث "مبادرة استقرار ليبيا التي أطلقتها حكومة الوحدة الوطنية في مؤتمر برلين الثاني"، بالإضافة لوضع آليات عملية لتنفيذ بنود مؤتمري برلين الأول والثاني. وأشار البيان إلى أنّ المنقوش وكوبيتش شددا على ضرورة "المضي قدماً في الإيفاء بمخرجات ملتقى الحوار السياسي الليبي، والعمل على دعم جهود لجنة 5+5 في تثبيت وقف إطلاق النار، والعمل على توحيد المؤسسة العسكرية". كما بحثا الاستعدادات للانتخابات الوطنية وإجرائها في موعدها المحدد في ديسمبر/كانون الأول المقبل، وجهود الحكومة في هذا الصدد، ولا سيما دعمها للمفوضية العليا للانتخابات. ووفقاً لمصادر مقربة من وزارة الخارجية الليبية، فإنّ المؤتمر يحظى بدعم أميركي وأممي كبير بهدف حشد ثقل دول الجوار الليبي لإعطاء العملية السياسية المتعثرة في ليبيا دفعة جديدة من خلال انخراطها بشكل أكبر في الملف الليبي، ولا سيما الدورين المصري والجزائري. وقالت المصادر، التي تحدثت ل"العربي الجديد" شريطة عدم ذكر اسمها، إنّ وزارة الخارجية "تلقت رسائل إيجابية من الجانب الأميركي بشأن تجاوب الجانبين المصري والجزائري، لتقريب وجهات نظرهما في الملف الليبي". وكشفت أنّ المنقوش، التي ستترأس المؤتمر، ستحمل عدداً من الملفات المشتركة بين ليبيا ودول الجوار، ومن بينها ملف المساعدة في ضبط الحدود وما يتصل به من ملفات، كملف الهجرة غير الشرعية، وضرورة إشراك دول الجوار الليبي في معالجتها. وأشارت المصادر إلى أنّ المؤتمر يهدف إلى تكثيف الدور الإقليمي في الملف الليبي، والخروج ببيان موحد لدعم العملية السياسية، ولا سيما إجراء الانتخابات في موعدها المقرر، في محاولة لخفض تأثير أطراف دولية على الداخل الليبي. ولم تحدد الوزارة مكان وزمان المؤتمر المرتقب، لكن وسائل إعلام جزائرية كشفت عن استعداد الجزائر لاستضافة المؤتمر، يومي 30 و31 أغسطس/آب الجاري، بحضور عدد من وزراء خارجية دول الجوار الليبي، وهي الجزائر ومصر وتونس والسودان وتشاد والنيجر، لمناقشة عدة ملفات، من بينها ملف الحدود الليبية. ويأتي المؤتمر المرتقب في خضم خلافات ليبية متزايدة في كل المسارات المتصلة بالمرحلة التمهيدية الحالية للانتخابات المقبلة، خصوصاً بعد التوتر وحرب البيانات في الملف العسكري، وما يتعلق بالاتفاقات العسكرية وإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من البلاد. وفي سياق ذي صلة، التقى المبعوث الأممي لدى ليبيا يان كوبيتش رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، أمس الإثنين، وناقشا الوضع الأمني والأمور التي تتعلق بالمصالحة الوطنية، وشددا على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها المحدد وتذليل الصعاب أمامها. وينتظر أن يلتقي كوبيتش قادة أطراف سياسية أخرى، من بينهم رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، ورئيس المفوضية العليا للانتخابات عماد السايح.