أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، اليوم الاثنين، أن برنامج رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، "ما فتئ" يحث على ايلاء العناية اللازمة لمجال الذاكرة الوطنية، باعتبار أن مسالة حماية هذه الذاكرة تعد يوم "أكثر من ضرورة". وأوضح ربيقة، لدى استعراضه البرنامج العام للاحتفال بالذكرى ال67 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة، المنظم تحت شعار "أمجاد على خطى الأجداد"، أن وزارة المجاهدين "تعمل على صون الذاكرة التاريخية والحفاظ عليها في اطار مخطط عمل الحكومة لتنفيذ برنامج رئيس الجمهورية الذي ما فتئ يحث على إيلاء العناية اللازمة بمجال الذاكرة الوطنية باعتبار أن مسالة حماية هذه الذاكرة هي اليوم أكثر من ضرورة حيوية".
كما أضاف ربيقة، أن التاريخ "ليس مجرد سرد للوقائع بل هو تلك الروح التي تشعر الأمة بالوجود وبالعظمة وبالعرفان الدائم لأولئك الذين صنعوا هذا التاريخ".
ومن هذا المنطلق، استعرض الوزير باسم اللجنة الوطنية لاحياء الأيام والأعياد الوطنية التي يرأسها، الخطوط العريضة لبرنامج احياء الذكرى ال67 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة، مؤكدا أن هذا الحدث "العظيم" يكتسي أهمية "بالغة" لا سيما في ظل الظروف الراهنة التي تتسم بتحديات الذاكرة.
ويشتمل برنامج الاحياء -حسب ربيقة- على عدة مجالات سواء كانت نشاطات تاريخية، عروض ثقافية وفنية، انتاجات سمعية بصرية، نشاطات رياضية وشبابية أو فعاليات تكريمية تستهدف كل شرائح المجتمع.
وستشهد كل ولايات الوطن- وفق البرنامج المسطر- عقد موائد مستديرة ونقاشات مفتوحة على مستوى كل المؤسسات التعليمية ومدارس التكوين الأمنية والعسكرية والمراكز الثقافية والممثليات الدبلوماسية في الخارج.
كما ستنظم المؤسسات المتحفية للمجاهد معارض متنقلة للوثائق والصور التاريخية من بينها "متحف في حافلة" وهو متحف تاريخي سيجوب مختلف الأحياء والاماكن العمومية على مستوى الجزائر العاصمة ليتم توسيعه الى الولايات الاخرى.
وفي مجال العروض الفنية التخليدية والاعمال السمعية البصرية، ستعرض عدة ملاحم أهمها أوبرات " الله أكبر،.. أيا نوفمبر" وذلك أمسية 31 أكتوبر الجاري بقاعة ابن زيدون وهي أوبرات جديدة تتغنى بنوفمبر الثورة وبجزائر الحضارة و العهد الجديد تتخللها لوحات لشخصية الامير عبد القادر.
كما يتضمن برنامج تخليد هذه الذكرى العرض الاول من السلسلة الوثائقية "السجون و المعتقلات" الى جانب عرض أفلام عن بطولات وأمجاد قادة الثورة بالاضافة الى اطلاق الحملة الوطنية لاعادة دفن رفات الشهداء على المستوى الوطني.
وبخصوص الملتقيات، فقد تقرر تنظيم الملتقى الوطني الثالث حول الانتفاضات الكبرى في الجنوب الشرقي وملتقى حول جرائم الاستعمار -إبادة سكان الاغواط نموذجا- الى جانب تنظيم ملتقى وطني حول التفجيرات النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية.
وبالمناسبة، أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، أن تنظيم هذه الفعاليات يندرج ضمن مجهودات قطاعه بالتنسيق مع قطاعات ومؤسسات أخرى وجمعيات للمجتمع المدني "للعناية بالذاكرة وبالتاريخ واعطائهما زخما أكبر" لدورهما الكبير -كما قال- في "تقوية مقومات الانتماء والاعتزاز بالخصوصية الثقافية والحضارية للأمة وتأمينها شروط مناعة أفضل للأجيال ازاء ما تحمله رياح العولمة في مجالات التطويع والتنميط بقيم بديلة تضر ولا تنفع".