فرنسا لن تهضم أبدا أن شوكتها انكسرت في الجزائر دعا وزير المجاهدين الطيب زيتوني المؤرخين والمهتمين بالتاريخ إلى كتابة تاريخ الثورة التحريرية الذي "يوحد الجزائريين" و أكد أن كل أرشيف وزارة المجاهدين مفتوح أمام الباحثين والأساتذة والطلبة، كما قال أن اعتذار فرنسا عن جرائمها في الجزائر لا يهم بقدر اهتمامنا نحن كجزائريين بتثمين بطولات الشعب الجزائري وتقديمه للأجيال الجديدة وللعالم، واستعرض الوزير برنامج الاحتفالات بالذكرى ال 60 لاندلاع الثورة التحريرية الذي يتضمن محاور عديدة على امتداد سنة كاملة. قدّم وزير المجاهدين الطيب زيتوني في ندوة صحفية نشطها أمس بحديقة الوئام بالعاصمة، المحاور الكبرى لبرنامج الاحتفالات المخلدة للذكرى ال 60 للثورة التحريرية، وقال بالمناسبة، أن الثورة شعبية والاحتفالات لابد أن تكون شعبية أيضا، و أن هذه الاحتفالات ستمتد على مدار سنة كاملة بداية من اليوم( أي أمس) إلى غاية الفاتح من نوفمبر من العام المقبل. ودعا الطيب زيتوني بالمناسبة، المؤرخين والمهتمين بكتابة التاريخ والأساتذة والطلبة إلى "كتابة تاريخ الثورة الذي يوحد الجزائريين" ويبرز بطولات جيل نوفمبر للأجيال الجديدة، خاصة منها الشباب وللعالم بأسره. و شدّد في هذا السياق، على أن أرشيف وزارة المجاهدين وكل الوسائل التي تملكها متاحة للجميع، داعيا في نفس الوقت كل المجاهدين في كل ربوع الوطن إلى تقديم شهاداتهم وتسجيلها ومن لم يستطع القيام بذلك فإن الوزارة مستعدة لمساعدته. وبالنسبة للأرشيف الوطني في فرنسا، أوضح أن هناك مبدئيا اتفاقية تبادل بين البلدين لكن فرنسا لن تهضم أبدا أن شوكتها انكسرت في الجزائر، ولن تهضم أبدا أنها طردت مكسورة من الجزائر. ويتضمن برنامج الاحتفال بالذكرى ال 60 للثورة المجيدة خمسة محاور متنوعة هي النشاطات التاريخية التخليدية، النشاطات الثقافية والفنية، النشاطات الرياضية والشبانية، المسابقات والتكريمات وأخيرا المعارض المتنوعة الموضوعات، وفضلا عن هذا ضبطت اللجان الولائية بدورها برنامجا احتفاليا محليا في نطاقه وطنيا في أبعاده. وكشف وزر المجاهدين في ندوته الصحفية التي عقدت داخل متحف الذاكرة الذي افتتح السبت الماضي بحديقة الوئام ببن عكنون بالعاصمة، أن شعار الاحتفال بالذكرى ال 60 للثورة جاء تحت عنوان" نوفمبر الحرية" وهو يتضمن بمزيد من التفصيل حفلا افتتاحيا رسميا تحت عنوان" ملحمة الجزائر من انجاز الديوان الوطني للثقافة والإعلام يستعرض فنيا تاريخ الجزائر على مدى 24 قرنا سيقام بالمركب الأولمبي محمد بوضياف ليلة أول نوفمبر المقبل، واستعراضا شعبيا في اليوم الموالي يجوب بعض شوارع العاصمة، ويحوي البرنامج العام الذي أعدته وزارة المجاهدين تطبيقا لتوجيهات رئيس الجمهورية وبرنامج الحكومة الخاص بهذه المناسبة أيضا، النشاطات المرتبطة بحماية التراث وانجاز وترميم 49 مقبرة عبر العديد من ولايات الوطن، وانجاز وترميم المعالم التذكارية وترقية المواقع التاريخية المرتبطة بمقاومة الشعب الجزائري في كل مراحله، وصيانة 25 معلما تاريخيا. وبالنسبة للملتقيات والندوات يتضمن البرنامج تنظيم أربعة ملتقيات دولية حول أصدقاء الثورة التحريرية، وحول مساهمة الجزائريين في حركة التحرر العربي في القرنين 19 و 20، و ملتقى دولي حول التعذيب ومعاناة الشعب الجزائري وأخيرا ملتقى دولي حول مبادئ ثورة أول نوفمبر وبعدها العالمي، أما الملتقيات الوطنية فهي ستة حول مواضيع البعد الروحي للمقاومة الجزائرية، والمقاومة الشعبية في الجزائر، وتطور مطالب الحركة الوطنية من خلال الصحافة، والشباب والذاكرة، ودور المنظومة التربوية في تثمين الموروث التاريخي للثورة، ودور الدراسات والأبحاث الأكاديمية في ترقية التاريخ الوطني، وتنظيم ملتقيات متخصصة في ذات الشأن. وفيما تعلق بالنشاط السمعي البصري، تحدث وزير المجاهدين أيضا عن إنجاز أكثر من 30 شريطا تاريخيا حول التعذيب والاغتصاب والتقتيل وغيره وستعرض جميعها، فضلا عن عرض فيلمي "كريم بلقاسم" و"العقيد لطفي" والانطلاق قريبا في تصوير فيلم "العربي بن مهيدي"، وقد تم وضع برنامج خاص بجمع الشهادات في كل الولايات على مستوى ملحقات المتاحف والمديريات الولائية بالتعاون مع الإذاعات المحلية، وفي محور الأعمال المتصلة بالذاكرة يتضمن البرنامج العام للتظاهرة "معرض الذاكرة - -183 1962" بحديقة الوئام ببن عكنون، إلى جانب إقامة معارض مماثلة في قسنطينة ووهران وغرداية، و أيضا تنظيم أبواب مفتوحة على قطاع المجاهدين، ومعارض للصور التاريخية وأسابيع الذاكرة، وطبع وإعادة طبع 150 عنوان وطبع مليون ونصف نسخة من النشيد الوطني ومثلها من بيان أول نوفمبر و من الراية الوطنية. وفي محور المسابقات نجد جائزة "أول نوفمبر" وجائزة" أبناء نوفمبر" ومسابقة "الذكرى الستين" والتكريمات، وحث وزير المجاهدين وسائل الإعلام على لعب الدور المنوط بها في تعميم الثقافة التاريخية ونشر شهادات المجاهدين. وتحدث الوزير بالمناسبة عن برنامج عام للتسمية وإعادة التسمية، حيث سيتم إطلاق أسماء الشهداء و المجاهدين على المؤسسات والهيئات والشوارع والأحياء في مختلف الولايات، وأوضح أن البرنامج الذي استعرضه سينفذ أيضا على مستوى ممثلياتنا الدبلوماسية في الخارج لصالح أبناء الجالية الوطنية هناك، كما أن قطاعات وزارية أخرى ومؤسسات وهيئات وطنية لها هي أيضا برنامجا خاصا بها بالمناسبة.