احتضن أمس الثلاثاء المسرح الوطني محي الدين بشطارزي العرض الشرفي لمسرحية "رمادا 19" للمخرج شوقي بوزيد عن نص اقتبسه الكاتب عبد الرزاق بوكبة عن رواية "ليليات رمادا" للروائي واسيني الأعرج، و هي مأساة تستكشف الذات وتكشف عيوب المجتمع و ذلك أمام جمهور واسع كان ملتزما بالإجراءات الصحية الوقائية لمكافحة انتشار فيروس كورونا. ويتناول موضوع المسرحية انجذاب خمسة أشخاص من أسرة واحدة، بسبب الحجر المنزلي الذي فرضه انتشار كوفيد-19، حول " رمادا" الشخصية الاساسية ( من أداء أسماء شيخ) محل جدل حيث تشكل محور جميع المضايقات و التقاء الجميع. ونتيجة ذلك، يظهر الكسل الذي فرضته الظروف المرتبطة بضرورة الانعزال، أنانية كل فرد و اعادة طرح مواضيع بقيت عالقة. وإذ كانت تشعر دائما بأنها ضحية التيار المحافظ و عدم تسامح والدها و جدها ( من أداء أيمن بن صالح) تحاول رمادا استرجاع حقوقها سيما التصرف بكل حرية في حياتها. ولم تكن تعلم رمادا التي زوجها والدها بكريم (محمد الخليل جباري) رغم المشاعر التي كانت تكنها لشادي (بلال بلمداني) الذي تحاول ميشا (فيسا منيرة رويبحي) التقرب منه، انها كانت بمثابة صفقة أبرمت بين والداها و كريم حتى يوافق هذا الأخير على اقتراح شقيقته عليه بنية الزواج. اثر ذلك تتشابك الألسنة و تنفجر الخلافات مستعرضة مختلف المفاهيم الفلسفية مثل الحب و الشغف و التسامح و الحرية بحضور المؤلف الذي أدى دوره وائل بوزيدة الذي كان يعمل على تخفيف التدخلات و يسهر على أن لا يفلت أي شيئ منه. ويُقتل الجد بعد أن كشف عن العقد غير الأخلاقي المبرم بين ابنه و كريم، من طرف ابنه الذي يتلقى هو الآخر طعنة من زوجته رامادا بعد سماعها لهذا الخبر. وأشرف على الصوت المرافق لهذا العرض المقدم باللغة الفصحى، فيصل سنوسي الذي دعم أداء الكوميديين. وقد صفق الجمهور مطولا لعرض مسرحية " رمادا 19″ التي حضرها واسيني الأعرج الذي ثمن "عمل اقتباس و إخراج" هذا العرض علما أنه سيعاد عرضه يومي الأربعاء و الخميس.