اختتم مبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي عنان محادثاته مع الرئيس بشار الأسد وغادر سوريا دون علامة تذكر على إحراز تقدم بشأن وقف إراقة الدماء المتزايدة في سوريا. وقال عنان في دمشق "إنني متفائل لعدة أسباب. "الوضع سيء وخطير للغاية لدرجة أننا جميعا لا يمكننا تحمل الفشل". ولم يصدر تعليق واضح من الأسد على "المقترحات الملموسة" لعنان لوقف إطلاق النار وإجراء حوار وتقديم مساعدات إنسانية. وابلغ الأسد عنان أن "إرهابي" المعارضة يعرقلون أي حل سياسي. واجتمعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون مع وزير الخارجية الروسي لافروف في نيويورك أمس، على هامش اجتماع وزاري خاص لمجلس الأمن بشأن الانتفاضات العربية. وعرقلت روسيا وهي حليفة لسوريا منذ فترة طويلة والصين محاولات لإجازة مشروع قرار بمجلس الأمن الدولي يدين دمشق بسبب محاولاتها سحق انتفاضة بدأت قبل عام بالقوة قتل خلالها الآلاف. وتريد موسكو وبكين تقسيم أي تنديد دولي بالعنف في سوريا بشكل يتسم بالمساواة على نحو اكبر بين الحكومة والمعارضة. وقال مساعد وزير الخارجية الصيني في الرياض يوم الأحد أنه يجب على طرفي القتال في سوريا وقف القتال ويجب إرسال المساعدات إلى المناطق التي يمزقها الصراع ولكنه حذر أيضا الدول الأخرى من استخدام المساعدات "للتدخل". في حين، اتخذت السعودية وقطر خطا متشددا ضد الحكومة السورية. وكرر الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي أول أمس دعوات لتزويد المعارضة السورية بالسلاح. وقال إن هذه هي الوسيلة الوحيدة لإنهاء الصراع دون تدخل خارجي. وأضاف بعد محادثات مع وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيله في الرياض، أن النظام في سوريا يرتكب مذبحة ضد شعبه. وقال فسترفيله" لا نستطيع قبول الاستمرار غير المعقول بشكل كامل للأعمال الوحشية التي يرتكبها نظام الأسد ضد شعبه". وتقول الأممالمتحدة أن قوات الأسد، قتلت أكثر من 7500 شخص في قمعها للمحتجين والمعارضين. وتقول السلطات إن المعارضين قتلوا ألفي جندي. وتزامنت مهمة عنان مع هجوم يشنه الجيش السوري على معاقل للمعارضة في شمال غرب البلاد. وقال نشطاء إن أربعة أشخاص على الأقل قتلوا في بلدة ادلب يوم لأحد بعد أن توغلت الدبابات فيها يوم السبت. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ثلاثة جنود ومدنيا قتلوا أثناء قتال في قرية الجانودية بمحافظة إدلب صباح يوم الأحد. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء أن "إرهابيين"، قتلوا بالرصاص بطل الملاكمة السابق غياث طيفور في مدينة حلب وانهم قتلوا عضوا بارزا في حزب البعث في محافظة حمص. واستبعد المجلس الوطني السوري المعارض الذي يقيم زعماؤه خارج البلاد عقد أي محادثات ما دام الأسد في السلطة. وقال المجلس إن المفاوضات لا يمكن أن تجري بين الضحية والجلاد وان على الأسد وحاشيته التنحي عن الحكم كشرط مسبق لبدء أي مفاوضات جادة.