قال شهود إن القوات السورية أطلقت الذخيرة الحية لتفرقة احتجاج ضد الرئيس السوري بشار الأسد في العاصمة دمشق أمس السبت مما أسفر عن إصابة أربعة أشخاص على الأقل· ووقع إطلاق النيران أثناء إقامة جنازة ثلاثة شبان قتلوا في احتجاجات سابقة ضد الأسد الجمعة· وقال شاهد وهو أحد سكان منطقة المزة بالعاصمة السورية لرويترز عبر الهاتف (بدأوا في إطلاق النيران على الناس بعد الدفن· الناس تجري وتحاول الاحتماء في الأزقة)· وخرج ما نحو 30 ألف متظاهر إلى شوارع المزة لتشييع جثامين الشبان الذين قتلوا في واحدة من أكبر الاحتجاجات ضد الأسد في دمشق منذ بدء الانتفاضة الشعبية ضد حكمه من 11 شهرا· وكان المشيعون يهتفون (بالروح بالدم نفديك يا شهيد·· واحد واحد واحد الشعب السوري واحد)· إلى ذلك، ألقى الرئيس السوري بشار الأسد أمس السبت باللوم في الفوضى المستمرة في البلاد منذ 11 شهرا على المحتجين المطالبين بالديمقراطية واصفا ما يحدث ب(محاولة لتقسيم البلاد)· ونقل التلفزيون السوري عن الأسد قوله بعد لقائه بنائب وزير الخارجية الصيني في دمشق (إن سوريا تواجه مخططا لتقسيمها والتأثير في دورها السياسي والتاريخي في المنطقة)· ومن جانبه، قال تشاي جيون نائب وزير الخارجية الصيني إن الصين تؤيد خطط الرئيس السوري بإجراء استفتاء تليه انتخاباتٌ برلمانية كطريقة لحل الأزمة السورية· ونقل التلفزيون السوري عن جيون قوله أمس السبت إن الصين تأمل أن يجري الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد والانتخابات البرلمانية على نحو متواصل· ونقل عنه قوله أيضاً (موقف الصين يتمثل في دعوة الحكومة والمعارضة والمسلحين للوقف الفوري لأعمال العنف)· من جانبها، حذرت صحيفة (لوموند) الفرنسية المستقلة الصادرة أمس السبت من تحول سوريا إلى ساحة لصراع القوى الدولية المتنافسة، لافتة إلى أن الدعم الروسي والصيني لنظام دمشق هو الذي حال دون إجبار الرئيس بشار الأسد على التنحي عن الحكم في سوريا· وحملت الصحيفة في تعليقها روسيا والصين مسؤولية استمرار العنف في سوريا بسبب دعمهما لنظام الأسد، مؤكدة أن موسكو وبكين قدمتا لنظام الأسد (دعما دبلوماسيا غير محدود) منذ بداية الصراع قبل نحو عام بغية الحيلولة دون تدويل الصراع· وذكرت الصحيفة أن دعم موسكو وبكين لنظام الأسد لم يتوقف عند هذا الحد وإنما عمل الطرفان على إفساد مبادرات الجامعة العربية لحل الأزمة وهي المبادرات التي كانت تلقى تأييدا من الولاياتالمتحدة وأوروبا· واختتمت الصحيفة تعليقها قائلة إن موسكو وبكين هيَّئتا بذلك الوضع لما كانتا بالأساس تسعيان لتجنبه ألا وهو التدويل المنفلت للصراع الذي سيحول سوريا اليوم كما حول لبنان أمس إلى ساحة لصراع القوى الدولية المتنافسة في الشرق الأوسط·