لم تعُد مقولة "حارس المرمى نصف الفريق" مجرد شعار للإشادة بتألق حُراس المرمى وإبراز دورهم في المباريات وإنقاذ منتخباتهم من الأهداف في حالتي الفوز أو الخسارة، وهو ما شهدته منافسات بطولة كأس أمم أفريقيا حتى الآن. وشهدت بطولة كأس أمم أفريقيا المقامة حالياً في الكاميرون قبل نهاية الجولة الثانية من منافسات الدور الأول (دور المجموعات)، ظاهرة مُثيرة بحصول حُراس المرمى على جوائز رجل المباراة، سواء فازت منتخباتهم أو تعثرت في المواجهات. ونجح سليم بن بوانا (30 سنة)، حارس مرمى منتخب جُزر القُمر، في صناعة التاريخ الشخصي الذهبي له، بعدما نال جائزة رجل المباراة في لقاء جُزر القُمر مع المغرب، رغم الخسارة بهدفين مقابل لا شيء في المجموعة الثالثة، وذلك بعدما تصدى لأكثر من فرصة مغربية على مدار الشوطين، ولا يتحمل مسؤولية هدفين اهتزت بهما الشباك، وكان اللاعب الأفضل على مدار 90 دقيقة. وسبقه حراس مرمى آخرون في خطف كل الأنظار، مثل علي أبو عشرين، حارس مرمى منتخب السودان، ورجل مباراة غينيا بيساو في المجموعة الأولى التي شهدت تصديه لركلة جزاء، بخلاف التصدي ل3 فرص مُحققة للتسجيل، وقاد "صقور الجديان" إلى تعادل مُثير، والحصول على أول نقطة له في سباق البطولة. ونال حارس ثالث مغمور، هو محمد كمارا، حارس مرمى سيراليون، جائزة رجل المباراة في أهم مباريات منتخب بلاده حتى الآن أمام الجزائر (حامل اللقب)، التي شهدت تصديه لأكثر من 5 فرص جزائرية بشكل لافت للنظر، وحافظ على نظافة شباكه، وأسهم بنهاية المطاف في حصول منتخب بلاده على نقطة التعادل الغالية في أكبر المفاجآت. ومن الحُراس الذين خطفوا الأنظار يبرز إبراهيم مونكورو (31 عاماً) حارس مرمى منتخب مالي، ورجل مباراته أمام تونس التي شهدت تصديه لأكثر من فرصة لمنتخب "نسور قرطاج"، وحافظ على نظافة شباكه، وأسهم في انتزاع منتخب بلاده بطاقة التأهل إلى الدور التالي. ويتوقع الخبراء أن ترتفع نسبة حصول حُراس المرمى على جائزة رجل المباراة في المباريات القادمة مع زيادة الإثارة والقوة في كل المجموعات بالجولة الثالثة والأخيرة من عمر الدور الأول الحاسمة بنسبة 100% في تحديد هوية 16 منتخباً يتأهلون إلى الدور ثمن النهائي، والاستمرار في سباق المنافسة على اللقب.